انصب اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الثلاثاء، على عدة مواضيع أبرزها، الحرب على الإرهاب، ورد الفعل المصري على تقرير منظمة (هيومن رايتس ووتش) الأخير، وتفاعلات الأزمة الخليجية، وعملية الإبادة التي تتعرض لها أقلية الروهينغيا في ميانمار، فضلا عن تطورات الوضع في اليمن، والمناورات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان. ففي مصر، نشرت صحيفة (الأخبار) مقالا للكاتبة ميرفت شعيب، أكدت فيه "أن نجاح قوات الأمن في مداهمة أوكار "الإرهابيين" دليل على يقظتهم وتوخيهم الحذر في تبادل إطلاق النار، مشيرة إلى أن حرص رجال الأمن على حماية سكان المناطق المزدحمة، يسجل في سجل الضربات الاستباقية ضد الإرهابيين. من جهتها، تناولت يومية (الجمهورية) في افتتاحيتها، "النجاحات الكبرى والجهود الملموسة للأجهزة الأمنية في استئصال أوكار الجماعات "الإرهابية" وتصفية منابع تمويلهم وتدمير المعدات والأجهزة التي يستخدمها أهل الشر في محاولاتهم اليائسة". وأ شارت، بهذا الخصوص، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حث على مواصلة الأجهزة الأمنية التحلي بأقصى درجات التأهب والتصدي للتهديدات الإرهابية وتشديد إجراءات الرقابة على الحدود وتأمينها . وبدورها تطرقت صحيفة (الأهرام) الموضوع ذاته، ونشرت مقالا للكاتب فاروق جويدة، أشار فيه إلى أن "الإرهابيين" الذين سقطوا في المعركة بمنطقة العجوزة وسط القاهرة لهم سجلات لدى قوات الأمن ولهم ملفات وقضايا سابقة، وهذا يعني أن "الإبلاغ عنهم يمكن أن يوفر أحداثا كثيرة وأن وصولهم إلى المنطقة بهذا العدد وهذه الأسلحة يجعلنا نطالب المواطنين بضرورة التبليغ عن أي ساكن جديد يستأجر شقة". وفي موضوع آخر، واصلت الصحف المصرية اهتمامها برصد تداعيات تقرير منظمة (هيومن رايتس ووتش) الأخير عن مصر، حيث نشرت (الجمهورية) مقالا للكاتب السيد البابلي، أكد فيه أن الذين يستهدفون مصر بتقارير دولية تحاول ابتزازها والتأثير على قرارها السياسي، لن يكتب لهم النجاح، لأن هذه التقارير ليست أكثر من وسيلة ضغط في مرحلة لا تقبل المساومة ولا الرضوخ لأي تدخلات أجنبية في الشأن الداخلي لمصر. وأضاف البابلي "من حقنا أن نتخذ ما نراه مناسبا لحماية الأمن القومي في ظروف استثنائية نمر بها ونواجه خلالها إرهابا متعدد الجبهات يحاول تصدير الخوف والقلق إلى كل أرجاء مصر ، ونحن لا نخاف من أي تقارير تعكس أهدافا سياسية على حساب الحقيقة والواقع" . أما يومية (الأهرام) فنشرت مقالا للكاتب أحمد عبد التواب، تساءل فيه عن توالي المواقف المعادية ضد مصر في فترة لا تتجاوز أياما معدودة، فبعد تقرير منظمة (هيومن رايتس ووتش) الأسبوع الماضي، أعقبه تقرير آخر بعد بضعة أيام من لجنة مناهضة التعذيب الدولية، والإثنان يدينان ما يسميانه سياسة ثابتة تتبنى التعذيب في مصر، ويتوازى مع التقريرين محاولة في مجلس الشيوخ الأمريكي لتخفيض المعونة العسكرية لمصر . وبخصوص الانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها أقلية الروهينغيا في ميانمار، أكد الكاتب أشرف بدر في مقال بيومية (الأهرام) أن أحداث إبادة المسلمين في بورما "لم تكن حدثا عارضا ولا أمرا جديدا، ولم يكن دم المسلمين الذي سال فيها اليوم هو أول الدماء ولا أغزرها وآخرها، بل هي مشكلة قديمة جديدة