حذرالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحفي اليوم بالعاصمة الصينية بكين أمس الثلاثاء، 5 سبتمبر، من كارثة عالمية جراء أزمة كوريا الشمالية. وقال بوتين، في المؤتمر الصحفي الذي عقد على هامش قمة «بريكس»، إن فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية سيكون «غير مفيد وغير فاعل». وتابع: «في كوريا الشمالية سيأكلون العشب ولن يتخلوا عن النووي ما لم يشعروا بالأمان». واعتبر الرئيس الروسي أن تصعيد الوضع العسكري (في شبه الجزيرة الكورية) قد يؤدي إلى كارثة في العالم كله، «لذا لا طريق لحل الأزمة الكورية إلا الطريق السلمي الدبلوماسي». وقارن بوتين بين الأزمة في كوريا والوضع في العراق عام 2003 عندما اجتاحت بريطانيا والولايات المتحدة البلاد بدعوى تطوير بغداد للسلاح النووي. وقال في ذلك «امتنع صدام حسين عن إنتاج السلاح الكيماوي لكنه قُتل هو وأقاربه ودمرت العراق بحجة إنتاج السلاح الكيماوي .. وكوريا الشمالية لم تنس ذلك». في هذا السياق، قالت المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي نيكي هيلي إن بلادها ستوزع مشروع قرار جديد بشأن فرض عقوبات أشد على كوريا الشمالية وترغب بالتصويت عليه الاثنين المقبل.
دعت هيلي الأممالمتحدة لفرض مزيد من العقوبات على بيونغ يانغ لمنعها من اتخاذ خطوات إضافية في برنامجها النووي وقالت: «إن صبر الولايات المتحدة ليس بلا نهاية والمخاطر عالية وحان وقت العمل». وقالت السفيرة الأمريكية إن الولايات المتحدة ستشارك في مفاوضات هذا الأسبوع بشأن مشروع القرار، مضيفة أن بيونغ يانغ «صفعت الجميع على وجوههم» بالتجربة النووية الأخيرة. واعتبرت هيلي أن «العقوبات القوية هي فقط ما سيسمح بالتوصل لحل سياسي في قضية كوريا الشمالية». ولفتت إلى رفض بلادها المقترح الصيني الخاص بقيام بيونغ يانغ بتجميد تجاربها مقابل تعليق الولايات المتحدةوكوريا الجنوبية المناورات العسكرية المشتركة. وقالت إن كيم جونغ أون «يستجدي الحرب وهو ما لا تريده الولايات المتحدة الآن وسنحمي حلفاءنا وأراضينا»، مضيفة: «مقترح التجميد مقابل التجميد مهين بالنسبة لنا». وسبقت الأممالمتحدة هيلي اليوم الإثنين بدعوتها إلى ضرورة اتخاذ موقف «حازم وقوي» من التجارب النووية التي تجريها كوريا الشمالية. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان إن «آخر التطورات الخطيرة تتطلب ردا شاملا لكسر دائرة الاستفزازات من كوريا الشمالية». وشدد فيلنمان في إفادته بالجلسة الطارئة لمجلس الأمن على ضرورة «التزام كوريا الشمالية بالامتثال الكامل لالتزاماتها الدولية ووقف الاختبارات النووية التي تنتهك بشكل خطير تعهداتها وتقوض الأمن الإقليمي والدولي». مجلس الأمن يدين وكان مجلس الأمن الدولي قد أدان بالإجماع، إطلاق جمهورية كوريا الشمالية قذيفة تسيارية (صاروخا باليستيا) عبرت الأجواء فوق اليابان أمس الثلاثاء، وكذلك إطلاقها عدة قذائف مماثلة في 25 غشت الجاري جاء ذلك في بيان رئاسي، أصدره المجلس، بعد نحو أربع ساعات من المشاورات المغلقة، التي عقدها الثلاثاء؛ حول التجربة الصاروخية الأخيرة لبيونغ يانغ. وأدان المجلس بإجماع أعضائه ال15 دولة «الأعمال الآثمة لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية» وطالبها ب»التوقف فورا عن تلك الأعمال». وأكد المجلس أن «تلك الأعمال لا تشكل تهديدا للمنطقة فحسب؛ بل أيضا لجميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة». وأعرب البيان عن «القلق حيال تعمد كوريا الشمالية إطلاق هذه القذيفة فوق اليابان، وكذلك لتصرفاتها وبياناتها العامة الأخيرة وكلها أمور تقوض السلم والاستقرار بالمنطقة، وتتسبب بمخاوف أمنية خطيرة في العالم بأسره». وطالب بيونغ يانغ ب»الامتناع عن تنفيذ أية عمليات إطلاق آخرى تستخدم فيها تكنولوجيا القذائف التسيارية وأن تمتثل لأحكام قرارات مجلس الأمن السابقة ذات الصلة». وشدد البيان على «أهمية صون السلم والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، وشمال شرق آسيا ككل»، معربا عن التزامه ب»إيجاد حل سلمي ودبلوماسي وسياسي للحالة». والثلاثاء قامت كوريا الشمالية بتجربة صاروخية باليستية جديدة، حلّق فيها الصاروخ فوق اليابان، وسقط في المحيط الهادئ، الأمر الذي أثار موجة استنكار عالمية. ومرّ الصاروخ الكوري الشمالي فوق جزيرة هوكايدو اليابانية (شمالا)، قبل أن ينشطر إلى ثلاثة أجزاء، ويسقط في المحيط الهادئ، على بعد نحو ألف كيلومتر من اليابسة. وقرر مجلس الأمن الدولي، على إثرها، عقد اجتماع بناءً على طلب من اليابان والولايات المتحدة. وفرض مجلس الأمن أول عقوبات على كوريا الشمالية في 2006، وعزز تلك العقوبات لاحقا ردا على تجاربها النووية التي أجرتها لاحقا، فضلا عن قيامها بتجارب على إطلاق صواريخ باليستية تكثفت في الفترات الأخيرة. وفي 2016، فرض قرار مجلس الأمن رقم 2321، قيودا مشددة على صادرات بيونغ يانغ من الفحم، بقصد تجفيف المصادر الأساسية لعائداتها من العملة الصعبة. وافتقرت التقارير التي أوردتها وسائل الإعلام الكورية الشمالية عن الإطلاق للتفاخر المعتاد بالتقدم التكنولوجي. وتعهدت كوريا الشمالية بعدم التخلي عن برامجها للأسلحة وقالت إنها ضرورية لمواجهة العداء من الولايات المتحدة وحلفائها. ولا تزال واشنطن في حالة حرب من الناحية الفنية مع بيونغ يانغ لأن الحرب التي دارت بين عامي 1950 و1953 انتهت بهدنة وليس معاهدة سلام. وساءت العلاقات العام الماضي عندما أجرت بيونغ يانغ تجربتي قنبلتين نوويتين. فرنساوبريطانيا بدورهما قال سفيرا بريطانياوفرنسا لدى الأممالمتحدة أن بلديهما يسعيان لفرض عقوبات جديدة على كورياالشمالية وإجبارها على التفاوض من أجل حل سياسي لأزمة شبه الجزيرة الكورية. وقال مندوب فرنسا الدائم لدى الأممالمتحدة، السفير فرانسوا ديلاتر إن بلاده «تنتظر تحركا سريعا وفعالا من مجلس الأمن ضد كوريا الشمالية». وأشار إلى أن بلاده لا تهدف لفرض عقوبات جديدة أممية فحسب بل تريد مشاركة الاتحاد الأوروبي في فرض العقوبات والتنفيذ الفوري والفعال للعقوبات بحقها. وأوضح أن الغرض الأساسي من العقوبات هو «جر بيونغ يانغ إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي». بدوره قال مندوب بريطانيا لدى الأممالمتحدة ماثيو رايكروفت إن بلاده تهدف لتأمين رد فعل قوي وسريع على التجارب النووية لنظام كوريا الشمالية. وأوضح أن هناك قطاعات في اقتصاد كوريا الشمالية سنعمل على استهدافها. تحذير روسي من جانبه حذر مندوب روسيا لدى الأممالمتحدة السفير فاسيلي نيبينزيا خطورة التصعيد العسكري بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. وقال نيبينزيا إن «الحلول العسكرية لا يمكن أن تحل قضايا شبه الجزيرة الكورية». ودعا في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن إلى «التوصل إلى تسوية شاملة للقضايا النووية وغيرها من القضايا التي تعصف بشبه الجزيرة الكورية». من جانبها عرضت عرضت سويسرا استعدادها للعب دور الوساطة لإنهاء الأزمة النووية لكوريا الشمالية. وقالت رئيسة الكونفدرالية السويسرية دوريس لويتهارد إن بلادها مستعدة للعب دور الوساطة لإنهاء الأزمة. وأوضحت أن الأزمة من الممكن إنهاؤها عبر الحوار، وأضافت أن العقوبات لم تجد نفعا ضد كوريا الشمالية وتضرر الشعب منها في الوقت الذي استمر فيه المسؤولون بتلك البلاد بمهامهم. وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت