انعقد اليوم الثلاثاء بالعاصمة الرباط منتدى الأعمال الروسي المغربي، بمشاركة وفد روسي يتقدمه وزير الفلاحة ألكسندر تكاتشيف، إلى جانب عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية، ومريم بنصالح شقرون، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وعدد من ممثلي القطاع الخاص من الطرفين. وقال وزير الفلاحة الروسي إن بلاده تسعى إلى تطوير العلاقات التجارية مع المغرب، مشيراً إلى أن الصادرات الروسية إلى المغرب وصلت 1 مليار دولار السنة الماضية، وتشكل المنتجات الفلاحية نسبة كبيرة منها، تصل إلى 530 مليون دولار. وأشار المتحدث إلى إن روسيا تسعى إلى زيادة حجم صادراتها نحو المملكة، ولاسيما من القمح والزيوت النباتية والسكر، وعبر عن استعداد بلاده لتوسيع مجال التعاون ليشمل الجوانب ذات الصلة باستغلال العربات والآلات الفلاحية. وتجرى المباحثات بين روسيا والمغرب بخصوص بعض القضايا الإستراتيجية المتعلقة بتطوير التعاون الاقتصادي، ولاسيما خلق الممر الأخضر، وهو بروتوكول للتبادل يتوخى رفع مستوى التدفقات بين البلدين. ويهم بروتوكول "الممر الأخضر" الذي وقعه المغرب وروسيا في مارس 2016 تعزيز تبادل المعلومات المتعلقة بتداول البضائع والعربات بين المملكة وفيدرالية روسيا. ويطمح الطرفان إلى تحقيق مبادلات تجارية بقيمة 3 مليارات دولار السنة الجارية. من جهته قال عزيز أخنوش، وزير الفلاحة المغربي، إن العلاقات بين البلدين بات طموحة أكثر من أي وقت مضى، وأشار إلى أن الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس العام الماضي إلى روسيا أعطت دفعة قوية للمبادلات التجارية بين البلدين. وأشار أخنوش في هذا الصدد إلى أن الصادرات المغربية الفلاحية نحو روسيا ارتفعت بنسبة 28 في المائة ما بين موسمي 2014-2015 و2016-2017، وكشف أن 97 في المائة منها منتجات زراعية غذائية، بقيمة وصلت 1.8 مليارات درهم سنة 2016. وأضاف أخنوش أنه بعد مرور تسع سنوات من إطلاق مخطط "المغرب الأخضر" استطاعت المملكة أن تتموقع ضمن المصدرين العالمين الأوائل في بعض المنتجات الغذائية، إذ تعتبر المصدر العالمي الأول للكبار والفاصوليا الخضراء وزيت أركان. كما أشار أخنوش، أمام رجال الأعمال الروس، إلى أن المغرب يعتبر المصدر الثالث دولياً للزيتون المعلب، ورابع أكبر مصدر للحوامض والطماطم، وثالث أكبر مصدر للمنتجات الزراعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وثالث مصدر على المستوى الإفريقي. وحسب أرقام أخنوش فقد قام المغرب بتصدير 351 ألف طن من المنتجات الزراعية والغذائية إلى السوق الروسية السنة الماضي. وتعتبر الحوامض والطماطم أهم هذه المنتجات، بحجم بلغ على التوالي 210 آلاف طن و119 ألف طن. وأوضح الوزير ذاته أن هذه الدينامية التصديرية مكنت المغرب من أن يكون المورد الأول للطماطم إلى السوق الروسي سنة 2016، والثاني من حيث الحوامض، وزاد: "أنا أعلم جيداً أن الكليمنتين المغربي هو محل تقدير خاص من قبل المستهلكين الروس". وفي ما يتعلق بقطاع الصيد البحري، قال وزير الفلاحة المغربي إن المغرب أكبر أول مزود لروسيا في ما يخص السردين المجمد، إذ بلغ حجم صادراته إلى روسيا 7.4 آلاف طن السنة الماضية؛ كما أشاد بمصدري الحبوب الروس لتوقيعهم صفقات مع المستوردين المغاربة. وأشار أخنوش في هذا الصدد إلى أن المغرب استورد السنة التجارية 2016/2017 حوالي 785 ألف طن من القمح الطري من روسيا، من أصل 4 ملايين طن يستوردها من الخارج، أي بنسبة 20 في المائة، بقيمة 128 مليون دولار. أما سفير روسيا في المغرب، فاليري فوروبيوف، الذي اختار كالعادة الحديث باللغة العربية، فقال في كلمة له إن زيارة الوفد الحكومي الروسي إلى المغرب تعتبر تاريخية في العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أنها تؤشر على مرحلة جديدة من العلاقات. وأضاف السفير أن زيارة ديمتري ميدفيديف إلى المغرب أول زيارة لرئيس للحكومة الروسية الاتحادية، مشيراً إلى الفرق الزمني بين الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى روسيا وزيارة ميدفيديف إلى الرباط قصير جداً، ومعتبراً أن هذا يؤشر في الدبلوماسية على الديناميكية في العلاقات بين البلدين؛ كما أثنى على كون المغرب يتمتع بالاستقرار في المنطقة، وهو ما يشجع المستثمرين الروس. يشار إلى أن هذا المنتدى المغربي الروسي ينعقد غداة وصول رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إلى المغرب، حيث سيجري غداً الأربعاء محادثات مع الملك محمد السادس، ويلتقي رئيس الحكومة سعد الدين العثماني؛ كما من المقرر أن يجري زيارة إلى مدرسة المحمدية للمهندسين، حيث ستمنحه جامعة محمد الخامس بالرباط لقب "دكتور أونوريس كوسا الدكتوراه الشرفية".