في الوقت الذي يقدم فيه المغرب نفسه للعالم كبلد رائد في مجال الطاقة المتجددة ومحتضن أكبر محطة للطاقة الشمسية (نور ورزازات)، تثير الحكومة، بين الحين والآخر، مخاوف وقلق الشعب بتلميحها إلى رفع الدعم عن غاز البوتان الذي يُستخدم على نطاق واسع في الطهي. في الوقت ذاته، تواجه آلاف الأُسر في قرى الأطلس والريف في فصل الشتاء، إلى جانب حصار الثلوج، ارتفاع أسعار حطب التدفئة. يتبين من هنا أن الاستغلال المجدي للطاقة الشمسية لا يتم فقط بإنشاء المجمعات الشمسية الكبرى التي تلتقط أشعة الشمس وتُحولها إلى طاقة، ولكن في التفكير في سُبلِ أخرى لاستغلال هذه الطاقة تضمن الحفاظ على الموارد الطبيعية من جهة، وتُحسن ظروف عيش المواطنين من جهة أخرى، فضلا عن الفوائد الاقتصادية الأخرى. في هذا السياق، تبقى الطاقة الشمسية اللامركزية كتتمة للمشاريع الكبرى خيارا جديرا بالاهتمام – إذا ما توفرت الإمكانيات المادية والتقنية وبوجود إطار تشريعي ينظم الاستفادة من الطاقة- لدعم مشاريع الطاقة الشمسية في الجماعات المحلية ولتكون فوائدها واضحة لعامة المواطنين كونها تلاءم، بالملموس، احتياجاتهم. استغلال الطاقة الشمسية لا يحتاج إلى تكنولوجيات معقدة ما يجعل استغلالها ممكنا؛ نعرض في هذا المقال بعض خيارات تطبيق الطاقة الشمسية اللامركزية بما يخدم احتياجات الساكنة خصوصا في المناطق القروية. تخزين الطاقة من الصيف إلى الشتاء تخزين الطاقة يسمح بالاستغلال الكلي لها، تكمن أهمية التخزين بالنسبة للقرى التي تعاني من موجات البرد القارس خلال فصل الشتاء مثلا، في قدرة الطاقة المُخزَّنة خلال فصل الصيف على سد احتياجات الطاقة خلال فصل الشتاء، يُعرف هذا النوع من التخزين بالتخزين طويل الأمد الذي يمتد إلى عدة شهور والذي يُمكِّنُ من الاعتماد المطلق على الطاقة الشمسية للتدفئة وتسخين الماء وإنتاج الكهرباء. تعتمد هذه الفكرة على بناء الخزانات في القرى وملئها بالماء وتُعرف العملية باسم: تخزين الحرارة الحساسة Stockage par chaleur sensible التي تقوم على مبدأ تسخين الماء بمنحه كمية من الحرارة على أن يتم تبريده عند الحاجة للحصول على نفس الكمية التي أخذها أثناء التسخين. إنتاج الغاز الحيوي والسماد العضوي يفوق الدعم الحكومي المخصص لغاز البوتان 80 % ما يشكل عبئا ثقيلا على كاهل الدولة. في القرى والأرياف، يعتبر الغاز الحيوي بديلا مثاليا عن غاز البوتان لتسخين المواقد والمراجل في العراء، نظرا لصعوبة استعماله في المطابخ المغلقة لرائحته الغير المقبولة بسبب احتوائه على غاز كبرتيد الهيدروجين. يُنتج الغاز الحيوي انطلاقا من تحلل المخلفات المنزلية والحيوانية، يحتاج التفسخ إلى حرارة تتراوح بين 30 و40 درجة مئوية، يتم الحصول على هذه الحرارة من مجمعات الطاقة الشمسية البسيطة تكون مرتبطة بجهاز بسيط لإنتاج الغاز الحيوي. المخلفات المتحللة تصلح للاستعمال كسماد عضوي. لكن في المقابل، لا تزال هناك عراقيل تقف في وجه توفير الطاقة الشمسية اللامركزية في المغرب، لعلّ أبرزها تكاليفها الباهظة في ظل غياب برامج الدعم وكذا غياب إطار قانوني لتنظيم عملية بيع فائض الطاقة المُخزَّنة للمكتب الوطني للكهرباء، فمشروع القانون رقم 15-85 المعدِّل والمتمِّم للقانون 13-09 المتعلق بالطاقات، والذي يهدف إلى فتح سوق الكهرباء للجهد المنخفض أمام القطاع الخاص لم يدخل حيز التنفيذ بعد.