انصب اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الخميس، على عدة مواضيع أبرزها، العلاقات المصرية الفيتنامية، وتداعيات التجربة النووية الكورية، والانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها أقلية الروهينغيا في ميانمار، والعلاقات السعودية الإيرانية، فضلا عن الخلاف المحتدم بين طرفي الانقلاب في اليمن، وتطورات الوضع في سوريا، والكشف عن مصير الجنود اللبنانيين المختطفين من قبل تنظيم "داعش". ففي مصر، كتبت صحيفة (الجمهورية) في افتتاحيتها، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لفيتنام اكتسبت أبعادا مهمة في عيون المراقبين الذين أكدوا أن الرئيس يقوم بزيارة لأرض لها ولشعبها تاريخ نضالي طويل، بهدف النظر إلى المستقبل وفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين في عصر تتجه فيه كل شعوب الدنيا للبناء والتنمية وتحفيز الاستثمار وإقامة المشاريع التي تخدم مصالح الشعوب وتبني مستقبلا أفضل للأجيال القادمة. وتابعت اليومية، أنه بهذه الزيارة فإن مصر وفيتنام تنتقلان بعلاقتهما الثنائية من مرحلة التحرر والاستقلال إلى مرحلة البناء والتنمية، ومواجهة التحديات الخطيرة التي تهدد السلام والأمن في العالم، خصوصا مع انتشار ظاهرة العنف والإرهاب. من جهتها، تناولت (الأهرام) موضوع التجربة النووية الكورية، حيث نشرت مقالا للكاتب منصور أبو العزم، أكد فيه أن أجواء التوتر في شبه الجزيرة الكورية تصاعدت بصورة غير مسبوقة لدرجة أن كوريا الشمالية تهدد بإطلاق أسلحة وصواريخ تحمل رؤوسا نووية على اليابانوالولاياتالمتحدة،في نفس الوقت الذي هدد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولأول مرة بالرد باستخدام أسلحة نووية أيضا ضد بيونغ يانغ. يومية (الجمهورية) تطرقت إلى الموضوع ذاته، ونشرت مقالا للكاتب محمد أبو الحديد، قال فيه إنه "بينما كانت قمة مجموعة "بريكس" تنعقد في شيامين الصينية لبحث سبل تعزيز السلم والأمن الدوليين، ودعم وتوسيع مجالات التعاون بين دول المجموعة ومع دول الاقتصادات والأسواق الناشئة، كانت طبول الحرب تدق على مقربة من الصين في شبه الجزيرة الكورية، بالتصريحات النارية والتهديدات المتبادلة ما بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية على خلفية إصرار الأخيرة على المضي في تطوير برنامجيها النووي والباليستي، وإجراء التجارب على آخر منتجاتها من القنابل والصواريخ". وسجل الكاتب أن التصريحات النارية والتهدديات المتبادلة أصبحت تهدد بانفلات الزمام في أي لحظة، خاصة بعد أن نجح الزعيم الكوري الشمالي في أن يستغل قلة خبرة الرئيس الأمريكي ترامب في السياسة الدولية. وفي ما يتصل بالانتهاكات التي تتعرض لها أقلية الروهينغيا في ميانمار، نشرت يومية (الأخبار) مقالا للكاتب محمد الهواري، أشار فيه إلى أن مسلمي الروهينغا يتعرضون لحرب عنصرية في بورما، حيث يتعرضون للقتل وإحراق منازلهم واستهدافهم من السلطات في ميانمار، وحصار مقاطعة راخين ذات الأغلبية المسلمة، وعمليات التهجير مستمرة منذ سنوات، ومع ذلك كله يقف المجتمع الدولي عاجزا عن حماية المسلمين من هذه الممارسات التي تؤجج مشاعر المسلمين في كل دول العالم كما تحفز جماعات الإرهاب لمزيد من العنف متخذة من صمت المجتمع الدولي ذريعة لذلك. أما صحيفة (الأهرام) فتناولت تطورات الوضع في سوريا، وكتبت في افتتاحيتها، أن نجاح الجيش العربي السوري في فك الحصار الذي فرضه تنظيم (داعش) الإرهابي