اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم السبت، بجملة من المواضيع، أبرزها احتفالات المسلمين بأول أيام عيد الأضحى وأجواء وقوف حجاج بيت الله بصعيد عرفات، وتداعيات قرار الولاياتالمتحدة خفص المساعدات المالية المخصصة لمصر، والعلاقات بين القاهرةوبكين، وتطورات الأزمة الخليجية، فضلا عن جهود السعودية لإنجاح موسم حج هذا العام والسجال السياسي في لبنان على خلفية خطف عسكريين وتصفيتهم في عملية جرود رأس بعلبك. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان "بهجة العيد" أن عيد الأضحى المبارك هو مناسبة تحمل في طياتها "الكثير من المعاني الإنسانية النبيلة التي نحن أحوج ما نكون إلى استلهامها في أيامنا هذه، وعلى رأسها معاني الوفاء والرحمة والتصحية والفداء في سبيل أوطاننا وبلادنا ورفعة شأنها". وتابعت اليومية "أول ما يذكرنا به عيد الأضحى ومناسك الحج هو قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل، تلك القصة التي تحوي كثيرا من العبر والموعظات والدروس المستفادة في معنى الصبر والثقة والثبات في مواجهة المحن والشدائد والتسليم لأمر الله سبحانه وتعالى"، مشيرة إلى أن الأعياد عموما ، وعيد الأضحى خصوصا، تمثل فرصة لإعادة الروح والعلاقات الاجتماعية المفتقدة في الحياة الراهنة، خاصة بعد أن أثرت عليها مظاهر المدنية الحديثة واستبدلت بها نواتج ثورة الاتصالات والمعلومات وأصبحت الأسر والعائلات لا تلتقي طوال العام إلا من خلالها". من جانبها، تناولت صحيفة (الجمهورية) الموضوع ذاته،، ونشرت مقالا للكاتب السيد البابلي أشار فيه، إلى أن صعود الحجاج فوق جبل عرفات الذي توافد إليه أكثر من مليوني مسلم، هو حقيقة، مشهد لا يصدق يتكرر كل عام وحيث يحتشد الملايين من المسلمين وهم يكبرون ويدعون المولى عز وجل بأن يغفر لهم ذنوبهم وأن يعودوا من أداء الفريضة كما ولدتهم أمهاتهم". وأضاف الكاتب، أن "الذين وقفوا فوق جبل عرفات وسالت دموعهم أنهارا، يحتفظون في ذاكرتهم بهذه اللحظات الهائلة من الخشوع والرهبة والسمو فوق دنايا الدنيا وخطاياها"، مبرزا أن هذا المشهد "لا يصدق، يظهر عظمة الإسلام والمسلمين في الإيمان بالذات الإلهية بالله القادر القاهر الغفور الذي سيتقبل الدعاء وسيغفر السيئات ويغسل كل الذنوب". بدورها، نشرت يومية (الأخبار ) مقالا للكاتب عبدالله حسن، أكد فيه أن "قرابة مليوني حاج من مختلف دول العالم الإسلامي احتشدوا بالأمس، على جبل عرفات بعد أن كتب الله لهم أن يكونوا ضيوفه هذا العام لأداء فريضة الحج، جاؤوا من كل فج عميق إلى الأراضي المقدسة يبتغون فضلا من الله ونعمة وغفرانا ورحمة وصعدوا إلى جبل عرفات مهللين مكبرين". و اعتبر الكاتب أن هذا التجمع الإسلامي السنوي الكبير للحجيج كل عام، يظل أحد المظاهر التي يتوق إليها المسلمون في كل مكان وهم يتطلعون لتأدية فريضة الحج ومناسكها إسوة برسول الله الكريم صلى اللها عليه وسلم ويتحملون مشقة السفر ومغادرة بلادهم قاصدين وجه الله الكريم وطالبين رحمته وغفرانه"، ويكتمل هذا المشهد الرهيب، يتابع الكاتب، حين يؤدي الحجيج صلاة الجماعة في نفس الأماكن المقدسة التي شهدت ظهور الإسلام ومولد الرسول الكريم ويطوفون بالبيت العتيق ويسعون بين الصفا والمروة إسوة بالسيدة هاجر زوجة الخليل إبراهيم عليه السلام وهي تبحث في الصحراء عن الماء لطفلها إسماعيل". وبخصوص قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية خفض مساعداتها لمصر، نشرت (الجمهورية) مقالا للكاتب يحيى علي، اعتبر فيه أن