اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأربعاء، بالأزمة اليمنية والجهود المبذولة لحلها، وقمة التجمعات الاقتصادية الإفريقية الثلاثة التي تعقد اليوم بشرم الشيخ، وتطورات المشكلة الليبية، والأوضاع في سورية، وموضوع الإرهاب خاصة ما يتعلق بتنظيم "داعش". ففي مصر، كتبت صحيفة (الجمهورية)، في مقال رئيسي، عن قمة التجمعات الاقتصادية الثلاثة التي ستعقد اليوم في شرم الشيخ والتي سيتم خلالها التوقيع على إقامة منطقة للتجارة الحرة بين دولها ال26 . وأشار صاحب المقال إلى أن إفريقيا تتوفر على كافة المقومات من ثروات طبيعية وبشرية هامة غير مستغلة جيدا، واعتبر أن "لقاء اليوم قد يكون بداية حقيقية للقضاء على الفقر والجهل والمرض في إفريقيا"، مبرزا أن " الاتفاق على إقامة منطقة تجارة حرة من القاهرة الى الكاب ومن البحر المتوسط حتى رأس الرجاء الصالح يمكن ان ينتشل الاقتصادات الإفريقية من التخبط والركود ويعيد إليها الانتعاش". أما صحيفة (الأهرام) فخصصت افتتاحيتها للانتخابات التي جرت في تركيا وتراجع حزب الرئيس طيب رجب أردوغان، وقالت إن الناخبين الأتراك "وجهوا صفعة قوية للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وتمت معاقبته بقسوة على سوء سياساته وتصرفاته غير الحصيفة، لاسيما الخارجية منها". لقد أدرك الاتراك، تقول الأهرام، أن وجود أردوغان على قمة السلطة "يمثل تهديدا وخطرا على مستقبل تركيا وعلاقاتها الإقليمية والدولية، ولذلك قرروا حرمان حزبه العدالة والتنمية من الأغلبية البرلمانية، تمهيدا فيما يبدو لإجراء انتخابات عامة مبكرة وإزاحة العدالة والتنمية بعد 13 عاما من سيطرته على مقاليد الحكم فى البلاد". وفي قطر، اعتبرت صحيفة (الشرق) أن جولة المشاورات بين الفرقاء اليمنيين في (جنيف) يمكن أن تكون "مثمرة" إذا رضخت المليشيات اليمنية وحلفاؤها من أنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، للحقائق على الأرض، وصغوا لتطلعات وآمال اليمنيين في العودة إلى الأمن والاستقرار اللذين فقدوهما منذ سيطرة هذه المليشيات على العاصمة اليمنية صنعاء في 21 شتنبر الماضي. وشددت الصحيفة، في افتتاحيتها، على أن حوار (جنيف) بين اليمنيين سيشكل أرضية مناسبة، إذا تخلت ميلشيات الحوثيين عن أجندتها الأحادية وأطماعها التوسعية، واعترفت بالشرعية الدستورية، وعودة مؤسسات البلاد إلى وضعها الطبيعي قبل الانقلاب عليها. وفي قراءتها لاستئناف الحوار الوطني الليبي في المغرب، ترى صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، أن هناك "تفاؤلا جديا يلوح في الأفق بقرب توصل الأطراف الليبية إلى حل سياسي ينهي مرحلة الانقسام والاضطرابات التي تعيشها ليبيا بعد سنوات من رحيل نظام القذافي، مشيدة بالجهود "الجبارة التي تقوم بها الأممالمتحدة من أجل إنهاء الصراع وإبرام اتفاق يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية تسير بالبلاد إلى بر الأمان". وبعد أن ذكرت بتصريحات المبعوث الأممي لليبيا، برناردينو ليون، التي كشف فيها عن ردود فعل إيجابية من قبل الأطراف الليبية تجاه إبرام اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، أكدت الصحيفة أنه "لم يعد أمام الأطراف الليبية إلا أن تتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن خصوصا مع تمدد تنظيم "داعش" على الأرض في ليبيا، وهو ما يتطلب التوحد في محاربته حتى لا تسقط ليبيا في يديه". وفي الأردن، خصصت جريدة (الرأي) افتتاحيتها للحديث عن مغزى تسليم الملك عبد الله الثاني الراية الهاشمية أمس للقوات المسلحة الأردنية، بمناسبة الأعياد الوطنية (عيد الجلوس الملكي ويوم الجيش والثورة العربية الكبرى...)