تناولت الصحف الصادرة اليوم السبت بمنطقة شرق أوروبا عدة قضايا من بينها العلاقات السياسية داخل الاتحاد الأوروبي، والنقاش الدائر حول تقييد استخدام الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لحق النقض، والتعاون التركي الروسي لتسوية الأزمة السورية، وقرب دخول قانون منع ارتداء النقاب في الأماكن العامة بالنمسا حيز التنفيذ، إضافة إلى مواضيع أخرى. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "غازيتا بولسكا" أن بولونيا "حريصة على أن يكون مستقبل الاتحاد الاوروبي بين وواضح المعالم ،تسود فيه نفس المساواة بين كل دول المنتظم ،على اعتبار أن سير أوروبا بسرعات متعددة سيعمق الانقسامات وسيضر بالجميع دون استثناء ". ورأت الصحيفة أن "كل الدول الأوروبية يجب أن تكون مستعدة للحوار والدفاع عن مواقف الاتحاد الأوروبي في شموليتها ،والبحث سويا عن حلول كفيلة بتعزيز الوحدة ،حتى لا تبرز على السطح مواقف مناهضة للوحدة الأوروبية ،رغم أن هذه الوحدة تشكل دعامة مهمة لتحصين مصالح القارة العجوز". وكتبت صحيفة "غازيتا برافنا" أن أعضاء الاتحاد الأوروبي "يجب أن يكون لهم نفس الوعي والحرص المشترك على دعم مبادئ المساواة وعليهم أن يتكلموا بنبرة واحدة وبصوت واحد ،مع الاقتناع التام على أن الاتحاد الأوروبي في حاجة ماسة الى وحدة الصف وتطوير مؤسساته لتلائم التحولات ،التي تشهدها القارة والعالم في جوانب حساسة ،من ضمنها الجانب الأمني والاقتصادي وتنامي بعض الظواهر الاجتماعية كالهجرة على وجه التحديد". وأضافت أن أهداف الاتحاد الأوروبي "لن تتحقق إلا بالحوار المسؤول والجاد والواضح بين كل مكوناته ،كما أن الاتحاد لن يبلغ مساعيه إلا بتقليص الهوة بين وجهات النظر المتباينة ،وبالتوافق حول جوهر الاصلاحات ،التي يجب أن تشمل مؤسسات الاتحاد الأوروبي دون هيمنة أي طرف كان على طرف آخر" . ورأت صحيفة "ناش دجينييك" أن بولونيا "متفقة كليا مع فرنسا وألمانيا وكذا مع باقي مكونات الاتحاد الأوروبي حول ضرورات الاصلاح الداخلي للاتحاد ،وتتوق من جانبها الى تحقيق هذا الهدف ،مع تأكيدها بشكل خاص على أن الإصلاحات يجب أن تشمل الجوهر وتضع اليد على مكامن الخلل التي قد تقوض مسعى التقدم في مجالات حيوية عديدة ،كالاقتصاد والمالية ،وتحد من نجاعة التدبير المؤسساتي للاتحاد" . واعتبرت الصحيفة أن الوحدة الأوروبية "لا تعني التدخل في الشأن الداخلي للدول الأعضاء ،وعلى كل دول الاتحاد الأوروبي أن تحترم خصوصيات بعضها البعض ،مع التركيز على الأشياء والقيم التي تجمعها أكثر من الاهتمام بالأمور التي قد تؤدي الى تفرقتها وسيادة الخلاف بينها". وفي روسيا، ذكرت صحيفة (أرغومينتي إي فاكتي) أن 114 دولة عضو في منظمة الأممالمتحدة تؤيد تقييد استخدام الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لحق النقض (الفيتو) عند النظر في الجرائم ضد الإنسانية. وأضافت الصحيفة أن هذه المعطيات أعلنتها وزيرة خارجية ليشتنشتاين أوريليا فريك، التي ذكرت أن عدد الدول التي وضعت توقيعها بالموافقة على المقترح الذي تقدمت به المكسيكوفرنسا بلغ 114 دولة من جميع أنحاء العالم، بما فيها معظم أعضاء مجلس الأمن الحاليين. ونقلت عن نائب مندوب روسيا الدائم لدى منظمة الأممالمتحدة، فلاديمير سافرونوف، قوله إن بلاده لن تساند "أي فكرة تؤدي إلى انتهاك امتيازات الدول الدائمة العضوية في المجلس، بما فيها حق النقض"، معتبرا أن هذا المعطى يحفز أعضاء مجلس الأمن الدولي على البحث عن قرارات متوازنة واستبعاد اللجوء إلى حق النقض. من جهتها، أبرزت صحيفة (كوميرسانت) تأكيد فلاديمير كوجين ، مساعد الرئيس الروسي لشؤون التعاون العسكري التقني، أن موسكو لن تسلم أنقرة التكنولوجيا الخاصة بصواريخ "إس-400" في إطار تزويد تركيا بصواريخ من هذا النوع. ونقلت الصحيفة عن