اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الخميس، بعدة مواضيع أبرزها، قرار الولاياتالمتحدة خفض مساعداتها المالية المخصصة لمصر، ومساعي إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وتطورات الأزمة الخليجية، ومشروع قانون مكافحة العنصرية والطائفية في السعودية، وعودة السفير القطري إلى طهران، فضلا عن تداعيات الوضع في اليمن وسورية، والحرب التي يشنها الجيش اللبناني من أجل محاصرة تنظيم "داعش". ففي مصر، كتبت يومية (الأهرام) في افتتاحيتها معلقة على قرار الولاياتالمتحدة، خفض المساعدات المالية المخصصة لمصر ، إن "العلاقات المصرية الأمريكية تتسم بالتميز الشديد ، وبالرغم من كونها علاقات "استراتيجية" لكلا البلدين، حيث تعد مصر دولة قيادية ومؤثرة في إقليمها، في حين أن الولاياتالمتحدة هي القوة العالمية المؤثرة في الشؤون الدولية، فإنها لا تخلو أحيانا من التوتر والاختلاف لأن مصالح الطرفين كبيرة ومتشعبة" . وأشارت اليومية إلى أن هناك أطرافا كثيرة لا تريد لعلاقات البلدين أن تتقدم وتتطور، بل وتبذل جهودا دبلوماسية ومالية لإفسادها وليس فقط لإعاقة تطورها، مضيفة أن الحملة الأخيرة التي بدأت في الإعلام الأمريكي للإساءة إلى مصر تأتي في هذا الإطار وتهدف إلى وقف جانب من المساعدات الاقتصادية إلى مصر تصل قيمتها لنحو 290 مليون دولار بزعم عدم إحراز القاهرة تقدما في "احترام" حقوق الإنسان وما وصفته ب "المعايير الديمقراطية" وذلك بناء على شكاوى من "نشطاء" وحقوقيين مصريين. كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتب مكرم محمد أحمد تساءل فيه "أنه إذا كان من حق الولاياتالمتحدة أن تعلق أو تسحب بعض أو كل مساعداتها العسكرية والاقتصادية لمصر لأسباب تحقق مصلحة أمريكية، فهذا حقها لا جدال، لأن الأموال في النهاية أموال أمريكية مصدرها دافع الضرائب الأمريكي، لكن عندما يقرر وزير الخارجية الأمريكية ركس تيلرسون تعليق صرف مبلغ 195 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر المخصصة لمعاونة أجهزة الأمن الداخلية في مصر على تعزيز قدراتها في الحرب على الإرهاب، وسحب مبلغ آخر من حجم المعونة ووضعه في حساب خاص لدى الكونغرس إلى أن تظهر مصر إشارات واضحة تؤكد التزامها بمطالب تتعلق بحقوق الانسان المصري كإنسان، فربما يكون ذلك مقبولا بعض الشيئ". وتابع كاتب المقال، "أما وأن تعلق المعونة العسكرية كلها أو بعضها بسبب الخلط السيئ والمتعمد بين حقوق الإنسان المصري كإنسان ومصالح بعض جمعيات المجتمع المدني التي ترتزق من هذا النشاط ، فهذا أمر يجافي في مظهره ومخبره الحق والقانون وحقوق السيادة وطبائع الأمور في ظل عمق العلاقات بين دولتين تربطهما مصالح استراتيجية ضخمة وأهداف واضحة مشتركة تتلخص في الحرب على الارهاب وتحقيق أمن الشرق الأوسط واستقراره". في السياق ذاته، كتبت صحيفة (الجمهورية) أن مصر أعربت عن "آسفها لتخفيض بعض المبالغ المخصصة لها في إطار برنامج المساعدات الأمريكية، سواء من خلال التخفيض المباشر لبعض مكونات الشق الاقتصادي من البرنامج، أو تأجيل صرف بعض مكونات الشق العسكري". وأضافت اليومية أن مصر تعتبر أن هذا الإجراء "يعكس سوء تقدير لطبيعة العلاقة الاستراتيجية التي تربط البلدين على مدار عقود طويلة، واتباع نهج يفتقر للفهم الدقيق لأهمية دعم استقرار مصر ونجاح تجربتها، وحجم وطبيعة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه الشعب المصرى، وخلط للأوراق بشكل قد تكون له تداعياته السلبية على تحقيق المصالح المشتركة المصرية