، فقالت إن ذلك يعد "رسالة ملكية واضحة الدلالة والمضامين، وهي بمثابة بيان للناس كي يتعرفوا على الحقائق التاريخية ويتبينوا طبيعة وأهداف ما يجري في المنطقة والاستخدام السياسي الخبيث لرايات الإسلام وشعاره (...)". وعن الموضوع ذاته، كتب محرر الشؤون الوطنية في صحيفة (الدستور) أن تسليم العاهل الأردني هذه الراية للقوات المسلحة يعد "تأكيدا على الثقة الكبيرة والمكانة الرفيعة التي تحظى بها القوات المسلحة"، مبرزا أن في هذا التسليم "معان ودلالات تؤكد التزام القوات المسلحة الأردنية، ومنذ تأسيسها، بالدفاع عن العروبة والإسلام ومبادئ الإنسانية". وفي مقال بعنوان "بوادر مقلقة لتأخر قانون الانتخاب"، كتبت صحيفة (الغد) أن سبب تأخر قانون الانتخاب "ليس مفهوما" حتى اليوم، معتبرة أن "الحجج كافة التي تسوقها الحكومة حتى الآن غير مقنعة، إذ لفترة من الوقت، كانت الحكومة تقول إن القانون في الأدراج ينتظر الوقت المناسب لإخراجه، من دون أن تحدد الظروف التي تجعل من الوقت مناسبا". ثم صارت الحجة، تقول الصحيفة، انتظار قوانين اللامركزية والبلديات والأحزاب، معتبرة أن "هذه الحجة لا تتفق مع كون القانون جاهزا في الأدراج". أما (العرب اليوم)، فأكدت، في مقال لها، أن تنظيم "داعش" "تطور ليصبح كلية عسكرية ملهمة للتدريب (...)"، ما يجعله "يقضم صمود دول الإقليم بمعناه الشامل ويؤسس لامتداده خارجها، حيث نراه يضرب، بتنسيق وتدرج، أمنها ومدنها وخطوط نفطها ومصافيها وتجارتها وصناعتها ونقلها وسياحتها". ودعت الصحيفة دول الإقليم إلى "بناء منظومة تحالف إقليمي بأولويات موحدة" لمواجهة "داعش"، وإلا كانت النتيجة "تدهور الاقتصادات وتسيد الفوضى"، مبرزة أن "العراق الذي ينوي الاقتراض رسميا لأول مرة منذ عشرات السنين مثالا". وفي البحرين، قالت صحيفة (البلاد) إن عناصر تنظيم "سرايا الأشتر" الإرهابي مازالت تتلقى تدريباتها العسكرية في العراق من قبل ما يسمى "كتائب حزب الله "، وهي عناصر "تحصد الأرواح وتهلك الأنفس، وتدمر الممتلكات وتنشر الخوف والرعب والضغينة". وكتبت الصحيفة، في مقال بعنوان "خلايا ممقوتة لن تدحر إلا بالقانون"، أنه ليس بالإمكان بين ليلة وضحاها القضاء على العناصر الإرهابية، مستطردة أنه لحماية المنطقة من شر هذه العناصر وكسر شوكتها "يجب قطعها من جذورها، ويجب مقابلة أية دعوة تحرض على العنصرية والطائفية فعلا أو قولا بحزم وصرامة". وفي مقال بعنوان "التضامن الطائفي... جهل قاتل"، تساءلت صحيفة (الوسط) من كان يصدق بأن بلادا مثل العراق الذي انطلقت منه الحركات والأفكار العلمانية، وكانت موجات التدين فيه ضعيفة مقارنة مع بلدان أخرى، يصبح الآن مقسما على أساس سني وشيعي، وهو "التقسيم الذي يلون السياسة بصورة عامة في منطقة الشرق الأوسط حاليا". وأشار كاتب المقال إلى أن هناك من يناقش الاحتقان الطائفي ليس من أجل معالجته، وإنما من أجل تبرير المواقف التي يتخذها هذا الطرف ضد ذاك، والحل الذي يطرحه المستفيدون من هذه الحال هو إما التخلص من الذين لا يشبهونهم طائفيا أو إخضاعهم وإذلالهم في مرتبة متدنية من العيش بحقوق منقوصة أو من دون حقوق. واعتبر أن هذه الحال السرطانية تقضي على مفهوم الدولة الوطنية ولا تؤسس لاستقرار سياسي، وتشرعن سفك الدماء والاضطهاد الذي لا يتوقف إلا بعد حدوث الإنهاك الشامل، جازما بأن "القوة لوحدها لا تحسم مثل الوضع المفخخ بالأحقاد والكراهية، ولكن يمكن للرشد والحكمة والتعايش والتسامح وحفظ الكرامة والحقوق أن تدحر هذا الجهل القاتل". وفي الإمارات العربية