انصب اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين، على عدة مواضيع، في مقدمتها، مشاركة مصر في قمة تجمع "بريكس" التي تحتضنها الصين حاليا، والعلاقات المصرية-الصينية، وتداعيات قرار الولاياتالمتحدة خفض المساعدات المالية المخصصة للقاهرة، وتفاعلات الأزمة الخليجية، وإعلان السلطات السعودية نجاح موسم الحج الحالي، فضلا عن الصراع المحتدم بين طرفي الانقلاب في اليمن، والوضع في سورية، وزيارة رئيس الوزراء اللبناني إلى باريس. ففي مصر، كتبت صحيفة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان "رسائل قمة بريكس" أن شعوب الشرق والغرب من دول الاقتصاد الواعد والمتقدم، تتطلع إلى قمة "بريكس" في مدينة شيامن جنوب شرق الصين، بحضور قادة الدول الخمس الأعضاء في التجمع الذي يعتبر رغم حداثته، من أكبر تجمعات العالم وأكثرها نصيبا من الناتج الاقتصادي وتملك من الطموح ما يؤهلها لصدارة متميزة على مستوى الأسرة العالمية. وأضافت أن القمة تحمل العديد من الرسائل المهمة، تتصدرها مشاركة الرئيس السيسي في اجتماعات القمة، ليقدم للعالم تجربة مصر في النهوض والتنمية والإصلاح الشامل، ويضع النقط على الحروف للاستراتيجية المصرية المتكاملة بدءا من حشد الإمكانيات وتحديد الأهداف والمشاريع حتى تمام التنفيذ، بما يحقق مصلحة الوطن وأمنه واستقراره، مبرزة أن تواجد الرئيس في هذه المناسبة ولقاءاته مع القادة المشاركين تعني المزيد من الاتفاقات والتفاهمات لدعم مسيرة الاقتصاد والتنمية والتأهيل والتكافل الاجتماعي. وبدورها، تناولت يومية (الأهرام) موضوع قمة "بريكس"، وكتبت في افتتاحيتها أن حضور الرئيس السيسي، كأول زعيم عربي لقمة "بريكس"، التي انطلقت في مدينة شيامن الصينية، يعكس الأهمية المتزايدة لوزن مصر على الساحة الدولية وذلك بوصفها أكبر دولة عربية وأهم دولة أفريقية. وسجلت اليومية أن أعمال القمة تشهد مشاورات مهمة بشأن وضع نظام اقتصادي جديد ، وأهمية العولمة ومشكلاتها، ووسائل مواجهة السياسات الحمائية، والجهود المبذولة لمواجهة ظاهرة الإرهاب التي تهدد الأمن والاستقرار في أجزاء عدة من العالم، مضيفة أن القيادة السياسية المصرية ستحرص خلال أعمال القمة والمباحثات الثنائية مع قادة الدول الأربع، على طرح رؤيتها فيما يتعلق بقضايا المنطقة، وأبرزها الأزمة السورية والأوضاع في ليبيا واليمن وتطورات عملية السلام. وبشأن العلاقات بين القاهرة وبكين، نشرت يومية (الجمهورية) مقالا للكاتب محمد السيد العزاوي أكد فيه أن الصين من الدول التي ترتبط بعلاقات تاريخية، ومشاعر الشعبين في كلا البلدين تتميز بسمات مشتركة وروابط أزلية تؤكد أن الود والسعي للتنمية طريق لتحقيق الثراء وآمال الشعب، مضيفة أن الصين استطاعت خلال السنوات الأخيرة التحول من دولة مستهلكة تعاني من الزيادة السكانية إلى قوة اقتصادية منتجة قادرة على صناعة أي شيء، وهو ما اتاح للصينيين غزو العالم بمنتجاتهم التي تجدها في أي مكان وبجودة مختلفة ترتبط بأسعار تتناسب مع كل الفئات والطبقات. ورأى أنه في إطار العلاقات