اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأربعاء، بعدة مواضيع، في مقدمتها، العلاقات المصرية-الإماراتية، وتطورات الوضع السوري، والتهديدات الإسرائيلية للبنان، والدور الإيراني في المنطقة، ومحركات السياسة الخارجية الأمريكية. ففي مصر، تطرقت الصحف المحلية للزيارة التي يقوم بها الرئيس المصري للإمارات العربية المتحدة، في إطار المحطة الثانية من جولته الخليجية بعد سلطنة عمان، حيث توقفت (الأهرام) و(الجمهورية) و (الأخبار) عند جلسة المباحثات التي جمعت، أمس الثلاثاء، بينه ونائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الاماراتية، مشيرة الى ما رشح عن هذه المباحثات من تاكيد حرص الجانبين على "استمرار التنسيق والتشاور المكثف بينهما ومع الدول العربية للتصدي للتحديات والأزمات التي تواجه الأمة العربية والتصدي للتدخلات في الشؤون الداخلية لدولها". ولفتت، في هذا الصدد، إلى "توافق رؤى" الجانبين المصري والإماراتي حول أهمية "التصدي بحزم" لظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف و"تعزيز العمل العربي المشترك لمكافحة هذه الآفة التي باتت خطرا يهدد أمن واستقرار المنطقة". وحول موضوع الانتشار النووي في العالم ، نشرت (الأهرام) مقالا بعنوان "أمريكاوروسيا يشعلان سباق الانتشار النووي"، قال فيه كاتبه، إن "الاستراتيجية النووية الأمريكيةالجديدة تسهم في اشتعال سباق الانتشار النووي في العالم وتعيد أجواء الحرب الباردة مرة أخرى بشكل مختلف وتحمل مخاطر كبيرة على السلم والأمن الدوليين". وسجل كاتب المقال أن خطر الانتشار النووي الجديد يكمن في ما تشكله الأسلحة النووية التكتيكية من اغراء بالاستخدام لدى الدولتين الكبريين أمريكاوروسيا، في ظل تصاعد حدة التنافس الاستراتيجي بينهما وتداخل وجودهما في العديد من أزمات العالم، وتنامي تهديد الإرهاب للاستقرار العالمي. وفي الامارات، اهتمت الصحف المحلية أيضا بالعلاقات الاماراتية والمصرية، حيث كتبت صحيفة (الخليج )، في افتتاحيتها، أن زيارة الرئيس المصري إلى الإمارات تأتي في سياق "التواصل بين البلدين وللوقوف على آخر مستجدات المنطقة"، وأيضا ل"تعزيز التعاون" في مواجهة "التحديات الخطيرة وغير المسبوقة التي تواجهها المنطقة والدول العربية". وأضافت الصحيفة أن علاقات دولة الإمارات ومصر كانت باستمرار "علاقات مميزة واستثنائية، تنطلق من مبادئ تمتد جذورها عميقا في ب عديها القومي والوطني، وتستلهم في مسيرتها كل معاني الأخوة والتقدير والاحترام المتبادل"، وتؤمن "بأهمية العمل المشترك والتضامن كرافعة لمواجهة كل التحديات". ومن جانبها اكدت صحيفة (الوطن) أن العلاقات الإماراتية المصرية تقدم "النموذج الأكمل لما يجب أن تكون عليه الروابط بين الأشقاء" من "تنسيق مشترك" و "تبني كل طرف لأمن الآخر كأساس استراتيجي لأمنه وسلامته". أما صحيفة (الاتحاد) فكتبت، في افتتاحيتها، أن "الإمارات مع السعودية ومصر، تمثل قاعدة صلبة لخيمة النظام الإقليمي العربي"، مضيفة أنه يوجد في إطار هذا "المثلث الحيوي العربي (...) مشروع حضاري ينبني على محاربة الظلامية والتطرف والإرهاب (...) والتمسك بأسس العمل العربي المشترك". وفي السعودية، كتبت صحيفة (اليوم)، في افتاحيتها، أن "النظام الإيراني ما زال يزود الميليشيات الحوثية بمختلف الأسلحة بما فيها الصواريخ البالستية المستخدمة لشنها على أراضي المملكة، واستهداف الملاحة الدولية في مضيق باب المندب"، مؤكدة أن "خطر النظام الإيراني لا يهدد المملكة