قال سيون أسيدون إن "اليهود الصهاينة" تحركوا في نهاية أربعينيات القرن الماضي من أجل تهجير اليهود المغاربة من البلاد، كاشفا أن "هذا التحرك بدأ ينجح بتهجير أعداد قليلة من المغرب في الخمسينيات، إلى أن نجحوا بشكل كبير في الستينيات في تهجير عدد كبير". معطيات مثيرة كشفها أسيدون، الذي حل ضيفا على برنامج "نوستالجيا" الذي تنتجه هسبريس، حين قال إن هذا التحرك "توج في العام 1961 باتفاق بين الوكالة اليهودية والقصر الملكي وقتها من أجل تشجيع الهجرة واستيعاب الطائفة اليهودية داخل فلسطين، بعد إعلان قيام الدولة الصهيونية"، مضيفا أن "هناك وثائق وشهادات تثبت أن الوكالة كانت تدفع للمغرب ثمنا عن كل يهودي يهاجر البلاد صوب فلسطين". وعن موقفه من اليهود المغاربة الذين اختاروا العيش في إسرائيل، أورد الناشط اليساري أنهم "في جميع الحالات يبقون مغاربة"، وزاد: "طابع الجنسية المغربية لا يلغي طابع الإجرام"، موضحا أن "من يهاجر إلى إسرائيل مفروض عليه أن يعمل في الخدمة عسكرية، ليصبح مجندا في الجيش الصهيوني، ويقوم بشكل دوري بأعمال عسكرية ضد الفلسطينيين ضمن مشروع استيطاني عنصري". ويرى سيون أسيدون أن "الصهاينة المغاربة لا يختلفون عن الدواعش المغاربة، لأنهم يستعملون السلاح في جرائم حرب ضد الإنسانية"، مشيرا إلى أن "دخول عمير بيريتس، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، مؤخرا إلى البرلمان المغربي حماقة"، وزاد: "كان على المغرب اعتقاله لأنه مغربي ومجرم حرب"؛ فيما حمل مسؤولية هذه الزيارة لما وصفها ب"العدالة المغربية". الناشط المغربي المعروف بمناهضة التطبيع مع إسرائيل أورد أن "الطائفة اليهودية في المغرب انفجرت إلى شظايا منذ عقود"، إذ إن من وصفهم بالمثقفين "هاجروا إلى فرنسا وإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية"، بينما بقيت قلة في المغرب؛ "أما الفقراء والبؤساء المنحدرون من البوادي والأحياء الشعبية، وهم الجزء الكبير، فذهبوا إلى فلسطين"، على حد قوله. واعتبر أسيدون أن "الصهاينة استغلوا وعي اليهود المغاربة من البؤساء والفقراء عبر داعية دينية تقول إن فلسطين أرض الحليب والعسل، وإن هناك سيظهر وعد المسيح والقيامة"، مضيفا أن ذلك يشبه كثيرا ما يقوم به تنظيم "داعش" من ناحية الداعية باسم الدين "للقيام بجرائم حرب ضد المدنيين والإنسانية". "لم أذهب إلى إسرائيل لأن الدعاية الصهيونية لم تفلح في إقناع الأسرة والوالد بالهجرة"، يروي أسيدون الذي استرسل: "بقيت في المغرب، وهذا حظ أسرتي الطيب جدا"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه يكره الصهيونية باعتبارها عنصرية، وزاد موضحا: "فرنسا مثلا مارست عنصرية منظمة حين قررت حظر ارتداء الحجاب، وهذا أمر أرفضه".