المتميزة بين مصر والصين تأتي زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لتؤكد الأبعاد التاريخية والاجتماعية التي تربط بين الشعبين، بالإضافة إلى الاستفادة من تجربة الصين في كل المجالات وفتح آفاق الاستثمار لرجال الأعمال الصينيين في مصر، خاصة في منطقة قناة السويسالجديدة ومشاريعها المتميزة. من جهتها، نشرت يومية (الأخبار) مقالا للكاتب خالد ميري، أكد فيه أن مشاركة الرئيس السيسي في قمة البريكس، بدعوة من الرئيس الصيني، تعكس حرص الرئيسين السيسي وبينج على دفع وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين لآفاق غير مسبوقة استكمالا للشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع البلدين. واعتبر أن مشاركة مصر في القمة المهمة شهادة نجاح واعتراف دولي جديد بنجاح الإصلاح الاقتصادي، ونجاح الجهود الكبيرة في مواجهة الإرهاب ومحاصرته، وهو ما يجعلها مؤهلة بشكل كامل للانضمام لهذا التجمع المهم، خاصة إذا أضفنا لذلك عوامل الجغرافيا والتاريخ والنمو الكبير للناتج المحلي. وبخصوص تدعيات قرار الولاياتالمتحدة خفض مساعداتها لمصر، نشرت (الجمهورية) مقالا للكاتب حلمي بدر، قال فيه أن علاقات مصر مع أمريكا "قوية ونابعة من مصلحتنا"، مشيرا إلى أن "مصر ملتزمة بتنفيذ اتفاقات كامب ديفيد التي وقعتها مع إسرائيل، والتي من ضمن موادها تقديم الدعم لمصر، لكن عندما يصدر الرئيس الأمريكي الحالي ترامب قرارا بتخفيض هذا الدعم، فإنه يكون قد خالف الاتفاقية، وعندما يقول إنه أبقى على جزء من المساعدات العسكرية فيعني أنه يخالفها أيضا". وبخصوص الوضع في سوريا، نشرت (الأهرام) مقالا للكاتب حسن أبو طالب، أشار فيه إلى أن مصادر روسية تؤكد أن الحرب في سوريا تقترب من النهاية، وأن المسألة تحتاج شهرين أو ثلاثة، بل الأكثر من ذلك ، تستبق المصادر ذاتها، بعض التصرفات التي تلجأ إليها إسرائيل أو الولاياتالمتحدة أو حتى تركيا لاعتراض التقدم السوري في جبهات القتال المتعددة ، فضلا عن تثبيت الهدوء في مناطق خفض التوتر. وتابع الكاتب أن المعضلة الأكبر الآن ربما تتعلق بمحافظة إدلب التي تسيطر عليها جبهة النصرة وهي فرع القاعدة في بلاد الشام بعد أن تخلصت من الجماعات المعارضة الأخرى الذين دعمتهم تركيا وقطر من قبل، مضيفا أن هذه التطورات في الأزمة السورية، إضافة إلى ما يحدث في العراق، من قبيل الانفتاح العراقي السعودي المتبادل، وفتح المعابر الحدودية بين الأردنوسورياوالعراق بعد إغلاق دام أربع سنوات، يكشف بعض التحولات الجارية في المشرق العربي. وفي السعودية، أكد مقال نشرته يومية (الرياض) أن موسم الحج الحالي "عرف نجاحا كبيرا"، رغم الزيادة العددية هذا العام بنحو 30 في المئة، والظروف الإقليمية المحيطة من كل جانب، إضافة إلى الأصوات الداعية إلى تسييس هذه الفريضة الدينية، ليكون النجاح قبل ذلك مؤشرا على "صدق النوايا، وسلامة القصد". وبرأي كاتب المقال فإن المملكة أثبتت من خلال نجاح موسم الحج لهذا العام قدرتها على تنظيم الحج "بلا تسييس أو مزايدات"، مثلما "أثبتت