فحسب ولكنه يهدد دول العالم ويعطل مصالحها ويكاد يصيبها في مقتل". ومن جهة أخرى، لفتت الصحيفة الى أن "وزارة التربية والتعليم في حكومة ميليشيات الحوثي الانقلابية أصدرت تعميما إلى مديري المدارس يلزمهم بإيقاف العملية التعليمية وإقامة فعاليات وأنشطة ثقافية وإعلامية ورياضية دعائية لنشر الفكر الطائفي والمذهبي للجماعة في أوساط طلبة المدارس، وطالبتهم بتوثيق الفعاليات التي تقام، ورفعها بتقرير شامل مشفوعا بالصور والفيديوهات". وفي الشأن السوري، أكد مقال في يومية (الرياض)، تحت عنوان "روسيا وآلية الخروج من سورية.. بين الكبرياء والاعتراف بالواقع"، أن روسيا "لن تتمكن من تحقيق الانتصار العسكري في سورية، ولن تستطيع الخروج الآمن الذي يضمن تأمين سلامة واستقرار نظام البعث" في دمشق. وبرأي كاتب المقال، فإن "تعقيدات المسألة السورية تتطلب عملا دوليا مشتركا يؤمن كل طرف فيه بأهمية الطرف الآخر وبدوره في حل الأزمة والخروج الآمن منها بما يحفظ لكل طرف اعتباره. وما عدا ذلك يعني استمرار الأزمة وتصاعد تكاليفها على جميع المستويات". وفي قطر، توقفت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، عند الوضع السوري، وما يجري في الغوطة الشرقية وإدلب من تصاعد للعمليات القتالية والهجمات و"استهداف"، برأيها، للمدنيين "قتلا وتجويعا" في غياب "أي حزم دولي أو عقاب مناسب"، مستحضرة ما جاء على لسان رئيس اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في سوريا، باولو بينيرو، حين اتهم القوات الحكومية السورية بفرضها الحصار على الغوطة، ووصف ما يجري بأنه "ينطوي على جرائم دولية تتمثل في القصف دون تمييز والتجويع المتعمد للسكان المدنيين". وذكرت الصحيفة، في هذا الصدد، بموقف قطر التي قالت إنها "دعت مرارا " المجتمع الدولي الى "ضمان المساءلة وتحقيق العدالة الجنائية في سوريا ومحاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم" باعتباره "السبيل الأمثل لوقف مثل هذه المجازر". وتحت عنوان "صراع وجود أم صراع حدود ؟" نشرت صحيفة (الوطن) مقالا تناول بالتحليل ما وصفه ب"ازدواجية المعايير" في تعامل السياسة الخارجية الأمريكية مع العرب وإسرائيل، لا فتا الى أن تمادي تل أبيب المتواصل، بما فيه دعوة قيادات حزب الليكود الأخيرة بعقد مؤتمر طارئ لسن قانون لفرض السيادة على الضفة الغربية، وضم كافة الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس، يجد مظلته الآمنة تحت تلك الازدواجية التي توفر انحيازا لفائدة إسرائيل بما أصبح "حقيقة لا يستطيع الأمريكيون إنكارها" وبات يصنف من ثمار "شراء القرار السياسي، عن طريق سطوة قوى الضغط وجماعات المصالح". وجوابا عن تساؤل حول موقف الراي العام الأمريكي ودوره في صياغة مفردات هذه السياسة، استنتج كاتب المقال، بالرجوع الى استطلاعات للرأي، أن موقف الرأي العام الأمريكي لا يتماهى في كثير من القضايا مع ما تصنعه النخبة، وهو ما يترك، برأي الكاتب، الباب مواربا أمام العرب للدخول الى ساحة صناعة القرار الأمريكي بممارسة نوع من الضغط الناعم لفائدة مصالحهم وفقا ل"خطة منظمة ومنسقة تحشد وراءها كل الإمكانات العربية، للتواجد المتواصل، وطرح الرؤى والأفكار، بشكل منتظم، خاصة مع الصحف ووسائل الإعلام، وعبر ندوات مراكز البحوث، وغيرها من التجمعات والمؤسسات ذات النفوذ" . وفي البحرين، نقلت صحيفة (الأيام) عن اللجنة المستقلة للتحقيق بشأن سوريا، التي تعمل بتفويض من الأمم المتحدة، تأكيد فتحها لتحقيق بشأن "العديد