تناولت الصحف الصادرة اليوم السبت في منطقة شرق أوروبا عددا من المواضيع أبرزها العلاقات الروسية البولونية ، وتداعيات مقتل جنود أتراك في قصف جوي للقوات الروسية بشمال سورية، والقانون الجديد للهجرة بالنمسا، والإصلاحات المالية والاقتصادية باليونان. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "سوبير إكسبريس" عن العلاقات الروسية البولونية وإمكانية فتح حوار عميق بين سياسيي البلدين لإيجاد المخرج للعديد من القضايا التي يختلف فيها الطرفان . واعتبرت الصحيفة أن الخلاف القائم بين البلدين "لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يؤدي الى القطيعة بين وارسو وموسكو ،بل يجب ان يكون محفزا للجلوس على طاولة الحوار ومعالجة كل القضايا التي تتباعد فيها وجهات النظر على أساس الاحترام المتبادل ومصلحة المنطقة". وأضافت أن من حسن حظ البلدين أن "الخلاف يأخذ طابعا أمنيا وسياسيا محضا ،إذ أن التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والثقافية يعرف مساره الصحيح ويمكن أن تشكل المنطلق " لبحث التوافقات الممكنة بين روسياوبولونيا ،اللتين "يحتم عليهما الواقع والتحديات التي تعرفها المنطقة الجلوس الى طاولة الحوار وبحث آليات التفاهم والتقارب". وركز المقال الرئيسي لصحيفة "فيبورشا " (wyborcza) على الجدل القائم حاليا في بولونيا حول مشروع قرار يقضي بإلغاء مجانية التعليم العالي وعدم تمويل البحوث والدراسات ،وهو المشروع ،الذي اعتبرته الصحيفة "مجحفا وغير منصف لفئات اجتماعية عديدة " . واعتبرت الصحيفة أن هذا المشروع ،بالإضافة الى كونه يضرب في الصميم المكتسبات الاجتماعية ويحد من أهمية التعليم العالي كرافعة اساسية للتنمية والتطور ،فإنه قد يؤثر على قطاعات حيوية لازالت بولونيا في أمس الحاجة الى عطاءاتها ومساهماتها في تحقيق العدالة والتنمية الاجتماعية والرقي بالاقتصاد الوطني ،كما من شأنه تهميش الكفاءات والعنصر البشري . واعتبرت أنه من واجب الدولة ان تخصص اهتماما كبيرا لقطاع التعليم العالي حتى لا يصبح هذا القطاع "قطاعا نخبويا " لا يمكن ان يستفيد منه إلا من له القدرة المالية ،كما أن مشروع القرار "قد يدفع العديد من الباحثين والعلماء والطلبة المتفوقين الى هجرة التعليم العالي البولوني والبحث عن آفاق أخرى في أمكنة أخرى ،وسيكون الخاسر الأكبر هو البلد ". وفي روسيا، أوردت صحيفة (روسيا هيرالد) تأكيد السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف، أمس الجمعة، أن سلاح الجو الروسي عند شنه الضربة في سوريا استند إلى الإحداثيات التي تسلمها من تركيا، والتي حسبها يتعين أن لا يكون في المنطقة عسكريون أتراك. ونقلت عن بيسكوف قوله في تصريح صحفي تعليقا على الحادث الذي راح ضحيته 3 عسكريين أتراك وأصيب 11 آخرون" العسكريون الروس خلال توجيه الضربة على الارهابيين استندوا على الإحداثيات التي تسلموها من الشركاء الأتراك، وضمن هذه الاحداثيات لا يجب أن يكون هناك عسكريون اتراك. لذلك شكلت هذه الضربات غير المقصودة حدثا. وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب عن أسفه وتعازيه لما حدث، خلال اتصال هاتفي أجراه مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان. صحيفة (كوميرسانت) أفادت من جهتها أن بأن سبب قصف الطيران الروسي لقوات تركية في سورية قد يعود إلى تحرك الأخيرة دون تنسيق مع الجانب الروسي إلى منطقة مستهدفة من قبل القوات الجوية الروسية. وأوضحت الصحيفة، نقلا عن مصادرها الخاصة، أن طائرات روسية أقلعت من قاعدة "حميميم" في محافظة اللاذقية السورية، بعد تحديد أهداف لقصفها في منطقة الباب وأسقطت قنابل "دون أي انحراف كبير" عن الهدف، ويبدو أن العسكريين الأتراك