للعالم أن مكانتها الدينية ليست شعارا، أو مصالح وقتية، أو دعوات مشبوهة، بل أفعال يترجمها الواقع". وفي موضوع آخر، أبرزت صحيفة (الاقتصادية) في افتتاحيتها الجهود التي تضطلع بها المملكة لمحاربة الإرهاب على مستويات عدة، ومنها رعايتها حوار الحضارات، وإحداثها مؤخرا لمركز الاعتدال بمشاركة كل الدول المؤثرة عالميا وإقليميا، واتباع أسلوب الهداية والإرشاد للمضللين، إلى جانب التعاون المباشر على المستويات الأمنية مع البلدان التي تكافح هذه الآفة. وأضافت الافتتاحية أن المملكة من أوائل البلدان التي أقدمت على اتباع أساليب لتجفيف منابع الإرهاب، ليس فقط على صعيد الملاحقة الفعلية للإرهابيين المجرمين، بل أيضا على مستوى الملاحقة المالية، وأطلقت في هذا الإطار سلسلة من البرامج والمبادرات بعد أن أثبتت التجارب أن تجفيف التمويل المالي يعتبر هدفا رئيسا في الحرب على الإرهاب". وفي الشأن اليمني، كتبت يومية (الوطن الآن) بصدد تفاقم حدة الخلاف بين الحوثيين وأنصار على عبد الله صالح، أن "المتمردين الحوثيين نفذوا خطة خطيرة أعدتها عناصر تابعة لحزب الله اللبناني للسيطرة على صنعاء، وتمتح هذه الخطة أسلوب حزب الله في السيطرة على العاصمة اللبنانيةبيروت عام 2008، والقائمة على عمليات الاغتيالات لرموز وقادة خصومه ونشر نقاط التفتيش في المواقع والطرق الرئيسية". وأضافت الصحيفة نقلا عن "مصادر أمنية في صنعاء أن "الحوثيين باتوا يطوقون العاصمة من جميع الجهات، ولم يتبق سوى الجهة الجنوبية معقل الرئيس المخلوع، وأنهم أكملوا خططهم للهجوم على معسكرات صالح، في ظل توقعات بوقوع مواجهات عنيفة قد تكون الفاصلة بين اللجان الشعبية التابعة للحوثيين وعناصر الحرس الجمهوري التابعة لعلي عبد الله صالح". وفي قطر، توقفت (الوطن) و(الراية) و(الشرق)، في افتتاحياتها، عند التحركات الدبلوماسية لوزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي التقى أمس بالدوحة مع نظيره الفرنسي، جان ايف لودريان، وقبلها بيومين كان أجرى لقاءات مكثفة مع عدد من المسؤولين بالبرلمان الأوروبي، مؤكدة أن رئيس الدبلوماسية القطرية "شدد في جميع لقاءاته وجولاته المتعددة منذ بداية الأزمة الخليجية على مبدإ ثابت (..) وهو الاستعداد الكامل للحوار، وأن حل الأزمة يكمن فقط في لقاء بلا إملاءات مسبقة، يضم الدول الخليجية، وتجاوب قطر مع الوساطة الكويتية". وذكرت، في هذا الصدد، بأن الوزير القطري جدد التأكيد، خلال مؤتمر صحفي بالبرلمان الأوروبي، أن قطر "لا تؤمن بتدويل الأزمة الخليجية، بل تؤمن بمجلس التعاون وحل الأزمة بالحوار"، وأنها "هي من بادرت بالدعوة إلى احترام الوساطة الكويتية". وأشارت الى أن اللقاء القطري الفرنسي، الذي تناول مستجدات الأزمة الخليجية وجهود الوساطة الكويتية والتطورات على الساحة الإقليمية، لاسيما في ليبيا وسورية، فضلا عن سبل تعزيز العلاقات الثنائية، إنما جاء "ليعزز ما سبقه من لقاءات قطرية أوروبية". وعلى صعيد آخر، لفتت صحيفة (الراية) الانتباه الى أنه بدخول الأزمة الخليجية شهرها الرابع "بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك، فإن أكثر ما يؤلم أهل قطر هو انقطاع الأرحام وتشتت الأسر في الخليج (..) فمن يعرف طبيعة العلاقة الاجتماعية لشعوب الخليج يدرك أن هناك أسرا ممتدة ومشتركة في منطقة الخليج". وفي لبنان، قالت صحيفة (المستقبل) إن التكريم الذي حظي به رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في قصر الإليزيه، ليس مجرد حفاوة بروتوكولية اقتصرت على استقبال حار من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومؤتمر صحافي مشترك، كما جرى مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإنما عكس نجاحا للزيارة بكل أهدافها، تمثل في الدعم الفرنسي لعقد ثلاثة مؤتمرات، الأول لدعم الاستثمار في لبنان "باريس 4"، والثاني يعنى بالنازحين السوريين، والثالث "روما 2" لمجموعة الدعم الدولية للبنان والمخصص لدعم الجيش والقوى الأمنية اللبنانية. وأضافت اليومية أنه من المعلوم أن مؤتمر "باريس 3" عقد العام 2007 برئاسة الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، وشاركت فيه 35 دولة بالإضافة إلى عدد كبير من المؤسسات المالية الدولية ومنها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وجرى خلاله إقرار خطة إصلاحية تنفذ خلال خمسة أعوام تتضمن مساعدات مالية ومنحا وقروضا بشروط ميسرة وعروضا للتمويل والإسهام في تنفيذ مشروعات محددة. وأشارت الصحيفة أنه إذا كان مؤتمر "باريس 4" ومؤتمر "روما 2" سيعقدان في النصف الأول من العام 2018، كما قال الرئيس الفرنسي، فإن مؤتمر النازحين يحتاج إلى اتصالات شرعت الديبلوماسية الفرنسية بإجرائها لتحديد موعد انعقاده وجدول أعماله والخطط الآيلة إلى عودة النازحين السوريين إلى بلادهم. وفي موضع آخر كتبت صحيفة (الديار) أن المشهد المحلي، يستأنف نشاطه غدا حاملا معه ملفات تفجيرية، وتوترات، على خلفية ملف العسكريين المخطوفين وما حصل في عملية الجرود وخروج مسلحي "داعش"، وإصرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على تشكيل لجنة تحقيق قضائية في أحداث عرسال منذ بدايتها في غشت 2014 حتى اليوم، مبرزة أن الأمر يفتح الباب أمام سجالات حادة ومواقف عالية السقف، وخصوصا أن الرئيس عون مستاء جدا من الحملة على الجيش بعد تحريره مع المقاومة للجرود اللبنانية، التي باتت خالية من "داعش" و"النصرة"، وسيضع الجميع أمام مسؤولياتهم. وفي الشأن الدولي، سجلت يومية (الأخبار)، أن كوريا الشمالية دخلت المراحل الأخيرة في طور التحول إلى قوة نووية، وذلك وفق ما علق خبراء على تجربتها النووية التي أعلنت عنها أول أمس، والتي تعد السادسة والأقوى حتى يومنا. وتابعت الصحيفة أنه في غضون أشهر قليلة، يعيش العالم على وقع تداعيات إجراء كوريا الشمالية تجربة عسكرية أخرى، وانشغال السياسة الدولية بتوقع حجم الرد الأمريكي، غير أنه يبدو، وفق مجريات الوقائع، أن بيونغ يانغ باتت تدرك كيفية وضع إدارة دونالد ترامب في خانة حرجة، لا تستطيع فيها الرد عسكريا ولا رفع سقف المواجهة إلا عبر زيادة العقوبات.