بين الحيّين السكنيين "بلوك جميلة" و"السّوق القديم" وسط مدينة خريبكة، توجد قنطرتان متوازيتان؛ إحداهما لا تزال في وضعية سليمة، مخصصة لتأمين حركة القطارات، والثانية في وضع مهدّد لسلامة مستعمليها، مخصصة للراجلين الراغبين في عبور شارع الروداني بعيدا عن مزاحمة السيارات. وتتمثل الوضعية الغريبة للقنطرة في تحركها بحوالي نصف متر من المكان الذي شيّدت عليه، نتيجة توالي حوادث الاصطدام التي تحدثها الشاحنات الكبيرة ذات العلو المرتفع، خاصة المحملة بمواد صلبة وفولاذية، والتي تتسبب في تحرك القنطرة بميلمترات وسنتيمترات تختلف بحسب قوة الاصطدام. وفي الوقت الذي انتظر فيه سكان الأحياء المجاورة تدخل الجهات المسؤولة عن تأمين سلامة مستعملي القنطرة من أجل إيجاد طريقة لإعادتها إلى وضعها السليم قبل فوات الأوان، اكتفى مدبرو الشأن المحلي في مدينة خريبكة بإضافة قضبان حديدية بجانبي مكان الخطر، من أجل إغلاق الفتحة التي أحدثها تحرك القنطرة. خالد الإدريسي، الكاتب العام الوطني للمنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، أشار إلى أن "عددا من الغيورين على واقع المدينة دقّوا، في مناسبات عديدة، ناقوس الخطر حول وضعية القنطرة التي صارت آيلة للسقوط، وتشكل خطرا حقيقيا، سواء على المارة فوقها أو على مستعملي شارع الروداني أسفلها، ما قد يتسبب في فواجع الجميع في غنى عنها". واستنكر المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، ما أسماه "الصمت المريب والرهيب للمسؤولين حيال وضعية القنطرة؛ إذ يتزايد خطرها وتهديدها لسلامة المواطنين كلما تعرضت للاصطدام من لدن شاحنة أو حافلة، وكلما هبّت على المدينة عاصفة رعدية قوية، مثلما شهدته المنطقة قبل أيام قليلة". وطالب خالد الإدريسي بضرورة "تدخل المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي، سواء المجلس البلدي أو مندوبية وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك أو المصالح الأمنية، والإسراع في إيجاد حل لمشكل القنطرة الذي يزداد تفاقما شهرا بعد شهر، تفاديا لسقوطها والتسبب في ما لا يحمد عقباه"، بتعبيره.