تشهد منطقة أزغغار أمسليتن بإدوسكا أوفلا أجواء مكهربة منذ أيام، عقب تجدّد الاعتداءات التي تطالُ سكان المنطقة على أيدي الرُّعاة الرّحل، أسفرتْ عن جُرْح أحد سكان المنطقة، عقب تعرّضه لهجوم بالحجارة، أدّى إلى إصابته على مستوى الرأس والكتف والمرفق. الرجل كان يهمّ بالدخول في حوار مع الرعاة الرَّحل، قبل أن يتفاجأ بردّ فعل عنيف من لدنهم، في منطقة تيمغاط التابعة لدائرة إغرم بإقليم تارودانت، حسب ما رواه في مقطع فيديو، حيث قال: "أنا غير جيتْ مع الناس، ما هزيت لا حْجرة ما ضربت حد". سكان المنطقة أصدروا بيانا تنديديا ضمّنوه شكاية إلى الجهات المسؤولة، يطالبون فيها بتوفير الحماية من "جُور الرعاة الرحّل الذين يطلقون العنان لقُطعان الإبل والأغنام والحمير التي تتلف أراضي السكان ومزارعهم وتستهلك بكثافة المياه التي يستعملونها للشرب"، مناشدين الجهات المسؤولية بتوفير الحماية لهم من "بطْش الرعاة الرحّل". وحسب إفاداتٍ من عين المكان، فإنَّ المناطق التي يتمركز فيها الرعاة الرحل بإيدوسكا أوفلا تشهد توتّرا كبيرا؛ وهو ما يثير مخاوفَ من احتمال اندلاع مواجهات بين الرعاة الرحل والسكان، حيث قال فاعل جمعوي "إنّ المنطقة كلها تشهد توتّرا كبيرا". سكان المنطقة اتهموا، في البيان التنديدي الموقع من لدن كل من جمعية تاووري أزغار أمسليتن وجمعية أدوسكا أولا للثقافة والتنشيط الفني، الرعاة الرحل بارتكاب "تجاوزات قانونية"، مؤكّدين "استعدادنا التامَّ للدفاع عن حقنا المشروع في بكل الوسائل والطرق القانونية". وندد السكان بموقف السلطات المحلية بإقليم تارودانت، متهمين إياها ب"نهج سياسة الكيْل بمكياليْن، في حق السكان الأصليّين"، كما طالبوا بالكشف عن الجهات التي توفّر غطاء الحماية للرعاة الرحّل. وتسودُ مخاوفُ من اندلاع مواجهات عنيفة بين الرعاة الرحل وسكان المنطقة؛ وقال فاعل جمعوي من المنطقة إنَّ شبابها يفكرون، بعد توالي الاعتداءات، في طرُق جديدة للمواجهة مع الرعاة الرحّل، "وهذا قد يؤدّي إلى إشعال المنطقة بمواجهات دامية إذا لم تتدخل الجهات المسؤولة لإنصاف السكان المتضررين من الرعي الجائر"، مضيفا "سكان المنطقة تعبوا من رفْع الشكايات إلى القيادة والعمالة بدون نتيجة". من جهته قال عادل أداسكو، الفاعل الجمعوي بإدوسكا أوفلا، إنّ سكان المنطقة يعانون سنويا من مشكل الرعي الجائر، بسبب توافد أعداد كبيرة من قُطعان الإبل والغنم للرعاة الرحّل، والتي تُلحق أضرارا كبيرة بأشجار اللوز والأركان والصبار والمزروعات الفلاحية التي تشكّل المصدر الرئيسي لعيشهم. "آلاف القطعان من الإبل والأغنام المملوكة للرحل أصبحت تحاصرنا من جميع الاتجاهات وبشكل عشوائي، وترعى بشكل غير قانوني في حقول الناس ولا تترك شيئا للسكان المستقرين بهذه المناطق الجبلية التي تضم أكثر من 90 في المائة من أشجار اللوز"، يقول أداسكو. وأضاف الفاعل الجمعوي ذاته أنَّ سكان المناطق التي تعاني من الرعي الجائر سيلجؤون إلى القدوم إلى العاصمة الرباط من أجل الاحتجاج، "ضد الهجوم على ممتلكاتنا وإتلاف محاصيلنا، زيادة على النّيْل من مياه نعتمد عليها في الشرب"، مشيرا إلى أنّ هيئات المجتمع المدني بالمنطقة ستعقد اجتماعا في الرباط، لإقرار الخطوات التي ستتخذها "حماية للسكان من طيْش الرعاة الرحّل". ونشر نشطاء من إدوسكا أوفلا مقاطع فيديو على موقع "فيسبوك"، تظهر فيها جحافل من قطعان الإبل تجتاح إحدى البوادي، وفي مقطع فيديو آخر يظهر قطيع من الحمير يقتحم أحد الدواوير.