على مدينة دير الزور لأكثر من ثلاث سنوات، هو بمثابة مرحلة جديدة في القضاء على عناصر هذا التنظيم الإرهابي المثير للشك والريبة. وتابعت أن الشعب السوري قد عانى مرارة الحرب على مدى عدة سنوات قتل فيها وأصيب أكثر من نصف مليون شخص، فضلا عن الخسائر المادية الفادحة والدمار الذي لحق بالمدن والقرى السورية جراء الحرب، وهو الأمر الذي يحتاج إلى مليارات الدولارات لتحقيق حلم إعادة الإعمار بعد التوصل إلى تسوية للأزمة السورية. وفي السعودية، كتبت يومية (عكاظ) في افتتاحيتها أن تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أول أمس في لندن "وضع النقاط على الحروف في ما يتعلق بعلاقة المملكة العربية السعودية بإيران، التي حاول وزير خارجيتها محمد جواد ظريف خلال الآونة الأخيرة استغلال حسن تعامل المملكة مع الحجاج الإيرانيين للإيهام بأن السعودية على وشك التقارب مع إيران". وقالت الصحيفة إن تصريح الجبير أعاد تأكيد شروط المملكة في تحسن العلاقات مع إيران، مؤكدة أن طهران "لطالما حاولت استغلال موسم الحج في تحقيق مآربها، وفي كل محاولاتها كانت السعودية لها بالمرصاد، موضحة للنظام الإيراني أن عليه الالتزام بمبادئ حسن الجوار في بناء العلاقات بين البلدين واحترام القواعد والأعراف الدولية". وتحت عنوان "المواقع العسكرية الإيرانية في ميزان الاتفاق النووي"، أكد مقال في يومية (الوطن الآن) أن "النظام الإيراني أعد العدة لسياسة التهرب من المراقبة ومخادعة فرق التفتيش وتساعده في ذلك مساحة البلاد الشاسعة وكثرة المواقع العسكرية المعلنة وغير المعلنة". وبرأي كاتب المقال، فإن إيران "ما زالت تثبت كل يوم أن ما وضعه المجتمع الدولي في الاتفاق النووي من ثقة، لم يك ن في محله، فقد صرح البرلماني الإيراني محمد إبراهيم رضائي، في رد على المطالب الأميركية بإرسال مفتشين دوليين لتفقد المنشآت النووية الإيرانية، بأن إيران لن تسمح للمجتمع الدولي بتفتيش منشآتها النووية". وفي الشأن اليمني، قالت صحيفة (اليوم) إن "مليشيات الحوثي تقوم بحملة اعتقالات جماعية تطال الحرس الجمهوري التابع للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح"، مشيرة في هذا الصدد إلى "تعرض قيادات مدنية وعسكرية في حزب صالح لعمليات اختطاف وتهديد وضرب من قبل الميليشيات على الرغم من التنازلات الكبيرة التي قدمها صالح". وأضافت الصحيفة أن "ميليشيات الحوثي أقدمت على اعتقال 14 فردا وضابطا من حراس ومرافقي وزير الدفاع في حكومة الانقلاب عند توجههم لاستلام رواتبهم"، مشيرة إلى أن "مليشيا الحوثي تشترط على المجندين ترديد شعاراتها كشرط لدفع المرتبات". وفي قطر، توقفت الصحف المحلية، في افتتاحياتها، عند بيان وزارة الخارجية القطرية، الذي جدد مطالبة قطر للمجتمع الدولي ب"تقديم مجرمي الحرب في سوريا إلى العدالة الدولية"، بعدما "أثبت تحقيق أممي مستقل استخدام النظام السوري غاز "السارين"، بمجزرة (خان شيخون)، في أبريل الماضي"، مستحضرة مضمون البيان خاصة من خلال تشديده أيضا على "ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية على أساس إعلان (جنيف1)، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة". وتحت عنوان "لا لإفلات الأسد من العقاب"، أشارت صحيفة (الراية) الى أن تقرير اللجنة الأممية المستقلة كشف عن "مسؤولية دمشق عن مجزرة خان شيخون و27 هجوما كيميائيا من مجموع 33"، معتبرة أن "الأدهى والأمر أن المجتمع الدولي وقف متفرجا على قتل المدنيين بأبشع الطرق وبأسلحة محرمة دوليا". وأعربت الصحيفة عن الأسف لكون نتائج تقرير اللجنة الأممية المستقلة ستبقى، برأيها، "حبيسة أدراج الأممالمتحدة ومجلس الأمن الذي بدأ بعقد صفقات مع القاتل على حساب الضحية بحجة محاربة الإرهاب". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الشرق) أنه بعد اعتماد الآلية الدولية المحايدة في التحقيق والملاحقة القضائية عن الجرائم الأشد خطورة في سوريا، والتي "حرصت قطر على دعمها"، بات "من الضروري التدخل الدولي عبر المحاكمات الدولية وإعمال مبدأ المسؤولية عن الحماية"، مذكرة بأن "إفلات مجرمي الحرب في سوريا من العقاب ساهم في تصعيد العنف وزيادة الانتهاكات". وسجلت الصحيفة أن "حرص الدوحة على الوقوف بحزم ضد هذه الانتهاكات الصارخة" يأتي "في ظل استمرار فشل وتقاعس المجتمع الدولي في إيجاد حل نهائي للأزمة السورية". وفي لبنان، توقفت الصحف المحلية، عند مجموعة من المواضيع أبرزها إعلان المحققين التابعين للأمم المتحدة عن امتلاكهم أدلة تفيد بأن قوات الحكومة السورية مسؤولة عن هجوم بغاز السارين على مدينة خان شيخون، وكشف مصير العسكريين المخطوفين لدى "داعش" وجهود لبنان في مكافحة الإرهاب. وتحت عنوان "الأممالمتحدة تحمل دمشق مسؤولية هجوم كيميائي على خان شيخون في ابريل" قالت يومية (المستقبل)، إنه في أول تقرير للأمم المتحدة يشير رسميا إلى مسؤولية دمشق، أعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول وضع حقوق الإنسان في سوريا أمس الأربعاء، أنها جمعت "كمية واسعة من المعلومات" تشير إلى أن الطيران السوري يقف خلف الهجوم المروع بغاز السارين في 4 أبريل الماضي. وأضافت الصحيفة أن التقرير جاء فيه أنه "في الرابع من ابريل، وفي إطار حملة جوية (...) استخدمت القوات الجوية السورية غاز السارين ما أدى إلى مقتل أكثر من 80 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال". وبخصوص مصير العسكريين المخطوفين لدى "داعش، كتبت صحيفة (الجمهورية) أن هؤلاء الجنود أصبحوا رسميا، شهداء، بعد ظهور نتائج فحوص ال"دي إن إي"، وإبلاغ قيادة الجيش ذويهم بانطباقها على جثامين أبنائهم. وعلى صعيد متصل، قالت الصحيفة ذاتها،إن موضوع مكافحة الإرهاب كان حاضرا خلال اجتماع عقده رئيس مؤسسة الأنتربول نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع السابق إلياس المر مساء أمس مع وفد من قيادة الانتربول ضم كلا من: باتريك ستيفنس مدير مكافحة الإرهاب عالميا، ورالف ماركرت رئيس مكتب الارتباط، ورودولف روك كوشو محلل الاستخبار الجنائي. واضافت أن اللقاء تركز على متابعة وتعزيز استراتيجية مكافحة الإرهاب على الصعيد العالمي، وتعزيز برامج الانتربول وبشكل حثيث، ولا سيما ما يتعلق بأمن الحدود ومحاربة الجريمة المنظمة وفق استراتيجيات حديثة، فضلا عن سبل دعم لبنان والجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب. أما يومية (الديار) فأشارت إلى أن مبعوث الأممالمتحدة لمحادثات السلام السورية ستافان دي ميستورا، دعا المعارضة السورية إلى القبول بأنها لم تنتصر في الحرب المستمرة منذ ستة أعوام ونصف العام على الرئيس بشار الأسد. وألمح دي ميستورا - حسب الصحيفة - إلى أن الحرب في سوريا انتهت تقريبا لأن الكثير من الدول انخرطت فيها من منطلق هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، مبرزا أنه يتعين أن يلي هذا الوضع فرض هدنة على مستوى البلاد قريبا.