يتم علاجها وفقا لمنطق"المصلحة" أو "المؤامرة". ورأى الكاتب أن قضية مسلمي الروهينغيا "تمضي لمصير مجهول بين مخالب عصابات وميليشيات التعصب الديني الأعمى، وتكرار متوقع لسيناريو "داعش" في سوريا والعراق على أرض ميانمار التي ستصبح ساحة حرب جهادية في آسيا". وفي السعودية، كتبت صحيفة (الوطن الآن) بشأن تطورات الوضع في اليمن أن من بين "مسارات الخطة الإيرانية في اليمن الادعاء أمام العالم أن هناك منطقة كاملة يدين مواطنوها بالزيدية، أو ما يفهمه الغرب بالإقليم الشيعي، وأن الحوثيين يمثلون هذا الإقليم، وأنه إذا ما تم تقسيم اليمن إلى أقاليم فيجب أن يكون لهذا الإقليم وممثله السياسي حقوق وشراكة في معادلة الحكم، وهو وضع مشابه للنظام الطائفي في لبنان". واعتبرت الصحيفة أن "خطورة مخطط الإقليم الطائفي تتمثل أساسا في عزل اليمن عن دوره العربي، وفرض سياسة النأي بالنفس عن قضاياه العربية، وهذا هو المبدأ السياسي الذي يسير وفقه لبنان، ما جعله يعترض أو يمتنع عن التصويت على أي قرارات عربية في مواجهة إيران". وبدورها أشارت صحيفة (اليوم) إلى أن "مصادر يمنية كشفت، في سيناريو متوقع، عن مخطط خطير تسعى ميليشيا الحوثي لتنفيذه في 21 من الشهر الجاري ويسعى إلى تثبت امتداد حكم ولاية الفقيه التابع لإيران في اليمن". وقالت الصحيفة إن "الحوثيين أعدوا مخططا للإطاحة بشريكهم الرئيس المخلوع، والنظام الجمهوري المعتمد لحكم اليمن، وذلك بإعلان دولة ولاية الفقيه في فعالية مرتقبة تستعد الميليشيا لإقامتها احتفاء باختطافها للشرعية والدستورية اليمنية، بميدان السبعين". وفي موضوع آخر، شدد مقال في يومية (الجزيرة) على أن "سيناريو تفتيش المنشآت النووية الإيرانية يرعب طهران، لاسيما بعد أن طالبت المبعوثة الأمريكية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي مؤخرا بضرورة السماح للمفتشين الدوليين بدخول القواعد العسكرية الإيرانية، لتعيد بذلك الملف النووي الإيراني إلى مربعه الأول". وأكد المقال أن مطالبة هايلي بدخول المفتشين الدوليين إلى القواعد العسكرية الإيرانية "زج بالملف النووي الإيراني من جديد في أتون نقاشات حامية، خصوصا وأن هايلي لا تتحرك خارج نطاق الاتفاق النووي الموقع مع طهران، بل تتحرك في إطاره وتبحث عن آليات دولية جادة لضمان التزام الجانب الإيراني بتطبيق بنود الاتفاق نصا وروحا". وفي قطر، واصلت الصحف المحلية، من خلال افتتاحياتها ومقالات بعض رؤساء التحرير والمحللين الأكاديميين، متابعة تفاعلات الأزمة الخليجية الراهنة ومستجداتها. وفي هذا الصدد، جددت (الوطن) و(الراية) و(الشرق)، من خلال استحضارها لأهم ما جاء في كلمة لوزير الشؤون الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أدلى بها أمس الاثنين أمام مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة بجنيف، التأكيد على أن "حل الأزمة الخليجية يجب أن يكون بعيدا عن الإملاءات، وبما لا يمس سيادة الدول"، وأيضا "استعداد قطر للحوار في إطار الاحترام المتبادل"، و "في إطار تسويات ينتج عنها التزامات جماعية ومتبادلة". ومن جهتها، ثمنت (الوطن) ما وصفته ب"الجهود الوطنية المتكاملة التي انتظمت الساحة السياسية والاقتصادية (..) من كافة مؤسسات القطاعين، العام والخاص" منذ اندلاع الأزمة الخليجية الراهنة. ومن جانبها، دعت