الأمريكية". وبخصوص القضية الفلسطينية وجهود إحياء عملية السلام،، كتبت يومية (الأخبار)، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي شدد ، خلال استقباله أمس الأربعاء وفدا أمريكيا معنيا بعملية السلام في الشرق الأوسط برئاسة غاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، على الأهمية التي توليها مصر للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، مؤكدا أيضا حرص مصر على مواصلة العمل لتعزيز العلاقات المتشعبة التي تجمعها بالولاياتالمتحدةالأمريكية في مختلف المجالات، والاستمرار في التنسيق والتشاور مع الإدارة الأمريكية من أجل تطوير التعاون الثنائي. أما يومية (الأهرام) ، فنقلت عن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية علاء يوسف ، قوله إن الرئيس السيسي أشار خلال هذا اللقاء إلى ما ستسهم فيه تسوية القضية الفلسطينية في توفير واقع جديد بالشرق الأوسط وتفنيد الحجج التي تستخدمها المنظمات الإرهابية بالمنطقة، مشيرا إلى استعداد مصر للتفاعل مع مختلف الجهود الدولية في هذا الملف خلال الفترة المقبلة. وأضاف المتحدث الرسمي، حسب اليومية، أن أعضاء الوفد الأمريكي أعربوا عن تقديرهم للجهود التي تبذلها مصر على صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف، وتأكيد دورها التاريخي في دعم جهود التوصل إلى تسوية شاملة للقضية الفلسطينية . وعلاقة بتفاعلات الأزمة الخليجية، كتبت يومية (الأهرام) في افتتاحيتها، أن "موقف قطر ما زال يثير الشكوك والتساؤلات على المستوى الإقليمي والدولي"، مضيفة أن "مواقف الدوحة تبدو مثيرة للدهشة في عقول وقلوب المواطنين العرب، في كل عاصمة وكل مدينة، نظير تماطلها في الاستجابة إلى مطالب دول المقاطعة في محاولة لربح الوقت ليس إلا". وفي السعودية، أبرز مقال في يومية (الاقتصادية) أهمية إدراج مجلس الشورى مشروع قانون مكافحة العنصرية والطائفية قصد مناقشته واعتماده في الأيام القليلة المقبلة، مؤكدا في هذا الإطار دور المجلس في الحفاظ على وحدة الوطن وتماسك أفراده، وهو ما استوجب منه الاضطلاع بصلاحياته في منع كل ما من شأنه بعث الفرقة والاختلاف داخل المجتمع. وقال كاتب المقال إن هذه "الخطوة من المجلس إن نجحت، فإنها تشير إلى تنامي الوعي لدى المجتمع ضد الأفكار القديمة التي لا يزال البعض يحاول فرضها على المجتمع باسم الدين أو العادات القبلية أو غيرها. إذ لم يعد مقبولا اليوم فرض الرأي والزعم أنه هو الرأي الحق الذي لا يحق لأحد خلافه، بل اليوم هو زمن العلم والانفتاح والتسامح". وفي تطورات المشهد اليمني كتبت صحيفة (اليوم) أن العاصمة صنعاء "تشهد نذر مواجهة عسكرية محتملة بين الحوثيين وحزب المخلوع صالح، وسط تفاقم المخاوف من تفجر العنف، فيما اتهمت ميليشيا الحوثي المخلوع صالح، حليفهم الأساسي بانقلابهم على الشرعية في اليمن بالغدر، محملة إياه تبعات وصفهم بالميليشيات". وقالت الصحيفة إن هذا التصعيد هو "الأخطر من قبل ميليشيات الحوثي ضد حليفها المخلوع صالح، منذ بدء تبادل الاتهامات والتراشق الإعلامي بين الطرفين على خلفية فعالية حزب المؤتمر التي يتم التحشيد لها منذ أشهر، ويعتبرها الحوثيون موجهة ضدهم ما دفعهم إلى مواجهة التصعيد بالتصعيد، ودعوة أتباعهم للاحتشاد في مداخل العاصمة اليمنية الأربعة لإفشال الفعالية". وفي نفس الموضوع شدد مقال في يومية (الجزيرة) على أن الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح الذي وضع صنعاء في حالة غليان بعد دعوته أنصاره إلى الاحتشاد في ميدان السبعين