ذكرت مصادر صحفية أن شعبية حزب الله الشيعي اللبناني المدعوم من إيران وزعيمه حسن نصرالله قد انهارت بشدة في سوريا بعد تورطه في قمع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام السوري. ووضعت صحيفة الشرق الأوسط عنوانا قالت فيه: "أحداث سوريا تضر بصورة حزب الله وشعبية نصر الله لدى السوريين تتهاوى". وقالت الصحيفة تحت العنوان: "مع استمرار أعمال العنف ضد المدنيين في سوريا، يتأثر أحد أهم حلفاء دمشق سلبا، حيث أضرت هذه الأحداث بصورة حزب الله في لبنان. وفي احتجاجات نظمت مؤخرا، عبّر متظاهرون سوريون مناوئون للرئيس بشار الأسد أيضا عن غضبهم من حزب الله الشيعي، ودعمه الفظ للنظام الحاكم في بلادهم." وتابعت: "وبلغ الأمر أن قام بعض المتظاهرين بإضرام النيران في علم الحزب الأصفر وصور لزعيمه الشيخ حسن نصر الله.. وفي إشارة إلى الشعور بالقلق بسبب الضرر الذي لحق بصورته، تجنب الحزب الحديث عن الانتفاضة السورية. وحرص الحزب على التأكيد على رفضه الحاسم لمزاعم متكررة، ولكنها غير موثقة، من جانب نشطاء سوريين قالوا إن مقاتلين من حزب الله وإيرانيين، لهم دور في قمع المظاهرات وقتل المحتجين." وفي سياق متصل يقول ديفيد شينكر مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أنه "في السنوات الاخيرة، رفع السوريون والعرب في جميع أنحاء المنطقة، نصرالله، الى مقام "البطل القومي" بعد الحرب التي قادها في تموز العام 2006 ضد اسرائيل". ورأى أن "الغضب من حزب الله يوضح موقف الحركة الشيعية الحساس والمتناقض. فمن ناحية، تنبع شعبية الحزب حتى في بعض الاوساط السنية من صورة القوة الوطنية المدافعة عن لبنان ضد اسرائيل. ومن ناحية اخرى، فإن تحالف الحزب الوثيق مع سوريا وايران يعرضه للاتهام بأنه الاداة المسلحة لتلك الانظمة". وتابع في السياق ذاته، "يلقي القرار الاتهامي الصادر مؤخراً عن المحكمة الجنائية الدولية المزيد من الشبهات حول سمعة حزب الله، حيث يتهم 4 من أعضاء من حزب الله باغتيال سنة 2005 رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، الزعيم السني الاقوى في لبنان". وزاد "لقد دعم حزب الله الانتفاضات المعادية للانظمة في مصر واليمن والبحرين وتونس، لكنه انحاز علناً الى جانب الانظمة السورية والايرانية في ممارساتهم الوحشية ضد المتظاهرين". وفي سنة 2000 عظمت شعبية حزب الله بسبب حرب الاستنزاف ضد القوات الاسرائيلية التي اسفرت عن انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان بعد احتلال دام قرابة العشرين عاما. وفي سنة 2006، خاضت قوات الحزب حرب شرسة ضد اسرائيل طوال 33 يوم. وفيما بعد ازدادت شعبية الحزب في العالم العربي فتحدثت بعض التقارير عن بعض الاشخاص السنة في سوريا والاردن الذين اعتنقوا المذهب الشيعي. ووفق ما يراه شينكر، فإن حزب الله عسكرياً هو أقوى من أي وقت مضى، لكن مصداقيته وشرعيته تلقت ضربة قاسية". ويبدو السيناريو الأسوأ بالنسبة لحزب الله، هو سقوط نظام الاسد، مع ان هذا السيناريو غير مرجح حتى الآن. لكن في حال سقط الاسد، لن يتحالف النظام الجديد الذي يقوده السنّة مع حزب الله بل على الارجح سوف يقطع طريق الامدادات الرئيس لسلاح الحزب وبالتالي يلحق ضرراً كبيراً بنفوذ الحزب في لبنان، كما انه من المتوقع ان يسقط المحور الثلاثي ايران- سوريا – حزب الله ، محور المقاومة ضد اسرائيل".