اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الخميس، بالحادث الإرهابي الذي ضرب محيط معبد (الكرنك) في الأقصر بجنوب مصر، والقمة التي جمعت ثلاثة تكتلات اقتصادية إفريقية في شرم الشيخ، والنقاشات الجارية حول قانون الانتخابات في الأردن، واجتماع وزراء الإعلام بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالدوحة، فضلا عن معركة دارت أمس بين (حزب الله) وتنظيم "داعش" على الحدود اللبنانية السورية، والكشف في البحرين عن مخطط إرهابي لتنظيم "سرايا الأشتر". ففي مصر، خصصت جريدة (الأهرام) افتتاحية بعنوان "يقظة الأمن" للحادث الإرهابي بمحيط معبد (الكرنك) في الأñقصر، وقالت إنه "لولا وعي ويقظة رجال الأمن، لتكررت المأساة" في إشارة إلى حادث إرهابي وقع قبل سنوات في نفس الموقع وأسفر عن مقتل عشرات القتلى. وقالت إنه في الوقت الذي تبذل فيه القيادة السياسية والحكومة كل الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، وجلب الاستثمارات والشركات الأجنبية وتحريك الاقتصاد، "يحاول الظلاميون التكفيريون إشاعة الفوضى والرعب وبث رسالة للعالم، مفادها أن مصر دولة غير آمنة وغير مستقرة". وركزت جريدة (الجمهورية)، في افتتاحية بعنوان "سوف ننتصر على أعداء الحياة"، على كلمة ألقاها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قمة التكتلات الاقتصادية الإفريقية الثلاثة بشرم الشيخ أمس، وأكد فيها الارتباط الوثيق بين تحقيق السلام والاستقرار وتحقيق التنمية والرخاء، معتبرة أنه عبر بذلك عن "المرحلة الراهنة في مصر وهي تخوض حربا شرسة ضد الارهاب وتواصل في نفس الوقت معركة البناء والتنمية (...)". وفي موضوع آخر، كتبت جريدة (اليوم السابع)، في افتتاحية بعنوان "إفريقيا ووحدة المصير"، عن القمة الثلاثية للتكتلات الاقتصادية الإفريقية، (الكوميسا) و(السادك) و(تجمع شرق إفريقيا)، بمشاركة 26 دولة إفريقية وأكدت أن "إفريقيا استيقظت على موعد جديد مع وحدة اقتصادية تقودها مصر". وفي الأردن، كتبت جريدة (الغد) أنه مع اقتراب موعد مناقشة وإقرار قانون جديد للانتخاب، فإن حديث النخب يعبر عن مخاوفها من أن يوفر القانون الجديد السبيل لسياسيين لا يحظون بالشعبية، مشيرة إلى أن هذه المخاوف هي ما يجعل البعض يرتد حتى على فكرة تغيير قانون الانتخاب الحالي "طالما أن ما سيأتي به بديله يبدو أسوأ". لكن، تستطرد الجريدة، إذا كان القلق مبررا، كون بعض الشخصيات لا تحظى فعلا بالقبول الشعبي حتى لو جاءت عبر صندوق الاقتراع، "فإن الصحيح في المقابل يظل أن كل المخاوف، بما في ذلك المحق منها، لا يجوز أن تكون أداة لإجهاض فكرة المضي في الإصلاح الشامل". وفي مقال بعنوان "أرقام الميزانية فوضى منظمة"، اعتبرت صحيفة (الدستور) أن قراءة فاحصة لبيانات الميزانية العامة للدولة في الأردن خلال الثلث الأول من العام الحالي "تظهر سلسلة من المتناقضات المنظمة تسعى للتجميل وسرد إنجازات وهمية". وأشارت الصحيفة إلى ارتفاع الدين العام خلال هذه الفترة بمبلغ 550 مليون دينار (دينار يعادل 1,4 دولار أمريكي)، مضيفة أن العجز المالي كبير و"مرتبط بعجز المؤسسات المستقلة التي لم تدخل حيز المعالجة من دمج وترشيق". وفي قطر، اعتبرت صحيفة (الراية) أن تجديد وزراء الإعلام بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، خلال اجتماع أمس بالدوحة، الدعوة إلى التصدي إعلاميا لكل من يسعى للتشكيك في أحقية دولة قطر بتنظيم كأس العالم 2022 "يمثل دعما خليجيا واضحا لقطر، كما يشكل رسالة للمشككين والمغرضين"، مشددة على أن تنظيم قطر مونديال 2022 "ليس حقا قطريا فحسب وإنما حق خليجي وعربي، ولا يمكن