ذكرت شركة "جينيريزون"، المتخصصة في مشاريع الطاقة المستدامة في المجال الصناعي، أن المجموعة الألمانية المتخصصة في تكنولوجيا المحركات التي تعمل بالغاز (2 جي)، قامت مؤخرا بتشغيل أول محركين يعملان بالغاز الحيوي (بيو غاز) بالمغرب. وأفاد بلاغ لشركة "جينيريزون" بأنه من المقرر أن تنتج الوحدتان اللتان اقتناهما المكتب الشريف للفوسفاط، الكهرباء انطلاقا من الغاز الحيوي، بمواقع محطات معالجة المياه المستعملة باليوسفية وبنجرير. وأضاف البلاغ أن المحركين اللذين تصل قوتهما إلى 100 و150 كيلو وات، يساهمان ب 30 في المائة من الحاجيات الطاقية لكل موقع. وقال مانفريد شويدا، مدير "جينيريزون"، التي تمثل (2 جي) بالمغرب، إن المملكة "تتوفر على مؤهل هام لتثمين الغاز الحيوي المنتج بمواقع محطات معالجة المياه المستعملة والمطارح وانطلاقا من النفايات العضوية". وبعد تشغيل المحركين، قام التقنيون الذين قدموا من ألمانيا، بتكوين الفرق المتواجدة بعين المكان من أجل تشغيل هذه التجهيزات الجديدة. وذكر المصدر ذاته بأنه تم سنة 2014 إنجاز محطتي معالجة المياه المستعملة من طرف مجموعة "سوجيتراما – جي إل إس" لحساب مجموعة "جاكوبس – إندجينيرين- المكتب الشريف للفوسفاط"، موضحا أنه بفضل طاقة تبلغ ما بين 7000 و7500 متر مكعب يوميا، يعالج الموقعان المياه المستعملة للمدينتين. وتستخدم الأوحال كمادة رئيسية لإنتاج الغاز الحيوي الذي يتم تحويله، بعد ذلك، إلى كهرباء بفضل تقنية (2 جي). ويتم إنتاج هذا المصدر الحيوي للطاقة، بالاعتماد على الجراثيم اللاهوائية (غير المحبة للأوكسجين) والتي تحلل الفضلات وتحولها إلى مركبات غنية بغاز الميثان (الغاز الحيوي أو البيوغاز)، ويتم نزع غاز ثاني أوكسيد الكربون وإضافة غاز البروبان قبل أن تستخدم كمصدر بديل للطاقة. وقد شرعت وحدات صناعية كثيرة في اعتماده كمصدر بديل للطاقة، عوض زيت الفيول الصناعي، وذلك في محاولة لتقليص كلفة إنتاج الطاقة، وتخفيض تكاليف الإنتاج. وقد شرع المغرب في تحويل فضلات سكانه، إلى طاقة كهربائية أو كبديل لغاز البوتان المستخدم في "الطهي أو الطبخ"، عبر استثمار نفس التوجه، أي اعتماد الغاز الحيوي. واستطاعت عائلة مغربية إنتاج الغاز الحيوي (بيوغاز)، عبر استثمار فضلاتها، وذلك لاستخدامه كبديل عن البوتان وجزء منه للطاقة الكهربائية، في حين استثمرت قرية بضواحي مراكش فضلات سكانها لتسخين حمامها وماء مسجدها. ونجحت العائلة المغربية المذكورة والمكونة من 13 فردا، في إنتاج الغاز الحيوي، بداية من العام 2010، كمرحلة أولى، وذلك بمواكبة ألمانية. وتستفيد هذه العائلة القاطنة نواحي مدينة إفران، وبالضبط ضاية أيت افراح، من 3 ساعات من الاستخدام اليومي للغاز في فصل الشتاء، وتتجاوز الخمس ساعات في فصل الصيف، بالإضافة إلى الإضاءة في بعض المرات. كما تمكنت حافلة في بريطانيا من نقل ركابها من نقطة إلى نقطة أخرى بالاعتماد على الغاز الحيوي، حيث تم الاعتماد فيها على الفضلات البشرية. وتستطيع الفضلات الناتجة عن شخص واحد في عام كامل أن تنتج من الوقود ما يكفي لتسيير حافلة للنقل العمومي مسافة 60 كيلومترا، وكل أسطوانة من الغاز الناتج عن الفضلات (أسطوانات توضع في سطح الحافلة) يكفي لتسيير الحافلة لمسافة 300 كيلومتر وهو ما ينتج عن فضلات 5 أشخاص لمدة عام كامل. وقد شرعت شركة بريطانية في استثمار الفضلات البشرية في إنتاج ما يعادل 17مليون متر مكعب من هذا الغاز في العام الواحد وهو ما يكفي لتأمين الطاقة ل 8300 منزلا.