تقع مدينة ابن أحمد، أو عاصمة قبائل أمزاب، المعروفة ببلاد "العلوة"، شرق مدينة سطات. يبلغ عدد سكانها 173274 نسمة، منهم 33088 بالبلدية، حسب الإحصاء العام لسنة 2014. تضم مرافق عمومية متعددة كمقر البلدية، وباشوية وقيادة ودائرة ترابية تحتضن 17 جماعة، إضافة إلى مراكز الشرطة والدرك والوقاية المدنية، ومؤسسات تربوية، ومستشفى محلي، ومحكمة ابتدائية، وسجن محلي، ومؤسستين للرعاية الاجتماعية هما دار الطالب ودار للفتاة. للوصول إلى مدينة ابن أحمد انطلاقا من مدينة سطات، لا بد من المرور عبر منطقة رأس العين شرقا، ثم الانعراج يسارا عبر الطريق الجهوية رقم 316. في الطريق يصادفك ممر سككي محروس، حيث انتظرنا مرور القطار، لنتابع السير. إشارات تفيد بمواقع زوايا أولياء "العلوة"، كزاوية سيدي البهلول وسيدي البطاح وسيدي التاغي... أشجار الزيتون والرمان وكروم العنب والتين... شباب يعرضون بضاعتهم من المنتوجات المحلية على جنبات الطريق. عند الوصول إلى دار الفتاة بمدينة ابن أحمد بعد قطع مسافة 50 كيلومترا، فتيات يراجعن دروسهن في قاعة المطالعة، وخازنة المؤونة تعد المواد التي ستستهلك في اليوم الموالي، ومديرة تراقب النزيلات وتسأل عن ظروف قضائهن اليوم الدراسي بعد عودتهن إلى الدار التي أحدثت سنة 2001 بطاقة استيعابية تبلغ 148 مستفيدة، يسهر عليهن طاقم مكون من 18 موظفا. مقتل مرداس وتجديد المكتب دار الفتاة بمدينة ابن أحمد تحت تسيير مكتب الجمعية الخيرية الإسلامية الذي كان يرأسه البرلماني عبد اللطيف مرداس، إلا أن مقتل هذا الأخير رميا بالرصاص أمام منزله بحي كاليفورنيا بالدارالبيضاء في الأسبوع الأول من مارس الماضي، نتج عنه شغور منصب الرئيس؛ وهو ما جعل المكتب يعقد جمعا عاما استثنائيا لانتخاب خلف لمرداس، طبقا للقانون الأساسي للجمعية، خاصة المادتين 25 و26 اللتين توضحان حالات انتخاب خلف للرئيس، من بينها الوفاة. وبحسب مصادر قريبة من الجمعية الخيرية الإسلامية، فقد انتخب محمد كراخي رئيسا للجمعية، وفق القانونين الأساسي، بحضور ممثل للسلطات، ووضع ملف انتخابه القانوني لدى السلطات المحلية، الممثلة في باشا مدينة ابن أحمد، وتسلم مقابل ذلك وصلا مؤقتا، تتوفر هسبريس على نسخة منه، طبقا للظهير رقم 376/58/1 الصادر بتاريخ 15 نونبر 1958 كما وقع تغييره وتتميمه. المديرة: الدار إدماج للفتاة الفقيرة في الحياة بوشرى بوزيان، مديرة دار الفتاة بمدينة ابن أحمد، قالت في تصريح لهسبريس: "دار الفتاة مكسب مهم للمنطقة عموما؛ بحيث إنها تساهم في تربية الفتيات المعوزات والمتفوقات، وإعدادهن للاندماج في المجتمع، وتشجيعهن على متابعة الدراسة لمحاربة الهدر المدرسي في صفوف الفتاة القروية". وأوضحت أن الطاقة الاستيعابية الاجمالية للمؤسسة محدودة في 148 نزيلة، وتستقبل الفتيات المتمدرسات انطلاقا من مستوى الأولى ثانوي إعدادي إلى مستوى الثانية باكالوريا، مشيرة إلى أن نسبة النجاح بلغت 82 في المائة في صفوف النزيلات عموما، وأن إحدى النزيلات حصلت على أعلى معدل بالمدينة في الباكالوريا شعبة العلوم الفيزيائية. وأضافت المديرة أن المؤسسة تتكون من مرافق عدّة تساعد الفتيات على الدراسة في ظروف جيدة، كالخزانة وقاعة المطالعة، والنادي النسوي، وقاعة لاستقبال أسرهن أو ضيوف الدار، ومطبخ ومطعم ومسجد، وحديقة وساحة تعتبر نموذجية. وحول التغذية، أكدت المديرة أن النزيلات يستفدن من الوجبات اليومية الثلاث وكذا الإقامة والمبيت، مع المراقبة الصحية للتغذية وللمستفيدات أيضا. رئيس الجمعية يطلب الدعم محمد كراخي، الرئيس الجديد للجمعية الخيرية الإسلامية لدار الفتاة بمدينة ابن أحمد، ترحّم، في تصريح لهسبريس، على الرئيس السابق مرداس، مضيفا أن "تجديد المكتب جرى وفق القانون الأساسي للجمعية، خاصة المادة 25؛ وذلك لاستمرار المرفق العمومي في تقديم الخدمات الاجتماعية ل148 نزيلة من الفتيات الفقيرات المنحدرات من القرى المجاورة، بالإضافة إلى أداء مستحقات المستخدمين والمستخدمات في وقتها". وأشار المتحدّث إلى أن الجمعية كانت تعيش عجزا بسبب ديون 2015 و2016، موضّحا أن المكتب القديم كان يسعى دائما إلى تجاوز العجز المالي تدريجيا، وهو الهدف نفسه الذي سهر عليه المكتب الجديد في إطار تعاون مع جميع الشركاء والمحسنين باعتباره أولوية في العمل، مشيرا إلى أن الدار مفتوحة في وجه جميع التلميذات المنحدرات من جماعات دائرة ابن أحمد اللائي يستحقن الدعم والرعاية الاجتماعية. وحول شروط ومعايير الاستفادة، قال كراخي إنها لا تتعدى طلبا ونتيجة الموسم الدراسي الأخير مرفوقة ببيان النقط لمعرفة رغبة صاحبة الطلب في التحصيل الجيد، بالإضافة إلى أخذ معيار بعد سكنى صاحبة الطلب عن المؤسسات التعليمية، دون إغفال الحالة الاجتماعية كاليتم أو الفقر. وطالب كراخي برفع الدعم الموجه إلى الدار من قبل التعاون الوطني معتبرا إياه غير كاف، ملتمسا من المحسنين زيارة دار الفتاة والاضطلاع على الخدمات المقدمة من أجل الاقتناع بمساعدة نزيلاتها، معتبرا أن واجب الانخراط السنوي لكل منخرطة مستفيدة المحدد في 1200 درهم، بمعدل 100 في الشهر، يفوق طاقة الأسر المعوزة، مطالبا المجلسين الجهوي والإقليمي بتخصيص دعم لدار الفتاة، منوها بدور السلطات المحلية وتعاونها مع مكتب الجمعية الخيرية بمدينة ابن أحمد.