تحركوا إلى المربع المستهدف في الوقت الفاصل بين تحديد الهدف وتنفيذ المهمة، دون التنسيق مع الجهات الروسية، فوقعوا تحت نيران القصف. وأشارت اليومية إلى أن الحادث، مع الأخذ بعين الاعتبار ردة فعل أنقرة الأولية، لن يضر بالعلاقات الروسية التركية. وفي اليونان كتبت (كاثيمينيري) أن المانحين من مجموعة الأورو وصندوق النقد الدولي اتفقوا على موقف موحد سيعرضونه على أثينا فيما يتعلق بملف الإصلاحات المالية والاقتصادية التي تنفذها تحت إشرافهم. وأضافت أن اجتماعا عقد يوم الجمعة في بروكسيل بحضور وزير المالية اليوناني ووفد المانحين سعى إلى بحث التطور الحاصل في إتمام برنامج التقويم الثاني للإصلاحات اليونانية الذي مايزال متعثرا والتحضير للنتائج التي ستعرض على اجتماع وزراء مجموعة الأورو في 20 فبراير الجاري. واعتبرت الصحيفة أن الإعلان عن توحيد في وجهات نظر الاوربيين وصندوق النقد الدولي بهذا الشأن تطور هام بالنظر للخلافات العميقة المعلنة بين الطرفين لحد الآن حيث يرفض الصندوق المشاركة في برنامج الانقاذ المالي الثالث لليونان الموقع في يوليوز 2015 مطالبا أثينا بإصلاحات أكثر عمقا لتوفير 5ر4 مليار أورو سنويا من النفقات. وبالموازاة مع ذلك يطالب مجموعة الاورو بتقليص كمي في مديونية اليونان لجعلها أكثر استدامة ثم ضرورة تراجع المجموعة عن شرطها لتحقيق أثينا لفائض اولي خارج خدمات الدين من 5ر3 في المائة سنويا من الناتج الداخلي الخام ابتداء من 2018 ولعشرة سنوات متتالية وتعويضه بنسبة 5ر1 في المائة فقط. صحيفة (إيثنوس) ذكرت من جانبها أنه لم يتم الكشف لغاية الآن عن التوافقات بين الصندوق ومجموعة الأورو بشأن اليونان غير أن الاسواق المالية تلقت الخبر بتفاؤل حيث تراجعت نسب فائدة الديون اليونانية من سنتين الى 55ر9 في المائة بعد أن كانت قد قفزت في اليوم السابق الى 10 في المائة. وقالت الصحيفة إن النقاش بين الطرفين عالق حاليا حول الإجراءات التشريعية التي يتعين على اليونان التصويت عليها على الفور واعتمادها على أساس أن تنفذ أوتوماتيكيا ابتداء من العام 2018 في حال عدم تحقيق ميزانيتها للأهداف المالية التي حددها المانحون. وفي تركيا، كتبت يومية (دايلي صباح) أن المعطيات الخاصة بالجنود الأتراك الذين قتلوا في غارة للقوات الجوية الروسية في شمال سورية، تم تقاسمها مؤخرا مع روسيا قصد تجنب وقوع الحوادث. وأوضحت نقلا عن القيادة العامة للجيش أن تركيا تقاسمت معطيات هؤلاء الجنود الذين كانوا يتواجدون في نفس العمارة خلال 10 أيام، مضيفة أن المسؤولين العسكريين الأتراك أبلغوا في الساعة الحادثة عشرة و11 دقيقة من ليلة وقوع الحادث نفس المعلومات لنظرائهم الروس بمركز العمليات بالقاعدة العسكرية حميميم. من جهتها، كتبت صحيفة (حرية دايلي نيوز) أن الجيش التركي نفى كليا تصريحات روسيا التي تفيد بأنها أدلت بمعلومات "مغلوطة" أدت إلى وفاة جنود أتراك بنيران صديقة. وفي النمسا، أفادت يومية (دير ستاندار) بأن الحكم الذي أصدرته المحكمة الإدارية الفدرالية الذي يقضى بمنع إنشاء مدرج ثالث بالمطار الدولي لفيينا لمنع الخطر المرتفع لانبعاثات الاحتباس الحراري بسبب النقل الجوي، خلف ارتياحا كبيرا لدى المدافعين عن البيئة وخيبة أمل كبيرة لدى وزارتي الاقتصاد والنقل وكذا لدى سلطات المطار. وأضافت الصحيفة أن مدير مطار فيينا، غونتر أوفنر، أعلن أمس الجمعة عن تقديم طعن لدى المحكمة العليا الإدارية، وبالتالي لدى المحكمة الدستورية. من جهتها، توقفت يومية (كرونن زيتونغ) عند مشروع القانون المثير للجدل المتعلق بالاعتقال المنهجي لجميع المهاجرين الذين دخلوا هنغاريا والذين ينص على أن هؤلاء سيقيمون في حاويات تم وضعها على الحدود الهنغارية الصربية.