تناولت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء في بلدان أوروبا الغربية خطاب الرئيس الفرنسي حول مستقبل أوروبا، والتحدي الانفصالي بالإضافة إلى عدد من المواضيع الوطنية المتفرقة. ففي فرنسا، علقت الصحف على المقترحات التي قدمها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امس الثلاثاء بجامعة السوربون من اجل انطلاقة جديدة للاتحاد الاروبي. وكتبت صحيفة (ليبراسيون) ان الرئيس الفرنسي اعتمد امس الثلاثاء لغة شجاعة وفي الاتجاه الصحيح من اجل اروبا، مضيفة انه بدون اعادة اطلاق سريعة للاتحاد الاروبي فان هذا الاخير مهدد بالزوال جراء ضربات القوميين الشعبويين. واضافت الصحيفة ان الامر يتعلق باروبا من اجل الدفاع والهجرة ومكافحة الإرهاب، وخاصة أوروبا اكثر اجتماعية وايرادية، تحمي بشكل افضل، مشيرة الى انه من غير ذلك ليس هناك وسيلة لانقاذ قارة فقدت بوصلتها. من جهتها ، قالت صحيفة (لوفيغارو) ان الخطاب الجريء للرئيس ايمانويل ماكرون حول اروبا يعتبر نقطة تحول في حد ذاته، مبرزة ان ايمانويل ماكرون يحب تناول القضايا المحرمة على النقاشات المغلوطة. واعتبرت الصحيفة انه بسبب تدهور صورة اروبا لم يعد القادة الفرنسيون يتجرأون على الادعاء انهم اروبيون ، مشيرة الى انه في رأي ماكرون فانه على العكس كلما قدم المؤيدون لاروبا بفخر وحماس مشروعا فيدراليا اصيلا، كلما اصبحت اروبا أكثر جاذبية للشعوب. أما صحيفة (لاكروا) فأكدت من جانبها أن هدف رئيس الدولة الفرنسية هو اقناع نظرائه الأروبيين من أجل تبني خارطة الطريق التي قدمها إلى غاية 2018 ، بعد استشارة شعبية. وفي الموضوع ذاته، كتبت (لاليبر بلجيك) أن الرئيس الفرنسي قدم رؤيته " الطموحة جدا " حول مستقبل أوروبا خلال خطابه أمس بجامعة السوربون بباريس، مشيرة إلى أن ماكرون أبان عن "طموح نادر وغير مسبوق " حيث قدم مقترحات من أجل انطلاقة جديدة للمشروع الأوروبي. من جانبها، كتبت (ليكو) تحت عنوان " إيمانويل ماكرون مدافع قوي عن السيادة الأوروبية " أن ماكرون كشف عن مخطط يهدف إلى انطلاقة جديدة لمجموعة الدول الأعضاء بناء على نقاط أساسية. وبالنسبة لجريدة (لوسوار)، فإن ماكرون وجه نداء ل" إيقاظ الضمائر " الأوروبية، في وقت تجد أوروبا نفسها ضعيفة أمام صعود التيار القومي والمنغلق. وفي موضوع آخر، عادت (لاديرنيير أور) للاهتمام بمحاكمة صلاح عبد السلام الإرهابي الوحيد الذي لا زال على قيد الحياة من بين منفذي هجمات باريس في نونبر 2015، والذي سينطلق في 18 دجنبر، مشيرة إلى أن صلاح عبد السلام يأمل في حضور محاكمته كما أكدت ذلك النيابة الفدرالية البلجيكية. وخصصت الصحف السويسرية أيضا حيزا هاما من صفحاتها لخطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والذي أعلن فيه عن رؤيته لمستقبل الاتحاد الأوروبي. وكتبت (لاتريبون دو جنيف) تحت عنوان " تشبث ماكرون بألمانيا " أن الرئيس الفرنسي أكد على أهمية فرنساوألمانيا بالنسبة لمستقبل اوروبا، غير أن التحالف الجديد الذي يوجد في طور التشكل في ألمانيا لن يكون في صالح الرؤية الفرنسية " حسب الجريدة. وبالنسبة لجريدة (24 أور) وضع ماكرون رؤية لأوروبا تسير بسرعات مختلفة، داعيا إلى إصلاح جذري لطريقة اشتغال الاتحاد الأوروبي. وبالنسبة ل(لوطون) فإن ماكرون ترك المجال واسعا أمام برلينوباريس من أجل تجديد الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أنه توجد اليوم فرصة تاريخية من أجل إعادة بناء المشروع الأوروبي. وفي إسبانيا، واصلت الصحف تركيزها على التحدي الانفصالي الكاتالاني، حيث أشارت (إل باييس) إلى أن شرطة الإقليم يجب أن تتلقى الأوامر لإخلاء المقرات التي ستحتضن مكاتب التصويت في الاستفتاء الغير الشرعي لفاتح أكتوبر حول استقلال كاتالونيا. من، جانبها، أكدت (إل موندو) أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر خلال لقائه الثلاثاء مع رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي بالبيت الأبيض عن دعمه لإسبانيا أمام التحدي الانفصالي. أما جريدة (آ بي سي) فقد كتبت أن ترامب وصف إرادة الانفصاليين في "تفكيك وحدة إسبانيا " ب"الحمقاء " مضيفة أن الرئيس الأمريكي عبر عن دعمه القوي لمدريد أمام هذا الاستفتاء. وركزت الصحف البرتغالية على تهريب الأطفال من إفريقيا جنوب الصحراء في أوروبا وتراجع نسبة الولادة في البلاد والوضع في كاتالونيا. وكتبت (دياريو دي نوتيسياس) أن البرتغال تستعمل كطريق جديد من طرف الشبكات الإجرامية في إفريقيا جنوب الصحراء الذين يتعاطون تهريب البشر، حيث تحولت البلاد إلى مدخل لفضاء شينغن حسب مصدر لوحدة محاربة الاتجار في البشر التابعة لشرطة الحدود. من جانبها، أكد (بوبليكو) أن البرتغال عرفت هذه السنة تراجعا في نسبة المواليد واضعة بذلك حدا للوتيرة المتصاعدة لهذه النسبة منذ 2015، معتبرة أن ارتفاع معدل السن عند الإنجاب لأول مرة، وظاهرة الهجرة كانا سببا في هذا الانخفاض. وبخصوص تحدي الانفصال في كاتالانيا، توقفت دي نوتيسياس عند تصريحات مسؤول في الحكومة الكاتالونية الذي صرح بأن الكاتالانيين سيصوتون الأحد المقبل رغم الإجراءات الأمنية المتخذة من قبل الحكومة الإسبانية.