من التقارير الواردة والتي تفيد بأن قنابل تحتوي على غاز الكلور المستخدم كسلاح، استخدمت في بلدة سراقب في ادلب وفي دوما ب الغوطة الشرقية". وذكرت الصحيفة بأن لجنة التحقيق المستقلة، برئاسة باولو بينيرو ، كانت قد حملت في شتنبر الماضي دمشق مسؤولية هجمات بغاز السارين في 4 أبريل 2017 أوقعت اكثر من 80 قتيلا في خان شيخون بمحافظة ادلب، مضيفة أن الأمم المتحدة كانت أكدت أيضا أن الحكومة السورية شنت هجمات بغاز الكلور في 2014 و2015 ، وهو ما تنفيه دمشق بشدة. ومن جهتها، توقفت صحيفة (أخبار الخليج) عند "الوضع المتازم في أرخبيل المالديف السياحي" بعد "اعتقال رئيس المحكمة العليا بتهمة الفساد" و"انتفاض الشارع وفرض الحكومة لحالة الطوارئ لمدة 15 يوما"، وارتفاع أصوات المعارضة في "مطالبات بتدخل أمريكي وهندي لإقصاء الرئيس عبد الله يمين". وفي لبنان، كتبت صحيفة (اللواء) أن لقاء رئيس الجمهورية، ميشال عون، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس الحكومة، سعد الحريري في قصر بعبدا شكل "وقفة تضامنية" مع البلد وتحدياته، لا سيما في سياق "الاعتداء الإسرائيلي برا وبحرا، على طول الخط الأزرق، وصولا إلى بلوك 9 في البحر المتوسط، قبالة الناقورة". واعتبرت اليومية أن "ضخ كمية معقولة من التفاؤل، خير من الاقتصار على التوقع أو الانتظار"، في ظل التهديدات الإسرائيلية المتمادية "سواء تعلق الأمر ببناء الجدار الإسمنتي، تجاوزا للقرار 1701 وانتهاكا له، أو الادعاء الذي لا سند له بأن إسرائيل تملك البلوك 9 في البحر، والضغط على الشركات الدولية لعدم توقيع عقد استخراج الغاز والنفط من البحر اللبناني"، مشيرة، في هذا الصدد، الى أن هناك ما يفيد بوجود "مدخل" للوقوف في وجه التمادي الإسرائيلي "يبدأ بوضع خطة دعي مجلس الدفاع الأعلى لوضعها اليوم، برئاسة الرئيس، عون، على أن تسير بالاتجاهات الدبلوماسية والميدانية" . ومن جهتها، توقفت (النهار) عند وصول نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، ديفيد ساتيرفيلد، إلى بيروت لبحث الوضع على الحدود الجنوبية وما يتصل بالبلوك النفطي رقم 9، في محاولة لمنع عودة التوتر بين بيروت وتل أبيب بسبب الخلاف على ترسيم الحدود بينهما، مرجحة أن يعمل المسؤول الأمريكي أولا على "جس توجهات المسؤولين اللبنانيين في التعامل مع التهديدات الإسرائيلية" و"يدفعهم" ثانيا إلى "التريث قبل الذهاب إلى مجلس الأمن"، على اعتبار أن بلاده ستعمل على "إحياء مساعي "التسوية" مع تل أبيب" . وفي سياق متصل، كتبت (الجمهورية) أن "الرؤساء الثلاثة طوقوا أمس الأزمة التي كانت سائدة بينهم واتفقوا على معالجات لها يفترض أن تتبلور خلال أيام، وذلك على وقع حراك دبلوماسي أمريكي في اتجاه لبنان، بدأ بوصول مساعد وزير الخارجية الأمريكي، ديفيد ساترفيلد"، على أن تعقبه، بحسب مصادر دبلوماسية في واشنطن، زيارة لوزير الخارجية الأمريكية، ريكس تيلرسون، ربما مطلع الأسبوع المقبل، في إطار جولة مرتقبة له بالمنطقة تشمل دولا عربية وخليجية. وفي الشأن السوري، كتبت (الأخبار) أنه بينما يتابع الجيش السوري تقدمه في آخر جيوب (داعش) وسط سورية، تستضيف أنقرة خلال الأيام المقبلة مسؤولين أمريكيين لبحث تطورات الوضع في الشمال السوري، لافتة الى أن تقدم الجيش السوري داخل الجيب المحاصر شمال منطقة السعن واستعادته السيطرة أمس على أكثر من 10 قرى من تنظيم (داعش)، يعكس آثار الحصار الذي فرضه على مساحة واسعة بين أرياف حلب وحماه وإدلب، منذ الشهر الماضي.