مباشرة بعد إعلان كوريا الشمالية، اليوم الأحد، نجاحها في صنع قنبلة هيدروجينية، جاءت ردود الفعل المنتقدة من مختلف دول العالم، خصوصاً من لدن القوى العظمى، بين من يستنكر وبين من أعلن اتخاذ إجراءات احترازية أمام هذا الأمر. وكشفت كوريا الشمالية، اليوم الأحد، أن القنبلة الهيدروجينية يمكن تحميلها على الصاروخ البالستي العابر للقارات الذي باتت تمتلكه، وأشارت إلى أن كل مكونات القنبلة صنعت 100% في البلاد، حيث جرت اختباراتها بشكل جيد. وذكرت هيئات عديدة لمراقبة الزلازل أنها رصدت زلزالاً شدته 6.3 درجات بالقرب من الموقع الرئيسي الكوري الشمالي للاختبارات. وتعد القنبلة الهيدروجينية أخطر أسلحة الدمار الشامل التي تم تطويرها، إذ تسبب انفجاراً أقوى بكثير من القنابل النووية العادية؛ وتعرف أيضاً بالقنبلة الاندماجية أو القنبلة الحرارية، وتصنع استناداً إلى تفاعلات كيميائية معقدة، تعتمد في الأساس على تحفيز الاندماج النووي بين نظائر كيميائية لعنصر الهيدروجين. ويؤدي الاندماج النووي إلى إنتاج عناصر ثقيلة من أخرى أخف. وتعد الاندماجات النووية المصدر الرئيسي للطاقة التي تنتجها الشمس. وتقدر القوة التدميرية للقنبلة الهيدروجينية بنحو ألفي ضعف القنبلتين النوويتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي في اليابان، إبان الحرب العالمية الثانية. المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، قال إن التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة "مؤسفة جداً"، وتنم عن "استهتار كامل" بطلبات الأسرة الدولية المتكررة. وقال أمانو، في بيان، إن "التجربة النووية التي جرت اليوم من قبل جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية عمل مؤسف جدا"، وأضاف أن "هذه التجربة الجديدة التي تلي تجربتين العام الماضي هي السادسة منذ 2006 وتنم عن استهتار كامل بالطلبات المتكررة للأسرة الدولية". كما أدان ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بشدة، هذه التجربة النووية التي قامت بها كوريا الشمالية، وقال في بيان: "هذا انتهاك آخر صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي، ومنها قرار رقم 2321 الذي تم تبنيه في نونبر 2016"، وأضاف أن "الناتو قلق بشأن نمط سلوك بيونغ يانغ الذي يهدف إلى زعزعة الاستقرار، ما يمثل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي". وجاءت أولى ردود الفعل من الولاياتالمتحدة الأميركية، حيث بحث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأزمة الكورية، مع رئيس وزراء اليابان، شينزو آبي. واتفق الزعيمان على ضرورة رفع الضغوط على كوريا الشمالية "إلى أعلى مستوى". ولم تتوقف الولاياتالمتحدة الأميركية في رد فعل واحد، بل باتت تبحث مع كوريا الجنوبية نشر طائرات مقاتلة أمريكية من طرازي "إف-22 "و"إف-35" في شبه الجزيرة الكورية لمواجهة التهديدات النووية الصاروخية الكورية الشمالية. في المقابل أصدرت وزارة خارجية الصين بياناً أدان بقوة التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة، مشيرة إلى أن إجراء التجربة النووية من طرف كوريا الشمالية أتت على الرغم من معارضة المجتمع الدولي، وشددت على أن الصين تعارض ذلك وتدينه بقوة. اليابان عبرت أيضاً عن رد فعل إزاء هذا الأمر، إذ قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوجا، إن برامج تطوير الأسلحة النووية والصاروخية الكورية الشمالية تهديد خطير ووشيك للأمن الياباني، وقد وصلت إلى مرحلة جديدة. ونقلت هيئة الإذاعة اليابانية عن سوجا قوله، في مؤتمر صحافي اليوم الأحد، إن هذه البرامج تقوض بشكل كبير سلام وأمن المنطقة والمجتمع الدولي، وزاد أن التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية اليوم غير مقبولة من جانب اليابان، وأن حكومة بلاده أدانت كوريا الشمالية بأقوى العبارات من خلال سفارتها في بكين. الأمر نفسه بالنسبة للسويد، التي قالت إن التجربة النووية الكورية الشمالية الجديدة تمثل "تحولاً إلى الأسوأ"، إذ كتبت وزيرة الخارجية السويدية مارجوت فالستروم، على صفحتها على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي اليوم: "التقارير التي تفيد بإجراء كوريا الشمالية لتجربة نووية جديدة تمثل تحولا إلى الأسوأ، وتزيد من تعرض السلام العالمي والاستقرار للخطر. إن دور مجلس الأمن الدولي مهم". في حين حثت النرويج المجتمع الدولي على الرد بقوة على مزاعم كوريا الشمالية بأنها أجرت بنجاح اختبارا لقنبلة هيدروجينية. وقال وزير الخارجية، بورج بريندي، لهيئة الإذاعة والتلفزيون النرويجية إن "هذا النوع من الأسلحة النووية ستكون له آثار كارثية إذا تم نشره". وتعد هذه التجربة النووية لكوريا الشمالية السادسة من نوعها منذ 2006، إذ بدأت أواخر سبعينيات القرن الماضي العمل على نموذج من صاروخ سكود-بي السوفياتي مداه 300 كيلومتر، واستمرت منذ ذلك الوقت في سعيها إلى امتلاك صاروخ نووي قادر على إصابة القارة الأمريكية.