التنازل عن هذا الحق الذي نالته دولة قطر بجدارة واستحقاق وليس عبر الطرق الملتوية كما يسعى المشككون حاليا للترويج لها". ومن جهتها، أكدت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، أن الاعلام الخليجي "مطالب بمراجعة حقيقية لأزماته واهتماماته الآنية والمستقبلية، ومدعو بقوة إلى المشاركة الفاعلة في خدمة القضايا الملحة ووضع مصلحة المجتمع الخليجي والعربي نصب عينيه"، مبرزة أن النتائج الأولية التي خرج بها الاجتماع الإعلامي الخليجي بالدوحة "تدفع إلى القول إن إعلامنا الخليجي مطالب بتحمل مسؤولياته من أجل تدعيم مسيرة مجلس التعاون". وبعد أن أعربت عن تنويهها بدعم وزراء الإعلام الخليجيين لقطر "أمام ما تعرضت وتتعرض له من حملات إعلامية مغرضة للنيل من إنجازها العالمي الضخم باستضافة مونديال 2022 "، شددت الصحيفة على أن الإعلام "قاطرة العمل السياسي والمنبر الذي ينير الطريق للمزيد من التعاون بين دول المجلس في المرحلة المقبلة"، مبرزة أن المنظومة الخليجية "تملك من القدرات الإعلامية ما يمكنها من لعب دور فعال على المستوى الإقليمي والدولي، ليصبح الأداء الإعلامي في مستوى الطموح والتحديات". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن)، في مقال بعنوان "توحيد سياسة المواجهة"، إن مشروع الحوثيين لا يختلف عن مشروع تنظيم "سرايا الأشتر"، الذي أحبطت أجهزة الأمن البحرينية مؤخرا مخططا إرهابيا له، مشيرة إلى أن كليهما "تنظيمان مدعومان من إيران، والحرب عليهما واحدة تخوضها دول مجلس التعاون في مواجهة حرب إيرانية بالوكالة على أرضنا". وترى الصحيفة أنه يتعين على الدولة أن تعي أن "الأجنحة التحريضية والتبريرية لا تقل خطرا عن التنظيمات الإرهابية ولا تنفصل عن التنظيم المسلح الإرهابي "سرايا الاشتر" ولا تنفصل عن جماعة الحوثي التي أرسلنا فلذات أكبادنا لمحاربتها"، مضيفة بالقول .."نحن أمام تنظيم واحد وسياسة مواجهته لابد أن تكون على قدر ومستوى حربنا ضده". وفي مقال بعنوان "التحديات الاقتصادية ليست أقل من السياسية"، قال رئيس تحرير صحيفة (الوسط) إن دول مجلس التعاون الخليجي تعتمد على 25 مليون عامل أجنبي، وهؤلاء يشكلون غالبية القوى العاملة، وهم أكثر من عدد السكان في أكثر من بلد خليجي، مشيرا إلى أن دراسة اقتصادية نشرت قبل يومين أظهرت أن الوافدين الأجانب المقيمين في دول الخليج حولوا مائة مليار دولار إلى بلدانهم في 2014، وهو ضعف المبلغ الذي حولوه في 2010. وأوضح أنه في حال استوطن هؤلاء دول الخليج عبر التجنيس أو عبر فرض القوانين الدولية التي تعطيهم الكثير من الحقوق، فإن المعادلة السياسية والاجتماعية ستتغير مستقبلا، فضلا عن الضغط المتواصل لرفع الدعم من أجل تقليل العجز في الميزانية، وخفض الدعم عن المواد الأساسية، مبرزا أن جميع هذه المتغيرات لها تبعات سياسية، وهي تفسر جانبا من المخاضات العسيرة التي تمر بها دول المنطقة على مختلف المستويات. وفي الإمارات، سلطت صحيفة (الخليج)، في افتتاحية بعنوان "تركيا والإخوان بعد الانتخابات"، الضوء على نتائج الانتخابات التشريعية التركية الأخيرة وتداعياتها الداخلية والجيو- سياسية على المنطقة، مبرزة "ضمور قوة حزب العدالة والتنمية" والانعكاس السلبي لذلك على "النفوذ الإقليمي التركي الذي يقوم بدور الحاضنة الروحية والمادية والمعنوية لجماعات ما يسمى بالإسلام السياسي، وفي المقدمة منها الإخوان في الدول العربية والعالم، حيث يتم استخدامهم كمخلب قط لتحقيق الطموحات التركية الإقليمية". وتوقعت أن تشهد السياسة الخارجية لتركيا إزاء دول الجوار تغييرا ملحوظا، مضيفة أن "تركيا تدخل مرحلة تحول على