أنها اختبرت الأحد الماضي «بنجاح تام»، قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على صواريخ بعيدة المدى، وفق ما ذكرته وكالات الأنباء الرسمية. وبعد ساعات على سادس تجربة نووية تجريها كوريا الشمالية، قالت مذيعة على قناة التلفزيون الرسمية إن «اختبار القنبلة الهيدروجينية شكل نجاحا تاما». وكان المركز الصيني لرصد الزلازل، أعلن أن هزة أرضية قوتها 4.6 درجة ناجمة عن «انهيار» أرضي هزت كوريا الشمالية صباح الأحد بعد أقل من عشر دقائق على زلزال أول نسب إلى انفجار محتمل. وقالت السلطة الحكومية الصينية، إن هذا الزلزال الجديد الذي رصد عند الساعة 03:38 بتوقيت غرينتش، وقع بعيد هزة أرضية بلغت شدتها 6.3 درجة، بحسب المعهد الأمريكي للجيوفيزياء الذي تحدث عن «انفجار» محتمل في منجم كوري شمالي. وكان الجيش الكوري الجنوبي أعلن أن بيونغ يانغ قد تكون أجرت تجربة نووية سادسة الأحد. من جهتها، أكدت الحكومة اليابانية أيضا، أن كوريا الشمالية أجرت الأحد تجربة نووية، بعدما سجلت وكالات أجنبية لرصد الزلازل «انفجارا» بالقرب من موقعها للاختبارات النووية. وقال وزير الخارجية الياباني تارو كونو، إن «الحكومة تؤكد أن كوريا الشمالية أجرت تجربة نووية، وذلك بعدما درست معلومات وكالات الأرصاد الجوية ومعلومات أخرى». وأضاف أن طوكيو وجهت احتجاجا إلى سفارة كوريا الشمالية في بكين قبل تأكيد التجربة، قالت فيها إن هذه التجربة «لا يمكن الصفح عنها إطلاقا». وسبق أن أعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية الأحد، أن بيونغ يانغ نجحت في صنع قنبلة هيدروجينية يمكن تحميلها على الصاروخ البالستي العابر للقارات، الذي بات النظام الستاليني يمتلكه. وقالت الوكالة إن الزعيم كيم جونغ-أون تفقد هذا الرأس الحربي الذري، خلال زيارة إلى معهد الأسلحة النووية. وأكد أن «كل مكونات القنبلة الهيدروجينية صنعت 100 في المئة في بلدنا». وكانت كوريا الشمالية نجحت مؤخرا بإطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات، ليصبح السؤال الأهم بعد هذا الإنجاز، عن ما إذا كانت بيونغ يانغ تمكنت من تصغير أسلحتها النووية إلى حجم رأس صاروخي، وما إذا كانت تمتلك قنبلة هيدروجينية عملانية. ونقلت الوكالة الرسمية عن كيم قوله، إن الرأس الحربي الذي تفقده هو «سلاح ذري حراري ذو قوة تفجيرية خارقة صنعناه بجهودنا وتكنولوجيتنا». وأرفقت الوكالة النبأ بصور ظهر فيها الزعيم الكوري الشمالي مرتديا بزة سوداء، ويتفحص غلافا معدنيا ذا نتوءين. ردا على هذا التصعيد الكوري، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بيونغ يانغ ب»النار والغضب»، ورد كيم جونغ-أون متوعدا بإطلاق صواريخ قرب جزيرة غوام الأمريكية في المحيط الهادئ. وفي تصريحات أمام البيت الأبيض بعد اجتماعه بالرئيس دونالد ترامب وفريقه للأمن القومي، قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، إن ترامب طلب إطلاعه على كل الخيارات العسكرية المتاحة. وقال: «أي تهديد للولايات المتحدة أو أراضيها بما في ذلك جوام أو لحلفائنا، سيواجه برد عسكري هائل.. رد سيكون فعالا وساحقا». وأضاف ماتيس وإلى جواره جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة، أن واشنطن لا تتطلع «لإبادة كاملة لأي بلد لا سيما كوريا الشمالية. ولكن كما قلت: لدينا الكثير من الخيارات للقيام بذلك». ورفض ترامب في وقت سابق أيضا استبعاد الخيار العسكري، وهدد بقطع التبادل التجاري مع أي بلد يقيم علاقات تجارية مع كوريا الشمالية. وعندما سُئل ترامب وهو يهم بمغادرة كنيسة: هل ستهاجم واشنطنكوريا الشمالية؟ رد قائلا: «سوف نرى». ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي غدا الاثنين لبحث التجربة النووية الكورية الشمالية. وقال ماتيس، إن أعضاء المجلس «يجمعون على التزامهم بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية». وفي سلسلة تغريدات بدا ترامب وكأنه يوبخ كوريا الجنوبية حليفة الولايات المتحدة، التي تواجه تهديدا وجوديا بسبب البرنامج النووي لكوريا الشمالية. وقال على تويتر: «حديثهم عن التهدئة مع كوريا الشمالية لن يجدي؛ لأنهم (كوريا الشمالية) لا يفهمون سوى أمر واحد» لكن تغريدات ترامب تشير إلى أنه يفضل حلا غير دبلوماسي. والسؤال الكبير الآن هو عما إذا كان كبار مستشاري ترامب، مثل ماتيس ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، قادرين على إقناعه بعدم التسرع في استبعاد الدبلوماسية. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين، اللذين التقيا على هامش قمة دول بريكس في الصين، يتفقان على «التعامل بصورة ملائمة» مع التجربة النووية لكوريا الشمالية. وأدانت الصين، حليف كوريا الشمالية الرئيسي الوحيد، التجربة النووية وحثت بيونجيانج على وقف أفعالها «الخاطئة». وكانت الولايات المتحدة حثت بكين مرارا على بذل المزيد لكبح جماح جارتها. وكان ترامب أجرى قبل ساعات من التجربة اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لبحث الأزمة النووية «المتصاعدة» في المنطقة، وتعهد في وقت سابق بمنع كوريا الشمالية من تطوير أسلحة نووية، يمكن أن تهدد الولايات المتحدة. وقد يكون التهديد التجاري لترامب وسيلة للضغط على الصين أكبر شريك تجاري لبيونجيانج لفعل المزيد من أجل احتواء جارتها. لكن ماثيو جودمان الخبير التجاري في مركز واشنطن للدراسات الدولية والاستراتيجية قال، إن اقتراح ترامب غير قابل للتطبيق؛ لأنه يعني أن الولايات المتحدة ستقطع روابطها التجارية مع دول مثل فرنسا والهند والمكسيك والصين. وقال ترامب في الأسبوع الماضي، إن وقت المحادثات ولى. لكن وزير دفاعه جيمس ماتيس قال، إن الولايات المتحدة لم تستنفد بعد كل الخيارات الدبلوماسية. وليس هناك تأكيد مستقل أن التفجير الذي أثار إدانة دولية كان لقنبلة هيدروجينية وليس قنبلة نووية أضعف. ولكن يوشيهيدي سوجا كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني قال إن اليابان لا تستبعد أن تكون قنبلة هيدروجينية. وقال يوكيا أمانو مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن التجربة النووية «عمل مؤسف للغاية… ويتجاهل تماما المطالب المتكررة للمجتمع الدولي». وقال مون جيه-إن الرئيس الكوري الجنوبي إن سول ستضغط من أجل خطوات قوية لزيادة عزلة كوريا الشمالية، بما في ذلك عقوبات جديدة من مجلس الأمن. وأثارت اليابان أيضا إمكانية فرض مزيد من العقوبات، وقالت إن خيارات فرض عقوبات على بيونجيانج تشمل قيودا على تجارة المنتجات النفطية. * قنبلة نووية حرارية؟ وتسعى كوريا الشمالية تحت قيادة كيم لتطوير قنبلة نووية صغيرة وخفيفة بدرجة كافية لتثبيتها على صاروخ باليستي بعيد المدى دون التأثير على مداه. وتأتي أحدث تجربة نووية وسط تصاعد التوتر الإقليمي في أعقاب تجربتين لصاروخين باليستيين عابرين للقارات في تموز/يوليو، يمكنهما التحليق نحو عشرة آلاف كيلومتر، مما يجعل العديد من مناطق البر الرئيسي الأمريكي في مداهما. وقال أحد الخبراء إن حجم تفجير اليوم يعني أنها يمكن أن تكون تجربة لقنبلة هيدروجينية. وقال كوني ي. سوه أستاذ الهندسة النووية في جامعة سول الوطنية: «قوتها أكثر بعشر أو 20 مرة من تجارب سابقة… هذا الحجم هو المستوى الذي يجعل أي شخص يقول إنها تجربة لقنبلة هيدروجينية». وقال شهود في مدينة يانجي الصينية على الحدود مع كوريا الشمالية، إنهم شعروا