كوجين قوله "لا يدور الحديث الآن عن ذلك، ونتحدث فقط عن توريد صواريخ، والصفقة دخلت حيز التنفيذ، وتم دفع مبلغ مسبق"، مؤكدة أن الاستخبارات الروسية تعارض بدورها فكرة نقل التكنولوجيا إلى دولة عضو في حلف الناتو. وفي اليونان، تناولت الصحف التأخير الجديد في منح الترخيصات الضرورية لإقامة مشروع استثماري ضخم في موقع المطار القديم لأثينا ستنجزه مجموعة شركات عربية ويونانية وذلك بعد تأجيل مجلس الاثار مرة أخرى لمداولاته حول الموضوع. صحيفة (تا نيا) ذكرت أن رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس جمع المكتب السياسي لحزب سيريزا الحاكم الذي جدد التأكيد في ختامه على دعمه لكل المبادرات الرامية الى تسريع المشروع في احترام كامل للقانون والاجراءات المعمول بها. صحيفة (كاثيمينيري) ذكرت أن حزب الديمقراطية الجديدة أبرز أحزاب المعارضة طالب بإبعاد الامينة العامة لوزارة الثقافة رئيسة مجلس الآثار معتبرا أن هذا المجلس هو الذي يرفض منذ اربع سنوات منح الترخيصات لمشرع ضخم بحجة احتمال ان يكون بعض المناطق بالمطار القديم لأثينا مواقع أثرية. وقالت الصحيفة إن الوزير الأول مطالب بحسم هذا الملف الذي يلقي بالكثير من الضبابية على وضع الاستثمار في البلاد ولا يستبعد أن يصدر الترخيصات الضروية متجاوزا وزارة الثقافة لإطلاق المشروع الذي يبلغ إجمالي استثماراته ملياري أورو. وفي تركيا، أكدت صحيفة (ستار) أن أنقرةوموسكو تتقاسمان نفس وجهات النظر إزاء قضايا المنطقة لاسيما الوحدة الترابية للعراق وسوريا، وبالأخض مناطق خفض التصعيد التي تم إنشاؤها في إدلب (سوريا) ومتابعة التعاون من أجل إيجاد حل للأزمة السورية. وأضافت الصحيفة أن مباحثات الرئيسين التركي والروسي بأنقرة تناولت جملة من القضايا من بينها محادثات أستانة (كازاخستان) ودعيا إلى تكثيف التعاون الوثيق في الفترة المقبلة حول موضوع سورية، ودعم الجهود في المنطقة في أفق "وضع حد للحرب بين الأشقاء" والقضاء على الإرهابيين. صحيفة (دايلي صباح) ذكرت من جهتها أن حكومة إقليم كردستان رفضت طلب تسليم إدارة المراكز الحدودية إلى الحكومة العراقية، الذي تقدمت به تركيا وإيران والعراق ردا على الاستفتاء حول استقلال إقليم كردستان العراق. من جهتها، أفادت صحيفة (الفجر الجديد) نقلا عن رئيس الدبلوماسية التركية أن "الطلبات التي قدمتها بغداد ستتحدد على ضوئها الإجراءات التي ستتخذ مستقبلا"، مضيفا أنه وردتنا حتى الآن طلبات وبدأنا في تطبيق بعضها". وفي النمسا، ذكرت صحيفة (دير ستاندار) أن سيتم منع ارتداء النقاب في الأماكن العامة بالنمسا ابتداء من فاتح أكتوبر المقبل كما تم الإعلان عن ذلك في متم يناير الماضي من قبل الحكومة النمساوية قبل أن يشكل ذلك موضوع مشروع قانون صوت عليه البرلمان، مسجلة أن كل مخالفة لهذا المنع ستعرض صاحبها لغرامة قد تصل إلى 150 أورو. وقالت الصحيفة إن جزءا من الجالية المسلمة والعديد من مهنيي السياحة والفندقة أبدوا جملة من التحفظات على القانون، حيث أعربوا عن خشيتهم من ان يؤدي تطبيق القانون إلى انخفاض عدد السياح الوافدين من الدول العربية، وخاصة من منطقة الخليج. من جهتها، أفادت يومية (دي بريس) أن معهد الظرفية النمساوي رفع من جديد توقعاته لنسبة النمو بالبلاد حيث أشار إلى أن هذه النسبة ستصل إلى 8ر2 في المائة من الناتج الداخلي الخام سنتي 2017 و 2018 ، مقابل التوقعات السابقة التي أشارت إلى أن نسبة النمو ستبلغ 4ر2 في المائة سنة 2017 و 2 في المائة سنة 2018. وأضافت الصحيفة أن المعهد توقع أيضا أن يرتفع إنتاج السلع ب 7ر5 في المائة سنة 2017، و 9ر4 في المائة سنة 2018، وأن تتراجع نسبة البطالة ب 6ر5 في المائة خلال السنة الجارية و 4ر5 في المائة في سنة 2018 بعدما وصلت نسبتها إلى 6 في المائة سنة 2016 حسب المعيار الأوروبي الموحد.