اهتمت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء بمنطقة شرق أوروبا بعدد من المواضيع أبرزها العلاقات البولونية الروسية وإمكانية التعاون الروسي الأمريكي في سورية، وجهودر تركيا في محاربة تنظيم داعش وتقديم مشروع قانون بالنمسا حول تخفيض حجم الإعانات العائلية، والأزمة الاقتصادية باليونان. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "رزيشبوسبوليتا" أن العلاقة بين روسياوبولونيا ،وإن كانت تعرف توترات لاختلاف المواقف في قضايا سياسية وأمنية إقليمية راهنة ،إلا أنها "تحتاج الى جهد كبير من الجانبين لضبطها لما فيه مصلحة البلدين" . وأضافت أن "ضبط "العلاقة السياسية بين روسياوبولونيا "في غاية الأهمية للجانبين" ،ومن تم فإن الساسة البولونيين ونظرائهم الروس مدعوون الى "بذل جهود كبيرة للجلوس على طاولة الحوار والبحث في القضايا الخلافية بنظرة مستقبلية ،تحتم حل المشاكل العالقة دون تفريط في مصالح بولونيا ". ورأت الصحيفة أن "المشاكل العويصة" القائمة بين موسكو ووارسو ،من ذلك "آرائهما المتناقضة " حول أسباب حادث سقوط طائرة الرئيس البولوني الاسبق على التراب الروسي ومصرع نحو 96 شخصا ،والتدخل العسكري الروسي في جورجيا قبل بضع سنوات ودعم روسيا "للانفصاليين بشرق أوكرانيا " ، يجب أن تناقش على مستوى منتظمات دولية وقارية ،فيما "يستوجب التركيز على النقط التي تهم الدولتين فقط ،وترك جانبا الأمور المتشابكة التي تعرقل كل مسار التقارب والتفاهم ". ومن جهتها ،كتبت صحيفة "ناش دزينيك" عن الحالة الاجتماعية والوضع الإنساني للأطفال السوريين وأسرهم ،ضحايا المواجهات العسكرية بحلب ،وعن واجب المجتمع المدني والفعاليات الاقتصادية البولونية في دعم هؤلاء الأطفال من "منطلق إنساني وليس سياسي" . واعتبرت أن مساعدة الأطفال المعنيين من قبل الفعاليات البولونية هو "واجب إنساني بالدرجة الأولى ،وأولى بالفعاليات البولونية أن تتبنى مبادرات ميدانية لدعم المعنيين" ،خاصة وأن بولونيا " تعرف جيدا معنى الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية ،وهي التي مرت بمراحل تاريخية صعبة ،خاصة إبان وبعد الحرب العالمية الثانية ،والتي تسببت في مآسي كثيرة لازال الشعب البولوني يتذكر تفاصيلها ". وأضافت أن المساعدة الإنسانية لضحايا المواجهات العسكرية والحروب "لا يجب أن تخرج عن نطاقها الاجتماعي المحض ،ولا يجب أن تحمل أكثر من طاقاتها وتوضع لها تفسيرات ذات خلفيات وحسابات سياسية أثقلت في أحيان كثيرة كاهل العالم ". وفي روسيا، أبرزت صحيفة (إزفيستيا) تأكيد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أمس الثلاثاء، أنه بإمكان روسيا والولايات المتحدةالأمريكية البدء بالتعاون والعمل المشترك معا، في مدينة الرقة السورية. ونقلت عن شويغو قوله في المنتدى الشبابي الثاني لعموم روسيا الذي يقام في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية "تتمثل مهمتنا في توحيد القوى، ولدينا كافة الإمكانيات لذلك، لدينا عدو واحد هو الإرهاب الدولي، وندرك نحن والأمريكيون أنه عدو فعلا". وأضاف شويغو "يجب التوقف عن تخويف جميع أنحاء العالم بنا، والبدء ببناء وإقامة تلك العلاقات، التي سادت سابقا ، قبل خمس أو سبع سنوات على الأقل"، مسجلا أنه "لدينا كل شيء للتعاون بشكل فعال وليس هناك ما يمنعنا من بدء هذا العمل، واليوم من الممكن بدء أعمال مشتركة في الرقة". صحيفة (روسيا هيرالد) تناولت تقرير وزارة التنمية الاقتصادية الروسية الذي توقع أن يشكل رفع وكالة "موديز" للتصنيف السيادي لروسيا، دعما إضافيا للروبل الروسي. وأوردت تأكيد الوزارة أن العملة الروسية مستمرة في تعزيز مواقعها، حيث فقد الدولار واليورو في الأسبوع الماضي نحو 2 في المائة من قيمتهما أمام الروبل. وأشارت إلى أن وزير الاقتصاد الروسي، مكسيم أوريشكين، صرح نهاية الأسبوع الماضي بأن السلطات الروسية لا تخطط لتغيير إجراءاتها على خلفية تعزيز الروبل مواقعه، لكن الحكومة