بزلزال استمر نحو عشر ثوان تلاه تابع. وقالت الصين إنها رصدت زلزالا ثانيا بلغت قوته 4.6 درجة بإحداثيات مشابهة تقريبا بعد ثماني دقائق. وقال هاري كازيانيس مدير الدراسات الدفاعية بمركز (ذا ناشيونال إنترست) في واشنطن: «مهمة كوريا الشمالية واضحة للغاية عندما يتعلق الأمر بهذه التجربة النووية الأخيرة: تطوير ترسانة نووية يمكنها ضرب كل آسيا والبر الرئيسي الأمريكي. «هذه التجربة خطوة أخرى تجاه تحقيق هذا الهدف… يجب ألا تصدمنا تصرفات بيونجيانج الأخيرة». وقبل ساعات من التجربة، نشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية صورا لكيم جونج أون وهو يتفقد رأسا نوويا فضي اللون على شكل ساعة زجاجية، خلال زيارة لمعهد الأسلحة النووية في البلاد برفقة علماء. وقالت الوكالة إن كوريا الشمالية «نجحت في الآونة الأخيرة» في تصنيع قنبلة هيدروجينية أكثر تقدما. ونقلت الوكالة عن كيم قوله: «جميع عناصر القنبلة الهيدروجينية محلية الصنع، وكل العمليات استندت إلى أسس جوتشي، مما يمكن البلاد من إنتاج أسلحة نووية قوية بالعدد الذي تريده». وجوتشي هي أيديولوجية كوريا الشمالية للاعتماد على النفس، وهي مزيج بين الماركسية والقومية المتطرفة التي دعا إليها مؤسس البلاد كيم إيل سونج جد الزعيم الحالي. وتنص هذه الأيديولوجية على أن برامج الأسلحة لازمة لمواجهة العدوان الأمريكي. كرونولوجيا التجارب النووية لكوريا الشمالية منذ عام 2006، يجري نظام بيونغ يانغ اختبارات لأسلحة نووية رغم ما تتعرض له كوريا الشمالية من انتقادات دولية، بينها اعتبارها «دولة منبوذة»، وفق تصريحات متكررة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ورغم العقوبات الجماعية والأحادية من بعض الدول ضد نظام بيونغ يانغ، أعلنت كوريا الشمالية، الأحد، نجاح تجربتها السادسة لاختبار سلاح نووي. وفي ما يأتي رصد للتجارب النووية التي أجرتها بيونغ يانغ منذ 2006: 1 – التجربة النووية الأولى لبيونغ يانغ، كانت في 9 أكتوبر 2006، حين أعلنت كوريا الشمالية نجاح تجربتها النووية الأولى والتي خلفت هزة أرضية بقوة 3.9 درجة. 2 – في 25 ماي 2009، قامت كوريا الشمالية بثاني تجاربها النووية بتفجير جهاز نووي تحت الأرض، أدى إلى هزة أرضية بقوة 4.5 درجة. 3- أما التجربة الثالثة فكانت عام 2013، عندما أجرى نظام بيونغ يانغ في 12 فبراير تجربة نووية في موقع اختبار «بونغي ري»، نتج عنها هزة أرضية بقوة 4.9 درجة. وآنذاك، أشارت وسائل الإعلام إلى أن كوريا الشمالية اسخدمت في تجربتها «جهازًا نوويًا خفيفًا ومصغرا». 4 – عام 2016، أجرت كوريا الشمالية تجربتين نوويتين، إحداهما إطلاق قنبلة هيدروجينية في 6 كانون الثاني/ يناير، أدت إلى هزة أرضية بقوة 4.8 درجة. 5 – تجربة أخرى أجرتها في 9 سبتمبر من العام نفسه، احتفالًا بالذكرى ال 68 على تأسيس البلاد. وشهدت تجربة سبتمبر 2016، إجراء بيونغ يانغ اختبارا ذريا لرأس نووي حديث في موقع الاختبارات النووية، شمال البلاد، أسفر عن هزة أرضية بقوة 5.04 درجة. 6 – أعلنت كوريا الشمالية، الأحد، إطلاقها قنبلة هيدروجينية، يمكن تحميلها على صاروخ باليستي عابر للقارات، ما أسفر عن وقوع زلزالين بكوريا الشمالية؛ الأول بقوة 6.3 درجة والثاني بقوة 4.6 درجة، بحسب وكالة «يونهاب» للأنباء التابعة لكوريا الجنوبية. وتعد الهزات الأرضية الناتجة عن هذه التجربةهي الأقوى مقارنًة بالتجارب النووية الأخرى لكوريا الشمالية. وتكتسب القنبلة الهيدروجينية قدرتها من اتحاد النويات الذرية تحت حرارة شديدة، والتي تندمج في الأسلحة الحرارية النووية، وتتكون من نظائر الديوتيريوم والتريتيوم، كما كان الحال مع القنبلة النووية التي أسقطت على هيروشيما عام 1945.