صعيد الدور والسياسة والموقف.. بانتظار أن ينعكس ذلك على المنطقة العربية خلال الفترة القصيرة المقبلة". وفي الشأن ذاته، كتبت صحيفة (الوطن)، في افتتاحية بعنوان "ضربة ديمقراطية"، أن الرئيس التركي أردوغان وحزبه دفعا ثمن الأخطاء التي ارتكبها، مضيفة أن الانتخابات الأخيرة شكلت "ساعة الحقيقة"، التي قامت فيها المعارضة "بأداء مثير للدهشة بحرفية تامة ومستند إلى قاعدة شعبية تتسع وتكبر تباعا". وأشارت إلى أن نتائج الانتخابات جاءت لتؤكد نهوض الأكراد وعلمانيي تركيا مرة واحدة، حيث "أثبتوا قدرتهم على ممارسة اللعبة الديمقراطية، فسددوا ضربات قاضية دقت مسامير بالجملة في نعش مشروع كبير لإحياء مطامع تاريخية ونوايا داخلية بالسيطرة، وستجعل أردوغان مجبرا على الالتفاتة نحو داخله الغاضب من سياسته". وأضافت الافتتاحية أن النتيجة كان يمكن أن تكون أشد قسوة لولا الانقسامات الكردية ذاتها، مشددة على أن هناك زمنا جديدا وحقبة ثانية ترسم. أما صحيفة (البيان)، فأبرزت، في افتتاحية بعنوان "الإرهاب يضرب مجددا"، أن الحادث الإرهابي بمصر أمس، يذكر بحوادث التفجير والقتل التي شهدتها مصر دوما في المواقع السياحية، "بحيث يصير هذا الإرهاب سببا في خراب الحياة، ونفور السياحة وتضرر جاذبية مصر على المستويين العربي والإقليمي". وأكدت أن الحادث "جريمة نكراء تصب في إطار تدمير الدولة المصرية وهتك بنيتها الاقتصادية والسياحية"، داعية الجميع، في مصر والعالم العربي والإسلامي، إلى محاربة الإرهاب وخلع جذوره الفكرية التي تتغلغل مثل مرض لا بد من مقاومته. وفي لبنان، تصدرت المعركة التي بدأت، أول أمس، بين (حزب الله) وتنظيم "داعش" على الحدود اللبنانية السورية المشهد الإعلامي، إذ اعتبرت (الأخبار) أن هذا الهجوم هو "المواجهة الأولى من نوعها بين الطرفين، استطاع فيها تنظيم الدولة من مباغتة قوات المقاومة، ولكنه فشل في تسجيل أي إنجاز، بعدما تمكن المقاومون من استيعاب (الصدمة) والتعاطي معها على قاعدة الدفاع حتى الطلقة الأخيرة". ونقلت عن مصادر مطلعة تأكيدها أن (حزب الله) تمكن من "قتل 50 مسلحا من الدواعش وجرح 80 آخرين"، مشيرة إلى أن التنظيم أطلق مبادرة تعاون وتنسيق مع "جبهة النصرة" لوضع الخلافات جانبا، ومحاولة تفادي خسائر مماثلة لاحقا". وفي ذات السياق، تطرقت لكلمة الأمين العام ل(حزب الله) حسن نصر الله، أمس، التي أكد فيها "بدء المعركة مع تنظيم "داعش" على الحدود..."، وتشديده على أن إلحاق الهزيمة بهذا التنظيم "مسألة وقت... والمعركة مستمرة حتى إنهاء الوجود الإرهابي....". وقالت (السفير) إن "الضربة التي تلقاها "داعش" بفعل فشل هجومه الأخير على مواقع (حزب الله) في جرود القاع ورأس بعلبك ستترك تأثيرات لاحقة على مسار المواجهة وإيقاعها"، مشيرة إلى أن "الخسائر الفادحة التي لحقت بالمعتدين أدت الى اهتزاز معنوي في صفوفهم، بينما أعطت في المقابل قوة دفع لعناصر الحزب". وأبرزت أنه لولا "وجود الحزب في الجرود وتصديه لهجوم التنظيم في النقاط الأمامية، لكان مقاتلو هذا التنظيم الارهابي قد وصلوا الى القاع ورأس بعلبك، مع ما سيرتبه ذلك من تداعيات كارثية على الواقع اللبناني عموما والبقاعي خصوصا". أما (النهار) فكتبت عن زيارة يقوم بها رئيس الحكومة اليوم لوزارة الدفاع والاجتماع بوزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وسط "احتدام المواجهات الميدانية في جرود عرسال وما تثيره من تداعيات محتملة على الحدود الشرقية اللبنانية مع سوريا"، معتبرة أن الهدف من الزيارة هو "التضامن مع الجيش اللبناني وقيادته، وتأكيد الثقة الكاملة بالمؤسسة العسكرية والقوات المسلحة اللبنانية".