ستراقب باهتمام الوضع في سوق العملات وستتخذ إجراءات الرد عند الضرورة. وفي اليونان ذكرت (كاثيمينيري) أن أثينا حثت برلين على التعامل بعقلانية في تسوية أزمتها الاقتصادية، والكف عن تأجيل الخوض في ملف مديونية اليونان المرتفعة. وأضافت الصحيفة أن أثينا طالبت ايضا برلين بالكف عن المطالبة بضرورة تحقيق ميزانية البلاد لفائض أولي خارج خدمات الدين من 5ر3 في المائة سنويا الى غاية 2029 باعتبار ذلك غير واقعي، وذلك يوما بعد مصادقة مجموعة الاورو على اعلان مبادئ مع أثينا يلزم الأخيرة بتبني قوانين تروم توفير 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام ابتداء من 2019 في حال عدم تحقيق ميزانية 2018 لأهدافها الكبرى. وأشارت الصحيفة الى ان المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد ستلتقيان اليوم الاربعاء في برلين حيث سيكون على رأس مباحثاتهما اشراك الصندوق في برنامج الانقاذ الثالث لليونان بقيمة 86 مليار اورو الموقع في يوليوز 2015. صحيفة (إيثنوس) ذكرت بان الصندوق لديه خلافات عميقة مع برلين تحول دون مشاركته لغاية الان في البرنامح حيث يطالب مجموعة الاورو بتخفيض ديون البلاد الثقيلة (320 مليار اورو او 180 في المائة من الناتج الداخلي الخام) ويعتبرها غير قابلة للاستدامة كما يعتبر ان مطالبة أثينا بفائض اولي في الميزانية خارج خدمات الدين من 5ر3 في المائة سنويا الى غاية 2029 بالامر غير الواقعي فيما تتمسك المانيا بهذه النسبة وتعتبر انه في حال الالتزام بها لن تكون أثينا في حاجة لتخفيض مديونيتها أو لمزيد من الاستدانة. وفي تركيا، كتبت يومية (ستار) أن التعاون مع منظمة وحدات حماية الشعب الإرهابية يعتبر بمثابة تحالف مع الشيطان. وذكرت الصحيفة نقلا عن رئيس الدبلوماسية التركية أن مقاربة تركيا التي أطلقت عملية درع الفرات في شمال سورية للقضاء على المجموعات الإرهابية "واضحة" و"يتعين علينا التخلي عن المقاربات الخاطئة"، مسجلا أنه لذلك دعت أنقرة أصدقاءها الأمريكيين إلى "التخلي عن الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة السابقة". من جهتها، اعتبرت صحيفة (الفجر الجديد) أن الحلفاء ليسوا مجبرين على التعويل على منظمة إرهابية للقضاء على تنظيم (داعش)، مجددة التأكيد على موقف أنقرة التي تعتبر أن "مشاركة المنظمات الإرهابية في عملية استعادة مدينة الرقة (سورية) خطيرة". وذكرت الصحيفة أن مدينة الباب مطوقة بشكل تام وأن القوات التركية التي تدعم الجيش السوري الحر، تواصل التقدم، مؤكدة أن "يمكننا إحراز التقدم في مسألة تحرير الرقة من خلال اعتماد استراتيجية جيدة ومجموعات جيدة وليس بواسطة أولئك الذين يرغبون في تحقيق أهدافهم الخاصة من خلال عملية تطهير عرقي". وفي النمسا، أفادت يومية (دير ستاندار) بأن حوالي 24 في المائة من التلاميذ بالنمسا، نحو 263 ألف ، يتكلمون لغة أم غير اللغة الألمانية، مشيرة إلى نتائج بحث أجراه المعهد الفدرالي للإحصاءات ونشر بمناسبة تخليد اليوم العالمي للغة الأم يوم 21 فبراير. وأضافت الصحيفة أن الإحصاءات تشير إلى ارتفاع بنسبة 8 في المائة لعدد التلاميذ الذين لهم لغتهم الأم الخاصة مقارنة بما كان عليه الوضع قبل عشر سنوات، مسجلة أن أكبر ارتفاع من نوعه سجل لدى التلاميذ المنحدرين من أصول عربية الذين انتقل عددهم من 2400 تلميذ خلال الموسم الدراسي السابق إلى 11 ألف و 200 حاليا، وذلك بسبب تدفق الهجرة. من جهتها، أوردت صحيفة (سالسبورغر ناشريشتن) أن الحزب الشعبي النمساوي، العضو في الائتلاف الحكومي، يعتزم تقديم مشروع قانون حول تقليص حجم الإعانات العائلية المخصصة للأطفال الذين ينحدر آباؤهم من دول الاتحاد الأوروبي أو مقايسة تكلفة المعيشة في بلدانهم الأصلية. وبعد أن ذكرت بأن مبلغ هذا النوع من الإعانات العائلية بلغ سنة 2015 نحو 249 مليون أورو من مجموع 4ر3 مليار أورو، أشارت الصحيفة إلى أن واضعي هذا المشروع يراهنون على اقتصاد نحو 100 مليون أورو سنويا.