لإحياء الذكرى ال 53 لتأسيس حزبه، أدرك أخيرا أنه ارتكب الخطأ الجسيم يوم توافق مع الحوثيين في 14 شتنبر 2014، لإسقاط ما تبقى من النظام الجمهوري في اليمن". وقال كاتب المقال إن صنعاء على موعد مع الخوف من أن يتحول ميدانها إلى ساحة اقتتال، فالحوثيون يخشون من أن يظهروا ضعفاء لإدراكهم أن المخلوع صالح يمتلك القدرة على الحشد، وصالح يرغب في صورة بين جموع المحتشدين الهاتفين باسمه وإن كانت الصورة ثمنها تمزيق للوحدة الوطنية"، وخلص إلى القول أن "شرعية الرئيس هادي كانت المدخل وبها المخرج إلى يمن يعيد ترتيب أوضاعه بما يضمن استقراره واستقرار الإقليم العربي من حوله". وفي قطر، توقفت صحيفة (الشرق)، في افتتاحية تحت عنوان "ثوابت علاقات قطر الخارجية" عند اعلان قطر عودة سفيرها الى طهران، مذكرة بأن قرار سحبها في السابق لسفيرها من هذا البلد كان "بسبب الاعتداءات التي وقعت على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران"، وتعبيرا عن "تضامنها الكامل" مع المملكة العربية السعودية. وأوضحت الصحيفة أنه "اليوم لم يعد السبب الذي من أجله تم سحب السفير قائما"، وأن إيران "دولة جوار ومن الطبيعي أن تمتد العلاقات معها"، مضيفة أن "وجود السفير هناك سيساعد على تسهيل التعاملات الاقتصادية ويزيد من وتيرة تدفق السلع". وتابعت (الشرق) أنه "لا علاقة" لعودة السفير إلى طهران ب"مواقف دولة قطر تجاه الملفات الإقليمية"، وكتبت أن الدوحة "ما زالت على موقفها الثابت من تحقيق العدالة في سوريا للشعب السوري ومحاسبة مجرمي الحرب"، مضيفة أنها "تتطلع لأن تكون المنطقة أكثر استقرارا وأمنا مع الحرص على حل كافة الأزمات بالحوار وفي ظل الثوابت التاريخية التي تحمي وتحفظ حقوق كافة الأطراف؛ حوار بناء ينبذ الخطابات الطائفية والمتطرفة". وعلى صعيد آخر، نوهت صحيفتا (الوطن) و(الراية)، في افتتاحيتيهما، بما جاء في كلمة رئيس مجلس الوزراء، الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، لدى ترؤسه أمس الأربعاء الاجتماع العادي للمجلس، خاصة حين دعا الى "تجسيد روح المسؤولية الوطنية والتعاون بين الجميع كفريق عمل واحد"، وكذا "الالتزام بمبدأ ترشيد الإنفاق بمراعاة الأولويات" و"تلمس هموم المواطنين ومشاكلهم"، و"معالجة الأخطاء التي تظهر أثناء العمل والتي ت عرقل م سيرة الارتقاء بالخدمات العامة التي تقدم للمواطن والمقيم". واشادت الصحيفتان، في هذا الصدد، بالجهود المبذولة في ظل دخول الأزمة الخليجية الراهنة "يومها ال 80"، مشيرة الى أن تلك الجهود كانت السبب في أن "احدا" في قطر "لم يشعر بحدوث أي تغيير في الأوضاع المعيشية". وبالأردن، أوردت صحيفة (الغد) تصريحا لسفير فلسطين في مصر ومندوبها الدائم في جامعة الدول العربية، جمال الشوبكي، أكد فيه على أهمية "التنسيق الفلسطينيالأردني المصري، وطرح موقف عربي موحد، في ظل مساعي الإدارة الأمريكية لإحياء مفاوضات السلام"، وزيارة وفدها البارز اليوم إلى الأراضي المحتلة. ونقلت الصحيفة عن الشوبكي قوله أمس إن "الاجتماع التنسيقي القادم سيعقد في رام الله، ضمن مشاورات الاجتماعات التنسيقية الثلاثية، الفلسطينية- الأردنية- المصرية، من أجل تنسيق المواقف، وطرح موقف عربي موحد (...)". وأشار الشوبكي، تضيف الصحيفة، إلى أنه جرى خلال الاجتماع الثلاثي المنعقد مؤخرا بالقاهرة، "التأكيد على ضرورة التنسيق والتشاور بين الأطراف الثلاثة"، فضلا عن العمل على إطلاق مفاوضات ضمن إطار زمني محدد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإنهاء الاحتلال، وصولا