تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الأربعاء، على عدة مواضيع سياسية واقتصادية واجتماعية متنوعة، من ،قبيل السياسة الخارجية لمصر والعلاقات المصرية الإفريقية، وكذا تطورات القضية الفلسطينة وقانون مكافحة العنصرية في السعودية والوضع الأمني في اليمن، وكذا الزيارة التي يقوم بها وفد أمريكي لمنطقة الشرق الأوسط من أجل تحريك عملية السلام، إلى جانب المعركة التي يخوضها الجيش اللبناني ضد تنظيم "داعش". ففي مصر، توقفت صحيفة (الجمهورية) عند الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى إستونيا وليتوانيا، مشيرة إلى أن شكري حمل خلال هذه الزيارة، رسالتين من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى رئيسة دولة أستونيا كريستي كالجولايد ، ورئيسة دولة ليتوانيا داليا جريبوسكايت. ونقلت اليومية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد، قوله، إن الزيارتين تأتيان في إطار جولة لشكري شملت كلا من روسيا وأستونيا وليتوانيا، مضيفا أن شكري عقد بالمناسبة، لقاءات مكثفة مع كل من رئيس الوزراء الليتواني ووزير الخارجية وتناول خلال لقاءاته المختلفة في ليتوانيا ترشح الوزيرة مشيرة خطاب لشغل منصب مديرة عامة لمنظمة (اليونيسكو). وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة (الأهرام) عن أحمد أبوزيد قوله ، إن شكري أجرى خلال هذه الزيارة لقاءات مكثفة مع كل من نظيره الإستوني ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان بحث خلالها سبل تعزيز التعاون على المستوى الثنائي، مضيفا أن شكري أكد على ثقة مصر في رئاسة وقيادة أستونيا للاتحاد الأوروبي خلال المرحلة الراهنة والتي تشهد تحديات غير مسبوقة على كل المستويات لا سيما في ظل الهجمات الإرهابية الشرسة التي تشهدها القارة الأوروبية في الفترة الأخيرة. أما صحيفة (الأخبار) فكتبت أن هذه الزيارة تأتي في إطار حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية مع أستونيا ودول البلطيق بشكل عام في ظل تنامي دورها كقوة مؤثرة داخل الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن زيارة شكري إلى أستونيا وليتوانيا هي الأولى لوزير خارجية مصري إلى هاتين الدولتين. وحول العلاقات المصرية الإفريقية، نشرت يومية (الجمهورية) مقالا للكاتب جلال راشد قال فيه "إن هناك روابط تاريخية تمتد لمئات السنين ترتبط بها مصر مع دول القارة الإفريقية، وهناك روايات وحكايات تؤكد دعم علاقات التعاون بين مصر ودول إفريقيا خاصة دول حوض النيل"، مذكرا بأن مصر كان لها الدور الأكبر في عهد الرئيس عبدالناصر في دعم حركات التحرر في جميع البلدان الإفريقية. وفي هذا الإطار التاريخي، يضيف الكاتب، تهتم مصر هذه الأيام بدعم علاقات التعاون مع إفريقيا، بعد أن شهدت في فترة سابقة فتورا لا أساس له من الصحة، مبرزا أن الدول الإفريقية هي المد الطبيعي لمصر من خلال التعاون الاقتصادي ودعم علاقات التعاون في كافة المجالات. يومية (الأهرام) بدورها خصصت افتتاحيتها للعلاقات بين القاهرة والخرطوم، وكتبت أن "ما يجمع بين مصر والسودان ليس علاقات تاريخية فقط، ولا أواصر صداقة ومصاهرة ومحبة، ولكن شريان حياة يجمع بين دولتين وشعبين كانا تاريخيا وجغرافيا شعبا واحدا وكيانا متكاملا". وتساءلت الصحيفة أنه "إذا كانت سياسة مصر الخارجية تقوم على مبادئ وقيم راسخة لا تحيد عنها، على رأسها حسن الجوار وعدم التآمر أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول والتعاون من أجل السلام والبناء والتنمية، فإن الأمر بالنسبة للسودان يتجاوز ذلك كثيرا نظرا للعلاقات التاريخية والأوضاع الاستراتيجية التي تربط البلدين حيث