تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الأربعاء، على جملة من المواضيع أبرزها ، العلاقات المصرية الفرنسية، ومكافحة الإرهاب، وتفاعلات الأزمة الخليجية ، وتطورات الأزمة السورية ، والأوضاع في كل من سورياوالعراق ، والجدل الذي تشهده العلاقات الأمريكيةالإيرانية، فضلا عن ملف النازحين في لبنان . ففي مصر، واصلت الصحف اهتمامها بزيارة الرئيس المصري إلى فرنسا، حيث كتبت يومية (الجمهورية) أن العلاقات التاريخية المتميزة بين مصر وفرنسا "تتقدم خطوات عديدة للأمام بزيارة عبد الفتلاح السيسي لباريس " التي أعد لها " جدول أعمال لتعزيز الشراكة بين البلدين لتغطي المجالات المتعددة السياسية والاقتصادية والعسكرية، ولتبادل الرؤى حول تطورات عدد من القضايا الإقليمية والعالمية يتقدمها بالتأكيد مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن "برنامج الزيارة يمتد إلى لقاءات مع كبار المسؤولين الفرنسيين وأيضا مع مجتمع الأعمال الفرنسي لعرض الخطوات الهامة في أجندة برنامج الإصلاح المصري الشامل وتحسين مناخ الاستثمار وعرض فرص الاستثمار المتوفرة في المناطق العملاقة". وكتبت يومية (الأهرام) أن العلاقات المصرية - الفرنسية شهدت خلال السنوات الأخيرة "نمودا مضطرا" في جميع المجالات، مبرزة أن هناك على المستوى السياسي تنسيق مشترك إزاء كثير من القضايا الإقليمية والدولية المهمة خاصة ملف الإرهاب وكذلك الأوضاع في ليبيا، "حيث تسعى الدولتان إلى معالجة الموقف بما يحافظ على الدولة الوطنية ووحدة الأراضي الليبيبة والقضاء على المجموعات المسلحة التي تسيطر على بعض المناطق هناك، وفرض سيطرة الدولة وتهيئة المناخ اللازم للشعب الليبي لاختيار من يمثله". وأبرزت أن هناك كذلك "تعاونا اقتصاديا كبيرا" بين مصر وفرنسا، حيث تعد تعد فرنسا من أكبر المستثمرين في مصر باستثمارات تقدر بنحو 5ر3 مليار أورو من خلال 160 شركة فرنسية ، كمال أن التعاون العسكري بين البلدين شهد تطورا مهما خلال السنوات الأخيرة أسفر عن توريد فرنسا لمصر 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" وفرقاطة متعددة المهام من نوع "فريم" إلى جانب عدد من التدريبات. بدورها، اهتمت (الأخبار) بالموضوع ذاته، وكتب رئيس تحريرها خالد ميري ، "أن المنظمات الحقوقية المشبوهة والتي تترصد لمصر وشعبها" حاولت بكل السبل إفشال زيارة عبد الفتاح السيسي إلى فرنسا ، لكنها فشلت "وتم كشف كل الحقائق التي تتعلق بحقوق الإنسان بمصر وفضح أكاذيبها". وأشار إلى أن ملفات القمة "كانت متعددة وأجواءها شديدة الإيجابية"، وأن المباحثات جرت "وسط أجواء من الترحاب والود واتفاق كامل في وجهات النظر حول كل القضايا من ليبيا وسوريا إلى فلسطين وملف الإرهاب ، ومن التعاون الاقتصادي والعسكري إلى التعاون الثقافي والتعليمي، إضافة إلى توقيع اتفاقيات مهمة للتعاون في مجالات الطاقة والنقل بما قيمته 400 مليون أورو" . واهتمت الصحف أيضا بقضية مكافحة الإرهاب ، حيث نشرت (الجمهورية) مقالا أشار فيه كاتبه إلى أن "محاولات كسر إرادة مصر لن تنحج ، ولن نذرف الدموع حزنا على فراق أبنائنا الذين استشهدوا في صحراء الواحات أثناء مطاردة "خلية رهابية مأجورة" قبل أيام مما أسفر عن مقتل 16 رجل أمن، مضيفا أن الشهداء ضحوا بحياتهم من أجل أن "نعيش وتظل هاماتنا مرفوعة الرأس رغم ما يحصل عليه السفاحون من أموال لتنفيذ مخططات خارجية تسعى لعرقلة أي تقدم على كافة المسارات في مصر خصوصا الاقتصادية". ونشرت (الأخبار) مقالا أكد فيه كاتبه، أنه "بات مؤكدا أن على رأس الأهداف التي تسعى إليها عصابات الإرهاب كسر إرادة الشعب ونشر الإحباط حتى يمكنهم السيطرة على مصر وإخضاعها لما يريدون". ومن هنا ، يضيف الكاتب، فإنه يجب الحرص على "عدم السماح للإحباط أو الشعور باليأس بالتسلل إلى داخلنا أو السيطرة على تفكيرنا والتحكم في سلوكنا ، وعلينا أن ندرك أن التحديات التي نواجهها على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية ومن قبلها الأمنية والعسكيرة، هي وحدة مترابطة يضمها مخطط واحد يستهدف الإصرار بالأمن القومي للبلاد". وفي الأردن، نشرت صحيفة (الرأي) مقالا بعنوان "ما بعد الرقة والموصل"، أشار فيه كاتبه إلى أن سقوط عاصمة "الخلافة" الداعشية المزعومة في الرقة (وقبلها الموصل)، يشكل حدا فاصلا بين حقبة من تاريخ المنطقة انتهت وطويت صفحتها، وحقبة أخرى جديدة توشك على البزوغ والتشكل. وأضاف كاتب المقال أن المرحلة السابقة اتسمت بانتشار ثقافة التطرف والدموية وزرع الخوف وتشويه صورة الإسلام وزيادة منسوب (الإسلاموفوبيا) في العالم، وأن الانتقال إلى مرحلة جديدة لايعني إطلاقا أن كل آثار المرحلة السابقة بخصائصها المميزة ستختفي تماما، إذ سيبقى هناك قدر كبير من التداخل بين المرحلتين لعدة شهور أو حتى سنوات قادمة، مما يستدعي استمرار اليقظة والتحفز وعدم الاستسلام لاطمئنان زائف مبني على إخراج "داعش" من الرقة وقبلها الموصل. وارتباطا بموضوع الإرهاب، أوردت صحيفة (الغد) ما اعتبره مركز (صوفان الاستشاري للشؤون الأمنية بنيويورك) في تقرير له، من أن عودة ما لا يقل عن 5600 عنصر من تنظيم "داعش" الإرهابي من العراق وسورية، إلى دولهم، سيشكل "تحديا أمنيا هائلا" لهذه الدول. وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الرأي) في مقال آخر، بعنوان "مصر ومكافحة الإرهاب"، أن ما ظهر من تسمية جديدة للفصيل الإرهابي (حسم)، قد تكون نسخة مطورة جديدة للتنظيم الإرهابي "داعش" يستهدف أمن واستقرار مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وأشارت إلى أن التنظيم الجديد (حسم) ليس بالضرورة أن يكون تحت سيطرة تنظيم "داعش"، ولكن يمكن أن يكون وراءه من أسس ودرب وسلح هذا التنظيم، وأمن لها الأسلحة والمعدات والاتصالات، وزودها بمقاتلين من الغرب تحت اسم الإسلام والمسلمين وذلك بقصد تشويه صورة الإسلام أمام العالم، مؤكدة أن هذه المعركة يجب أن لا تذهب كسابقاتها، بل على القيادات السياسية والأمنية المصرية البحث والتدقيق والتحري للوصول إلى نتائج حقيقية ومعرفة من وراء هذه العملية. من جانبها، توقفت صحيفة (الدستور) عند افتتاح مركز أردني لمكافحة التطرف الفكري أمس، ونقلت عن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية الفريق الركن محمود عبد الحليم فريحات، إعرابه عن تطلعه لأن يشكل هذا المركز مستقبلا مظلة جامعة لكافة الجهات المدنية والعسكرية المعنية بمواجهة التطرف، ليكون قادرا على التواصل وفتح خطوة للتعاون والتنسيق لبناء استراتيجية وطنية واحدة لمكافحة هذه الظاهرة، يمكن البناء عليها إقليميا ودوليا. وفي السعودية، توقف مقال في يومية (الجزيرة) عند التقارب الدبلوماسي الذي شهدته العلاقات السعودية العراقية مؤخرا، وأكد في هذا الإطار أن