في خضمّ تزايد الصراعات القائمة على أساس ديني، وتواتر الأعمال الإرهابية المنفّذة باسم الدين، دعا عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السِّلْم في المجتمعات الإسلامية، إلى إحياء روح التعايش السعيد بين الديانات، والحثّ على مبادئ التسامح والتعارف، مبرزا أنّ السبيل إلى إنقاذ سفينة البشرية من الغرق في "بحور الدماء والحروب" هو إقامة تحالف بين الديانات. واعتبر بن بيه، في كلمة ألقاها في افتتاح ورشة تحتضنها العاصمة الرباط، بمناسبة استقبال القافلة الأمريكية للسلام والتي تجمع عشرات القادة الدينيين من مختلف الأديان الإبراهيمية للتذاكر حول تفعيل إعلان مراكش، أنَّ مبادئ إعلان مراكش تستبطن دعوة إلى التعايش الديانات والثقافات وتؤسّس لمرحلة جديدة من الفهم العميق للاستفادة من تراث الماضي لبناء تعايش في الحاضر والمستقبل. وأضاف المتحدث أنّ إعلان مراكش، الذي توَّج مؤتمر حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية المنعقد مطلع السنة الماضية، "لم يكن إعلانا عاديا؛ بل هو عبارة عن فهم ووقفةٍ مع النص الديني ومع التراث في تجلياته في التسامح والوئام والتعايش". وأشار رئيس منتدى تعزيز السِّلْم في المجتمعات الإسلامية إلى أنّ إعلام مراكش يبيّن واجبَ رجال الدين في البحث في نصوصهم الدينية وتاريخهم وتراثهم، ليجدوا أساسا وينبوعا للتسامح والتعايش، وتفعيل المشتركات. وكان الإعلان سالف الذكر دعا "ممثلي مختلف الملل والديانات والطوائف إلى التصدي لكافة أشكال ازدراء الأديان وإهانة المقدسات وكل خطابات التحريض على الكراهية والعنصرية". وتطرق بن بيه، في معرض كلمته باسم منتدى تعزيز السِّلْم في المجتمعات الإسلامية الذي يوجد مقرّه بالإمارات العربية المتحدة، عن عمل هذا المنتدى، موضحا أنه يدعو إلى السلام والتسامح اعتمادا على نصوص أكيدة وممارسات تاريخية رشيدة، "على عكس الرواية المحرّفة على يد الغُلاة الخارجين عن الضبط الديني والضبط العقلي". وأضاف المتحدث، منتقدا إيّاهم، "هؤلاء جعلوا الدين دعوة إلى العنف ومُشعلا للحروب ومصدرا للكراهية والبغضاء وطاقة تفجير بدل أن يكون طاقة إيجابية في حياة الناس، طاقة سلام تُحييهم ولا تقتلهم"، مبرزا أنّ "الرجوع إلى النصوص والتأويل المناسب والمقارب هو الذي سيسمح لنا بالردّ على مروّجي الكراهية والإسلاموفوبيا وعلى الإرهابيين على حدّ سواء". وشدّد رئيس منتدى تعزيز السِّلْم في المجتمعات الإسلامية على أن الديانات المنتمية إلى العائلة الإبراهيمية (اليهودية، المسيحية، الإسلام) يوجد في نصوصها الكثير من الأسس الداعية إلى التعايش، داعيا إلى "مدّ جسور التعايش والسلام واحترام الاختلافات الدينية، التي هي مضادات قوية للتطرف الديني العنيف"، على حد قوله.