يتأثر الأمن القومي لكل منهما بما يحدث لدى الآخر". وفي الشأن الفلسطيني، ذكرت يومية (الجمهورية) أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط "رحب بالبيان الصادر عن الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية كل من مصر والأردن وفلسطين، والذي عقد مطلع الأسبوع بالقاهرة، مضيفة، أن أبو الغيط أكد في بيان أمس الثلاثاء، أهمية استمرار التشاور العربي على مختلف المستويات بهدف تحقيق تناغم الرؤى ومناهج العمل في الموضوع الفلسطيني. وفي السعودية، أوردت يومية (الجزيرة) أن قانون مكافحة العنصرية وبث الكراهية الذي يسعى إلى تحجيم خطاب الكراهية، وإعانة الحكومة على تجريم متبنيه، سيتم إدراجه قريبا على جدول أعمال جلسات مجلس الشورى بعد استكمال دراسته من قبل لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية بالمجلس. ونقلت الصحيفة عن رئيس للجنة عبد العزيز العيسى قوله إن اللجنة حرصت عن التأني في دراسة مشروع القانون الذي تقدم به عدد من الأعضاء "نظرا لانعكاسه على استقرار الوطن وسلامة المجتمع". وفي الشأن اليمني، ذكرت صحيفة (اليوم) أن العاصمة اليمنية صنعاء "تشهد توترا شديدا وسط أنباء باحتمال اندلاع مواجهات عسكرية بين طرفي الانقلاب، وذلك بعد الدعوة التي وجهها زعيم الميليشيا الحوثية لأنصاره من أجل ما اعتبره التصدي لمن يحاول الابتزاز السياسي وتدمير الجبهة الداخلية". وأضافت الصحيفة أن الحوثيين "يعملون على تجهيز أماكن الحشود المسلحة تزامنا مع إقامة أنصار صالح مهرجانا حاشدا في ساحة السبعين في الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس حزبهم"، موضحة أن "رئيس اللجنة الثورية الحوثية محمد علي الحوثي أشرف على التجهيزات الميدانية للحشود المسلحة التي دعت إليها الجماعة إلى مداخل العاصمة صنعاء الأربعة يوم غد الخميس". وبخصوص العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش اللبناني لطرد تنظيم (داعش) الإرهابي على الحدود اللبنانية السورية، قالت (الوطن الآن) إن "حزب الله يصعد من عملياته لإحراج الجيش اللبناني، حيث يقود الحزب معركة أخرى في منطقة القلمون السورية الغربية ضد (داعش) وذلك بالتزامن مع انتصارات مهمة يحققها الجيش اللبناني في معركة فجر الجرود على الحدود اللبنانية السورية التي أطلقها قبل أيام قليلة للقضاء على التنظيم الإرهابي". ووصفت الصحيفة هذا التزامن ب"المقصود، والخطوة التي لم يأتي عن طريق الصدفة"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة من قبل حزب الله والنظام السوري جاءت رغم نفي الجيش اللبناني القطعي لأي تنسيق بينه وبين أي قوات عسكرية أخرى سواء قوات النظام السوري أو ميليشيا حزب الله في معركته ضد (داعش)". وفي قطر، واصلت الصحف المحلية، في افتتاحياتها، تناول موضوع حج القطريين هذه السنة، وتفاعلات الموضوع، خاصة مع إطلالة غرة شهر ذي الحجة اليوم الأربعاء، وحلول "السبت المقبل آخر موعد لدخول حجاج الجو". وجددت كل من (الوطن) و(الشرق) و(الراية) تأكيد "تمسك دولة قطر بحقها في رعاية شؤون حجاجها" من خلال الجهات ذات الاختصاص بوزارة الأوقاف القطرية، مذكرة بأن تنظيم شؤون الحج "يخضع لاتفاقية سنوية يتم إبرامها بين وزارة الأوقاف القطرية ووزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية وأضافت أن الجانبين "أبرما اتفاقية هذا العام بتاريخ 21 فبراير الماضي"، مشيرة الى أن الاتفاقية "تضمنت الضوابط الخاصة بتسيير حجاج قطر من حيث وسائل النقل البرية والجوية والإقامة، وأعداد الحجاج واستعمال المسار الإلكتروني وإصدار التصاريح الخاصة بالحج والتأشيرات الخاصة بالمقيمين". وكتبت أن "أصحاب الحملات