الدبلوماسية السعودية "تحلت بالجرأة السياسية، وحققت من خلال ذلك اختراقات سياسية في عدد من الملفات الشائكة، كما أبانت عن قدرتها على التأثير الإيجابي في عدد من الملفات ومنها الملف اليمني مرورا بملفات شائكة متعلقة جميعها بحماية وصيانة الأمن القومي العربي". وقال كاتب المقال، إن السعودية "دعمت الدولة الوطنية العربية في العراق، وتنحاز في موقفها إلى تقوية هذه الدولة واستعادتها لأن تعود شريكا في أمته العربية، بعد أن أغرقتها الأجندة الإيرانية في دوامة العنف، وتجد جزءا من جسدها الجغرافي بقبضة تنظيم (داعش) الإرهابي". وفي موضوع آخر، تطرقت صحيفة (الوطن الآن) إلى تصاعد حدة التوتر بين جماعة الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وأوردت استنادا إلى "مصادر يمنية محلية أن ميليشيات الحوثيين تنفذ منذ مدة خططا لتقليم أظافر الرئيس المخلوع وأتباعه في العاصمة، حيث عمدت إلى وضع نقاط تفتيش على مداخل ومخارج صنعاء، تلا ذلك تفكيك هيكلة الحرس الجمهوري". وأضافت الصحيفة أن الحوثيين يقومون حاليا بتعيين قيادات موالية لهم دون أي تحرك من صالح، فيما اتجهت بعد ذلك إلى مرحلة التهديد بتفكيك وطرد قيادات موالية علي عبد الله صالح، قبل أن تنفذ عمليات تصفية ممنهجة ضد أقارب صالح والموالين له، على غرار مقتل المقرب من صالح، خالد الرضي، والاعتداء على نجله صلاح". وفي الشأن المحلي، قالت يومية (الاقتصادية) في افتتاحيتها بشأن مشروع "نيوم" الذي أعلن عنه صندوق الاستثمارات السعودية أمس الثلاثاء، إن "كل القطاعات على الساحة السعودية، من الخدمات إلى الصناعة والتجارة والإعلام والثقافة والترفيه، وبالطبع الطاقة وغيرها ستتحرك، وهذا يعني أن السعودية ستشهد مزيدا من الإنجازات ليس فقط على مستوى إتمام المشاريع، ولكن أيضا فيما يتعلق بالتأهيل والتمكين في السوق المحلية". وأضافت الافتتاحية أن كل "قطاع في المشروع يحمل معه سلسلة من الخبرات والتجارب التي ستنتقل مباشرة إلى الكوادر الوطنية السعودية"، مبرزة في هذا الإطار أن "الاستثمار في الرأس مال البشري هو استثمار في المستقبل، لتوفير أعلى معايير الجودة في الحياة والعمل". وفي قطر، تناولت (الراية) و(الشرق) و(العرب)، في افتتاحياتها ومقالات لرؤساء تحريرها، كلمة أمير الكويت عن الأزمة الخليجية، التي أدلى بها أمس الثلاثاء، خلال افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة الكويتي، وأيضا بيان وزارة الخارجية القطرية الذي حمل موقف الاستجابة لما جاء من نداء في هذه الكلمة. واعتبرت هذه الصحف أن استجابة قطر لنداء الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بدعوتها للمواطنين والمقيمين ووسائل الإعلام ب"عدم الانسياق إلى الإساءة لرموز الخليج أو الانجراف لنعرات قبلية"، إنما "تأتي لتجديد تقدير الدوحة وتثمينها البالغين" لمواقف أمير الكويت، و"تجاوبا" مع تأكيده على "وجوب الالتزام بنهج التهدئة"، وحرصا منها على إنجاح جهوده لحل الأزمة وحماية مجلس التعاون، وأيضا حفاظا على "وشائج القربى والروابط الأخوية في إطار العلاقات بين مجلس التعاون الخليجي". وسجلت (الشرق) أن موقف الدوحة هذا "لا يختلف" عن مواقف "سابقة لها في تبني منهج الحوار من أجل حل النزاعات مهما كانت حدتها"، مشيرة الى أن قطر "طالما قدمت كافة الالتزامات بقواعد الأمن والتعاضد بين الأشقاء في مجلس التعاون، ولم