إلى اتفاق شامل يعالج جميع قضايا الحل النهائي، وذلك وفق مقررات الشرعية الدولية. وفي الشأن السوري، كتبت صحيفة (الرأي) في مقال، أن الأزمة السورية تدخل منعطفا مهما لتحديد شكل سورية السياسي والجغرافي في المرحلة القادمة، مبرزا أنه ذلك سيؤثر على شكل التوازنات في المنطقة، خصوصا إذا ما اعتبرت موسكووإيران أن ما يحصل اليوم يعد انتصارا لهما، "وهو ما سينعكس على توازن القوى الدولية في الإقليم ككل، وعلى أدوار ومآلات القوى الإقليمية". وأضافت أنه في ذات الوقت يبدو أن الولاياتالمتحدة ترقب بحذر السلوك الروسي المتأتي عن اعتقاد الكرملين أنه يستعيد الحقبة الذهبية للاتحاد السوفييتي، مع إدراك مراكز القرار في الولاياتالمتحدة أن الحركات "الأكروباتية" الروسية غير كافية لإثارة الرهبة لدى الأمريكان. وارتباطا بالموضوع السوري، أوردت (الرأي) إعلان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، مباشرة مركز عمان لمراقبة وقف إطلاق النار في جنوب سورية عمله أمس الأربعاء، بمشاركة ممثلين عن الأردن وروسيا والولاياتالمتحدةالأمريكية. وذكرت الصحيفة بأن الدول الثلاث، كانت قد اتفقت على إنشاء المركز ضمن الخطوات التي أقرها اتفاق دعم وقف إطلاق النار الموقع في عمان في يوليوز الماضي، بهدف مراقبة وتثبيت وتعزيز وقف إطلاق النار في جنوب سورية، وصولا إلى إقامة منطقة خفض تصعيد في الجنوب السوري. وفي لبنان، أوردت يومية (الجمهورية) أن الجيش اللبناني حقق انتصارات مدوية في المراحل الحربية الثلاثة التي حصلت حتى الآن ليثبت مرة جديدة قدراته القتالية العالية على رغم محدودية السلاح الذي يملكه. وأوضحت الصحيفة "أنه بخلاف كثير من جيوش المنطقة، فإن وحدات الجيش اللبناني قاتلت بشجاعة جنبا إلى جنب وفق الخليط الذي يتكون منه النسيج الاجتماعي اللبناني، وهي نقطة مهمة ينظر إليها المراقبون العسكريون الغربيون بإعجاب، خصوصا بعدما حاول "داعش" ومعه "النصرة" خلال المراحل السابقة اللعب على وتر المذهبية والطائفية، والسعي لضرب وحدة الجيش وتشجيع حالات الفرار". أما صحيفة (المستقبل) فكتبت في الموضوع ذاته، أن "الصورة الأهم في شريط الأحداث السياسية والأمنية في لبنان، أمس، لم تكن في بيروت أو في أي من المناطق المأهولة الأخرى وإنما من مرتفعات رأس الحمرا في جرود رأس بعلبك.. هذه المرتفعات النائية لم يكن أي من اللبنانيين، ما عدا أهالي رأس بعلبك، قد سمع باسمها قبل أن يطأها الإرهاب عام 2014، وبات من الصعب على اللبنانيين أن ينسوا اسمها. وأشارت إلى أن صورة رئيس الحكومة سعد الحريري، في تلك المرتفعات المشرفة على محاور القتال، وإلى جانبه قائد الجيش العماد جوزف عون وحولهما العسكريون، ضباطا وجنودا، الذين يخوضون الحرب ضد الإرهاب في جرود رأس بعلبك والقاع، عبرت أيما تعبير عن حضور الدولة القوي والمتماسك الذي لطالما تطلع إليه اللبنانيون لكونه يشكل عنصر الاطمئنان الأول والأساسي لهم، ولا يمكن لأي حضور آخر أن يعوضه..". وتابعت (المستقبل) أنه "في مرتفعات رأس بعلبك كان تكامل السياسة التنفيذية مع الميدان العسكري واضحا ومطمئنا لكل اللبنانيين الذين شعروا أن دولتهم بمؤسساتها الدستورية والعسكرية موحدة واثقة من نفسها وتمسك زمام المبادرة في مواجهة الإرهاب.. وهو ما عبر عنه الرئيس الحريري من ثكنة فوج الحدود البرية الثاني في رأس بعلبك، حيث شدد على أن "كل لبنان، من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى الحكومة وكل النواب والوزراء وكل الشعب اللبناني، الجميع يقف مع الجيش، والانتصار قريب".