صحيفة (العرب)، في أحد مقالاتها المحورية، ضرورة الاستيقاظ من "كابوس الأزمة إلى أحلام المستقبل" وذلك ب"تجاهل المهاترات اليومية (..) والتصريحات المتأزمة، والتركيز على كل ما يساهم في بناء قطر ما بعد الأزمة". واستدرك كاتب المقال بالقول إن ذلك لا يعني "التوقف عن التفاعل مع الأزمة وأحداثها"، وإنما "يجب ألا يتعارض" هذا التفاعل مع "الانطلاق نحو المستقبل، ولا مع القدرة على ممارسة النقد الذاتي، وتبين مواطن القوة والضعف، والمشاركة الفاعلة في صناعة القرار على المستوى المؤسسي والوطني" ، مضيفا أنه "يجب أن يستفاد من السقف المرتفع الذي أسسته الأزمة ثقافيا وسياسيا واقتصاديا لتعزيز الوعي الوطني (..) وصناعة جيل واع للعالم من حوله، قادر على استيعاب المتغيرات في محيطه الإقليمي والعالمي". وبلبنان ركزت الصحف اهتمامها أساسا على المناورات الإسرائيلية، وظروف استشهاد العسكريين اللبنانيين، واللقاءات الرسمية التي سيجريها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري اليوم الثلاثاء في موسكو. وفي هذا الصدد، اعتبرت يومية (الجمهورية) أنه بالتوازي مع المناورات الإسرائيلية، لوحظ أن "حزب الله" رفع من درجة استنفاره على الحدود الجنوبية، بالتزامن مع دوريات مكثفة ل"اليونيفيل" على طول الحدود، في وقت أجرت فيه قيادة القوات الدولية اتصالات مكثفة بالجانبين اللبناني والإسرائيلي، لضبط النفس واحترام قواعد الاشتباك القائمة والمحددة وفقا للقرار 1701، مضيفة استنادا إلى تصريح مسؤول رفيع أن "أجواء الاتصالات الدولية إيجابية وتعكس عدم الرغبة في التصعيد". وأضافت أن ذلك يتواكب مع قراءة متشائمة لأحد الخبراء بالشأن الإسرائيلي، تعتبر "أن حصول المناورات الإسرائيلية على الحدود لا يعني أن الحرب غدا، ولكن مجرد حصولها بحجم القوات المشاركة فيها يعني أن مواجهة عسكرية مسرحها لبنان، ليست مستبعدة". من جهتها، كتبت صحيفة (الديار) أن السجالات حول ملف "غزوة" عرسال وظروف استشهاد العسكريين تتجه إلى الانحسار في الأيام القليلة المقبلة بعد أن سجل كل طرف موقفه من هذا الملف، وحسم رئيس الجمهورية ميشال عون النقاش بإحالة القضية إلى "عدالة" القضاء ليبنى على الشيء مقتضاه. وسجلت أن "المزايدات" المتبادلة لم تعد مجدية بعد أن رسم كل فريق سقفا سياسيا وقضائيا واضحا للفريق الآخر حيال القضية، فرئيس الحكومة سعد الحريري حدد قبل ذهابه إلى موسكو "خطوطه الحمراء" بزيارته إلى المصيطبة، في مقابل رفع الغطاء عن "صغار" المتورطين بالأحداث، ورئيس مجلس النواب كان واضحا في مقاربته لجهة عدم "نبش القبور" وممارسة الانتقام السياسي للمرحلة الماضية، فيما قرر حزب الله "النأي" بنفسه عن القضية تاركا الملف بين يدي رئيس الجمهورية الذي أخطر بقرار الحزب عدم رغبته في "نكأ الجراح"، وتأييده لمقاربة الملف قضائيا". أما يومية (المستقبل) فأشارت إلى أن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، سيعقد اليوم بمناسبة زيارته إلى موسكو، لقاءات رسمية مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف، وفي جعبته مجموعة من الملفات أهمها تسليح الجيش اللبناني وبحث طلب النظام السوري إتمام عملية ترسيم وتحديد الحدود اللبنانية – السورية التي حاولت الحكومة اللبنانية ترسيمها عام 2010 "لكن الجانب السوري لم يتجاوب معها".