الإدارة الأمريكية بصفة خاصة والمجتمع الغربي بصفة عامة، يعيش قمة التناقض في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط ، خاصة في ما يتعلق بحقوق الإنسان والتقارير التي تعدها بعض المراكز والمنظمات العالمية ذات التوجه السياسي والتمويل المالي الذي يغدق العطايا من أجل تحقيق أجندة خاصة وتوجه معين لدولة بذاتها. وأضاف الكاتب، أنه "لم يعد خافيا على أحد، لجوء الإدارة الأمريكية بين الحين والآخر بصورة مفضوحة لعملية المساعدات الأمريكية لمصر، وتعليق أو تجميد جزء منها بمزاعم واهية، وتقارير غير واقعية عن حقوق الإنسان"، مضيفا أن المتأمل في حياة المجتمع الأمريكي من الداخل، يدرك على أرض الواقع، العنصرية الممقوتة التي يعيشها ذوو البشرة السوداء، والذي يتأمل،أو يبحث في أرشيف الجرائم العنصرية ضد السود التي ترتكبها الشرطة الأمريكية بين الحين والآخر يجدها بالعشرات، والعنف الذي تواجه به الشرطة أي تظاهرات للسود الذين يطالبون بحقوقهم، شاهدة على تناقض الأمريكان في تعاملهم مع حقوق الإنسان". من جانبها، تناولت صحيفة (الأخبار) الموضوع ذاته، ونشرت مقالا للكاتب جلال عارف أشار فيه، إلى أن العلاقات مع الولاياتالمتحدة يتعين أن تكون في مستوى عال من الصداقة والتعاون المشترك الذي يحقق مصالح الدولتين ويعزز فرص الاستقرار في المنطقة. وتابع الكاتب" كنا نتصور أننا قد تجاوزنا تماما تلك الفترة العصيبة التي وقفت فيها الإدارة الأمريكية السابقة تدعم "الإخوان" وتراهن عليهم في السيطرة على المنطقة، وتحاول الوقوف ضد إرادة شعب مصر وهو يسقط حكم الإخوان في 30 يونيو، وتستخدم في ذلك كل الوسائل بما فيها وقف المعونة الاقتصادية والعسكرية المقررة منذ اتفاقيات كامب ديفيد، ومنع تسليم الأسلحة المتفق عليها والتي كانت مصر في أشد الحاجة إليها، لكن قرار حجب جزء من المعونة الاقتصادية، وتعليق جزء آخر من المعونة العسكرية، يأتي مجددا ليفرض اعادة الحسابات، وربما ليكشف ان ما قاله الرئيس الأمريكية السابق اوباما بأن العلاقات بين مصر وأمريكا بعد 30 يونيو لن تكون كما كانت قبلها". وبخصوص العلاقات المصرية الصينة، نشرت (الأهرام) مقالا للكاتب مرسي عطا الله، أشار فيه إلى أن السيسي يتجه صوب الصين التي تواصل تأكيد قدرتها على صنع النهضة وتحقيق التقدم بمعدلات نمو تسبق الجميع شرقا وغربا ، ومن الطبيعي أن ضمن حسابات النجاح المنتظرة للزيارة ما بات مشهودا لمصر بصحوتها الجديدة باتجاه مستقبل تنموي واعد وما هو ثابت وملحوظ عن الصين ومكانتها وهيبتها وقدرتها الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية المتقدمة. وتابع الكاتب، أنه فضلا عن وجود روابط حضارية وثيقة بين البلدين فإن أقوى ما يربط الصين بمصر حتى اليوم هو استمرار الامتنان والعرفان بالجميل من جانب بكين للدور التاريخي الذي لعبته مصر تحت قيادة عبدالناصر حيث كانت أول دولة تعترف بالصين. أما يومية (الجمهورية) فكتبت في افتتاحيتها،أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في اجتماعات التجمع الاقتصادي "بريكس" الذي يضم الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، تعتبر خطوة بالغة الأهمية ضمن استراتيجة التعاون والشراكة الاقتصادية مع التجمعات الإقليمية والدولية الكبرى التي يمكنها مساندة خطط التنمية ودعم المشاريع الكبرى وجذب الاستثمارات. وفي السعودية، كتبت يومية (الوطن الآن) بشأن السجال السياسي بين الفرقاء اللبنانيين على خلفية خطف عسكريين وتصفيتهم في عملية جرود رأس