بلغ إلى علمنا والله أعلم، أن عبد الإله بنكيران (الصورة)، النائب البرلماني والعضو القيادي في حزب العدالة والتنمية، قلل حياءه على السيدة ثريا جبران تحت قبة البرلمان، واصفا إياها بالوافدة الجديدة على وزارة الثقافة، وأنه يعلم أنها ليس لديها ما تقوله بخصوص ميزانية الوزارة التي تسيرها أثناء مناقشتها داخل لجنة المالية، وأن أصحابه لهذه الأسباب سوف يتساهلون معها ولن يحرجوها خلال النقاش. "" كما أنه بلغ إلى علمنا أيضا أن السيدة وزيرة الثقافة كلفت الكاتب العام للوزارة لحضور أشغال اللجنة بدلها، ولسنا ندري هل تم ذلك تملصا من بنكيران وأترابه، أم أن اجتماع لجنة المالية تزامن مع نشاط آخر حضرته السيدة الوزيرة!! شخصيا لم أستغرب كلام عبد الإله بنكيران، فهو إلى جانب فهمه الخاطئ للدور الذي تلعبه المعارضة في تنمية الديمقراطية، فإنه يعاني من عقدة مركبة تجاه المرأة، شأنه في ذلك شأن كل الإسلامويين عبر العالم، خاصة إذا كانت هذه المرأة تنتمي إلى الصف الحداثي، وتمارس أنشطة يصنفها أمثال بنكيران في خانة الزندقة كالفن مثلا•• والسيدة ثريا جبران ممثلة مسرحية راقية، كانت تثير خنق الإخوان المسلمين المغاربة حتى من قبل أن تكون وزيرة• فللسيد عبد الإله بنكيران فتوحات لا تضاهي في مجال إهانة النساء المغربيات تحت قبة البرلمان، والتاريخ البرلماني المغربي سجل قبل سنوات أول سابقة من نوعها في هذا الباب، كانت من توقيع هذا البرلماني الأصولي الذي هاجم الصحافية الزميلة خباب أمام أنظار ممثلي الأمة، وهددها بالضرب المبرح إن لم تغادر قاعة البرلمان في الحال، ولولا تدخل السادة البرلمانيين الحاضرين لأكلت تلكم الصحافية >أزفل<، ولتعرضت للجلد البين على قاعدة الشريعة، لا لشيء سوى أنها اختارت أن تلبس لباسا عصريا، لا يرضى عليه الإخوان المسلمون المغاربة الممثلين في البرلمان، كما لا يرضون على حقوق المرأة عموما وعلى حقوق الإنسان• الكلام الذي وجهه بنكيران للسيدة ثريا جبران وإن كان ينم عن حقد دفين للحداثة والحداثيين، فإنه كلام قطعي لا يصمد أمام منطق العقل، لأن استمرارية الإدارة شرط من شروط التسيير الإداري، وأن منصب الوزير هو منصب سياسي بالأساس، ولا علاقة له بالجدة أو الأقدمية مادامت الوزارات مهيكلة بشكل يضمن استمراريتها في القيام بالمهام المنوطة بها خدمة للدولة والمجتمع• ولا نظن أن عبد الإله بنكيران يجهل هذا المعطى البسيط، لكنه تغاضى عنه وتعمد الإساءة الى مواطنة مغربية، أعطت الكثير للمغرب في مجال اختصاصها قبل أن تكون وزيرة. ولم يسجل عليها التاريخ أنها وقعت في المحظور أو انتمت إلى الجماعات الإجرامية المعلومة التي تآمرت على الديمقراطية، وسجلت أبغض عملية اغتيال سياسي في تاريخ المغرب المعاصر•• وعلى رأسها الشبيبة الإسلامية• قديما قال لقمان لولده: إنه لا أطيب من القلب واللسان إذا صلحا، ولا أخبث منهما إذا فسدا• أملنا أن يفرغ الله قليلا من الطيبة على قلب ولسان السيد بنكيران في الجانب المتعلق بالمرأة، عساه يدرك أن النساء شقائق الرجال•• ويرحم نفسه من كلم العقد المركبة التي تدفعه طولا إلى ارتكاب الأخطاء••• وفي انتظار ذلك•• لا يسعنا إلا أن نقول ما قاله الشاعر العربي: كن ابن من شئت واكتسب أدبا # يغنيك محموده عن النسب.