المعتمدة في الدولة لم يتمكنوا الى الان من القيام بمهامهم تجاه المواطنين القطريين الراغبين في أداء فريضة الحج هذا العام". وبالأردن، كتبت صحيفة (الغد) عن الزيارة التي يقوم بها الوفد الثلاثي الأمريكي للمنطقة، برئاسة جارد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، مشيرة إلى المباحثات التي أجراها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع هذا الوفد، وتناولت الجهود الرامية إلى تحريك عملية السلام، ومساعي إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا إلى حل الدولتين. ونقلت الصحيفة، في هذا الصدد، تأكيد العاهل الأردني على الدور المهم للولايات المتحدة والتزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالعمل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الدستور) في مقال، أنه إذا صحت التقديرات أن الوفد الثلاثي الأمريكي سيطوف المنطقة بسلال ثلاث فارغة، أو محملة ببضاعة فاسدة، لا مصلحة للفلسطينيين بها (سلة أمنية وثانية اقتصادية وثالثة إقليمية)، فإنه من المنطقي التساؤل عن السبب الذي يدعو إدارة ترامب لاستمرار التحرك على مسار "الوساطة" بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف كاتب المقال أن الإدارة الأمريكية تدرك أنها بانحيازها المطلق لإسرائيل ويمينها، تطلق النار على أقدامها، وتصنع سدا يحول دون نجاحها في إنجاز "صفقة القرن". وأشار الكاتب إلى أن واشنطن تنتهج على المسار الفلسطيني، كما في بقية أزمات المنطقة المشتعلة، استراتيجية "إدارة الأزمات" وليس حلها، حتى وإن أفضى ذلك إلى إطالة أمد هذه الأزمات وارتفاع كلفها المادية والبشرية، وهذا أمر لا يقلق واشنطن، يضيف الكاتب المقال، بل يخدم مصالحها، طالما أن دول المنطقة وشعوبها ومجتمعاتها، هي من يدفع هذه التكاليف وتقطف ثمارها المرة. وفي موضوع آخر، تناولت صحيفة (الرأي) الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي لجمهورية التشيك، مشيرة إلى مباحثاته أمس مع نظيره التشيكي، التي ركزت بالخصوص على آليات تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل زيادة التعاون المشترك لاسيما في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية. وبلبنان، توقفت يومية (الجمهورية) عند عملية فجر الجرود في رأس بعلبك والقاع، ونقلت عن مصادر عسكرية قولها إن "قوة (داعش) انهارت ولم يعد لها هناك سوى تغلغل بعض البقع، مشددة على أن الجيش الذي نفذ هجوما بريا وجويا محكما وحشد الآلاف من جنوده، لم يكن ينتظر هذا الانهيار السريع وتقهقر صفوف (داعش) لأنه كان مستعدا لكل الاحتمالات. وأشارت إلى أن "الجيش سينكب على تنظيف الجرود من الألغام ومخلفات (داعش)، وسيستكمل تحرير ال20 كيلومترا مربعا من بقايا التنظيم الإرهابي بعدما حرر 100 كلم مربع، حتى لا يترك أي بقعة للإرهابيين". وفي نفس الموضوع كتبت يومية (الأخبار) نقلا عن مصادر عسكرية، أن قيادة الجيش أجرت تقييما للأيام الثلاثة الأولى من معركة إنهاء وجود تنظيم (داعش) الإرهابي في جرود رأس بعلبك والقاع، وتوصلت إلى خلاصات مهمة، من قبيل النجاح في وقت قياسي، في طرد إرهابيي (داعش) من غالبية الأراضي اللبنانية، والضغط عليهم للانتقال إلى الأراضي السورية، وتشتيت قدراتهم التنسيقية على الأرض. أما يومية (المستقبل) فسجلت أن "المعركة التي يخوضها الجيش ضد (داعش) في أعالي جرود رأس بعلبك والقاع، والتي تشير وقائعها إلى قرب انتهائها، هي على حد قول رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري "إنجاز يكتب بدماء أبطال المؤسسة العسكرية" وهو "أغلى الإنجازات علينا جميعا، والعنوان العريض لقرار محاربة الإرهاب".