ترض مطلقا بخلخلة تلك القواعد". وتحت عنوان "رسالة أمير الكويت: تداركوا الأمر قبل الفاجعة"، كتب رئيس تحرير (الراية) أن هذه الرسالة "جسدت بحق مدى المرارة التي يشعر بها سموه وجميع مواطني دول مجلس التعاون جراء استمرار الأزمة"، مضيفا أنها تحمل، الى جانب التحذير من أن "التجربة الخليجية التعاونية، التضامنية والوحدوية لاحقا، في خطر الآن، وأنه على الجميع تدارك الأمر قبل أن تغرق المركب بمن فيها"، تأكيد الكويت على أنها "ليست طرفا ثالثا في الأزمة، وإنما هي طرف معني بالخلاف مع جميع أشقائه في دول مجلس التعاون". ومن جهتها، لفتت صحيفة (العرب)، في مقال تحت عنوان "التاريخ يسجل بإجلال مواقف أمير الدبلوماسية العربية"، الى أن أمير الكويت، "حمل على عاتقه مهمة الوساطة، وبذل كل الجهود من أجل حل يرضي الجميع، ويعيد الهدوء إلى البيت الخليجي" وأنه "بحق رجل المواقف الصعبة الذي يضع المصلحة العليا للبيت الخليجي والعربي والإسلامي في مقدمة اهتماماته" وانه بهذا المعنى "أمير الدبلوماسية العربية" وأن "التاريخ سيذكر له ذلك"، في نفس الوقت الذي "سيذكر فيه أن دولة قطر تجاوبت من أول وهلة مع وساطته". وتحت عنوان "قمة الأشقاء بين قطر والسودان"، توقفت (الوطن) عند المباحثات التي جمعت أمس الثلاثاء بين أمير قطر والرئيس السوداني الذي يوجد في زيارة رسمية للدوحة، مذكرة بأوجه التعاون الاقتصادي وآفاق الاستثمارات القطرية بالسودان، وكذا بجهود قطر في إحلال السلام بإقليم دارفور، وما شكلته "وثيقة سلام الدوحة" من "مرجعية مثالية لإنهاء النزاع في الاقليم". وفي لبنان تركز اهتمام الصحف بالخصوص حول لبنان والتجاذبات الإقليمية، وملف النازحين السوريين، حيث كتبت صحيفة (الأخبار) قي هذا الصدد أنه "رغم كل المحاولات لإبعاد لبنان عن التجاذبات الإقليمية، إلا أن الاستحقاقات الأميركية والدولية تبقيه دوما على خط التوتر (...)". وأضافت اليومية أنه "إذا كانت إيران قد وجهت، عبر الرئيس الإيراني حسن روحاني، رسالة واضحة حول الساحات الأساسية التي تتمسك بها من العراق إلى سورياولبنان، فلأنها تدرك أن ما تضعه واشنطن على الطاولة دفعة واحدة، ليس أمرا عابرا، بدءا من مراجعة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاتفاق النووي مع إيران، مرورا بالكلام الأميركي الرسمي حول انفجار المارينز في بيروت عام 1983، وصولا إلى تصويت الكونغرس على العقوبات". وفي ملف النازحين السوريين في لبنان، اعتبرت يومية (الجمهورية) أنه "آخر ملف يمكن أن تجد من يتحدث عنه بالتفصيل في واشنطن، بل إن جل ما يقال حوله هو أن الأممالمتحدة ترعى ملف النازحين. إلا أن أخطر ما في هذا الملف هو أنه حتى الآن لا توجد لدى الأممالمتحدة أي خطة لإعادة هؤلاء النازحين إلى بلدهم". وأضافت الصحيفة أن شخصية لبنانية عادت بهذه الخلاصة من زيارة إلى الولاياتالمتحدة الأميركية في الفترة الأخيرة، مقرونة بالخشية مما أسمتها "رياحا أميركية ساخنة" تلمستها من نقاشات مع بعض المستويات في الإدارة الأميركية وخارجها، مبرزة أن النقاش حول ملف النازحين السوريين خلص إلى أن لا خطط حلول حوله، والبت فيه مؤجل إلى ما بعد جلاء الصورة التي سترسو عليها الأزمة في سوريا، وهذا معناه "أن على لبنان أن يستمر في لعب دوره الوظيفي كمستودع للنازحين لأمد طويل، وما على اللبنانيين إلا أن يدخلوا في فترة انتظار لا سقف زمنيا لها".