بعلبك، أنه "في الوقت الذي استكملت فيه وحدات الجيش اللبناني انتشارها على الحدود اللبنانية-السورية، بعد خلوها من عناصر تنظيم (داعش)، شهدت دوائر لبنانية سجالا سياسيا حول دور حزب الله في معركة (فجر الجرود) ضد التنظيم، وتفاوضه مع عناصر إرهابية هددت أمن لبنان، وخطفت وقتلت ثمانية من العسكريين اللبنانيين". وقالت الصحيفة إن كتلة المستقبل النيابية أعربت عن استنكارها لما وصفته ب"الموقف المخادع" الذي اعتمده حزب الله خلال معركة فجر الجرود، مؤكدة أن هذا "الحزب لم يكن يهمه خلال المعركة إلا مصلحته ومصالح إيران والنظام السوري، كما بدا أنه يخشى تعزيز قوة الجيش اللبناني لإبقاء الدولة اللبنانية ضعيفة تحت جناحه وإملاءات نظام الولي الفقيه". وفي موضوع آخر، أبرز مقال في يومية (الجزيرة) "النجاحات الكبيرة التي تحققها المملكة في مختلف قطاعاتها المشاركة في الحج، والتي تتناقلها أهم القنوات الأجنبية المحايدة، وهي تبدي دهشتها في إدارة هذه الحشود في وقت واحد، ومكان واحد". وقال كاتب المقال "إذا لم يكن من السهل تنظيم حشد من مائة ألف متفرج في مباريات كرة القدم، ولمدة ساعة ونصف الساعة، فكيف بإدارة حشد يتجاوز مليوني إنسان، ولمدة خمسة أيام على الأقل، ومن جنسيات متعددة، ولغات مختلفة، وأعمار متفاوتة؟". وفي نفس الموضوع، أبرز مقال في يومية (الاقتصادية) أن مشاهد الحجاج في المشاعر المقدسة "تسمو بالمجتمع المسلم عن كل مظهر من مظاهر توظيفها لأغراض سياسية أو طائفية (...) ذلك أن أي توظيف لهذه المناسبة، وأيا كانت المكاسب سياسية أو طائفية فهو خطأ كبير يجعل منها مناسبة تنحرف عن مقاصدها وأهدافها وتزيد من حالة الفرقة والتباين بين المجتمع المسلم وقد تؤدي إلى حالة من الخلاف يمتد أثره إلى أعوام". وفي قطر، ما تزال الأزمة الخليجية وتداعياتها ونشاط الدبلوماسية القطرية في صدارة اهتمامات الصحف المحلية، حيث نوهت، في هذا الصدد، صحيفتا (الوطن) و(الشرق)، في افتتاحيتيهما، بجهود الدبلوماسية القطرية "المتواصلة عبر مختلف قارات العالم"، الساعية إلى "إطلاع الدول والمنظمات والتجمعات السياسية والاقتصادية والحقوقية الدولية (..) بشكل مفصل على كل الجهود التي تنتظم الساحة الوطنية القطرية" وبمستجدات وتداعيات الأزمة الخليجية ولل"تأكيد" على "احترام دولة قطر الكامل لجهود الوساطة الكويتية، واستعدادها التام للحوار (..) بناء على احترام مبادئ القانون الدولي وسيادة الدول". وتوقفت الصحيفتان، في هذا السياق، عند الجولة الأوروبية التي يقوم بها حاليا وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومباحثاته مع عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي، مسجلتان أنها تناولت "الأزمة الخليجية الراهنة، والعلاقات بين دولة قطر والاتحاد الأوروبي، وعددا من المواضيع ذات الاهتمام المشترك". ومن جهتها، ركزت (الشرق) على مضمون اللقاء الذي جمع أمس الجمعة رئيس الدبلوماسية القطرية بنائب رئيس الوزراء ووزير خارجية مملكة بلجيكا، ديديه ريندرز، مشيرة الى أنه تمحور حول جهود قطر في "التصدي ومحاربة وتجفيف منابع الإرهاب، والذي يقع تحت مظلة التعريف الدولي للإرهاب، الذي تلتزم به قطر". وشددت الصحيفة على أن "الدوحة لم تتنصل من التزاماتها تجاه المجتمع الدولي في يوم من الأيام"، مذكرة بأن توقيعها مؤخرا على اتفاق مع واشنطن ل"مكافحة الإرهاب (..) دليل على حرصها على مكافحة الإرهاب واستئصاله من جذوره، خاصة أن الاتفاقية (..) تحمل البلدين المسؤولية في التعاون ووقف تمويل الإرهاب".