المتحدة، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحية بعنوان "مأزق الحل في سوريا"، أن نظرة حقيقية على المشهد السوري تكشف تعقيدات سياسية وأمنية هائلة تحول دون تحقيق إنجاز حقيقي على طريق التسوية المنشودة"، مؤكدة أنه إذا لم يتم تجاوز هذه التعقيدات فمن الصعب أن يحقق اجتماع أو اجتماعان أو أكثر للمعارضة أو غيرها خرقا في جدار الأزمة. واعتبرت الصحيفة أن اجتماعات فصائل المعارضة السياسية، على اختلاف مكان انعقادها، لا تعدو أن تكون " مجرد تظاهرة سياسية للتعبير عن وجهة نظر قطاع واسع من الشعب السوري الذي يعاني مرارة الاقتتال الداخلي ولا حول ولا قوة له في تحديد مساراته". وشددت الافتتاحية على أن "الحل في مكان آخر.. ليس في سوريا.. لأن الساحة السورية تحولت إلى ساحة مفتوحة للصراع الإقليمي والدولي"، مؤكدة أن أوان الحل لم يحن بعد، "لأن صراع المصالح على الأرض السورية وغيرها لم يصل إلى نهايته.. وشعوبنا أمامها مشوار طويل من الدم والدموع والخراب". ومن جهتها، تطرقت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، إلى خلو "قائمة العار"، التي نشرتها منظمة الأممالمتحدة أول أمس، والتي تضم الجهات المنتهكة لحقوق الأطفال، من أي ذكر لإسرائيل، رغم المناقشات الطويلة والدعوات إلى ذلك بعد استشهاد أكثر من 500 طفل في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وشددت الافتتاحية على أن إبقاء إسرائيل خارج القائمة، رغم أنها جهة منتهكة لحقوق الأطفال وتستوفي بشكل واضح كافة المعايير، لن يؤدي سوى إلى تماديها أكثر في انتهاك كافة المواثيق والأعراف الدولية يقينا منها بإفلاتها من العقاب، ما سيتسبب بمزيد من المعاناة للأطفال الفلسطينيين الأبرياء. وفي لبنان، علقت صحيفة (الشرق) على الوضع بالبلاد بالقول إن "جبهات المواجهات توسعت وتعددت، عسكريا وسياسيا، وعلى غير جبهة وفي أكثر من ملف من الملفات العالقة" سواء على الصعيد الحكومي أو الرئاسي أو على صعيد مواجهة الإرهاب. وأوضحت أن "الأزمة المستجدة" على خط الحكومة، بسبب تعليق جلسات مجلس الوزراء نتيجة خلافات حادة حول تعيينات القادة الأمنيين، خاصة الجيش، "استحوذت" على الاهتمامات والمتابعات، إلا أن الأنظار بقيت مشدودة، وفق الصحيفة، "إلى ما جرى، وعلى نحو لافت من مواجهات ميدانية في جرود عرسال (منطقة محاذية للحدود السورية) بين (حزب الله ) و(جبهة النصرة)، والتي انتقلت يوم أمس إلى مواجهات في مناطق القاع ورأس بعلبك بين الحزب وتنظيم "داعش" الذي شن أمس هجوما على مواقع الحزب". أما صحيفة (المستقبل) فاهتمت بالملف الرئاسي، حيث أبرزت استنكار كتلة (المستقبل) النيابية لما طرحه نائب الأمين العام ل(حزب الله ) نعيم قاسم الذي دعا اللبنانيين إلى انتخاب عون أو الدخول "في فراغ الى أجل غير مسمى"، واصفة هذا الكلام ب"الخطير والمعيب والمستهزئ بعقول اللبنانيين". واعتبرت أن "هذا الموقف يأتي بمثابة فضيحة وطنية ويمثل استكبارا على جميع اللبنانيين...". ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (النهار) أنه ما دامت "أزمة لبنان السياسية انعكاسا لأزمة المنطقة، فانه من المفترض أن يحدد الاتفاق النووي بين إيران والدول الست في نهاية الشهر الجاري إطارا عاما للتسويات في المنطقة". وقالت إن تباشير هذه التسوية "قد لا تظهر قبل شهر أو شهرين من التوقيع تنذر باستمرار الأزمة الداخلية" بلبنان، متوقعة أن تمتد "سياسة التعطيل في الحكومة الى شتنبر المقبل...". وإقليميا، اهتمت الصحف اللبنانية بمؤتمر المعارضة السورية في القاهرة، إذ علقت (السفير) بالقول إن "خلافات حادة كادت تطيحه، حيث طالبت أطراف (...)، بتضمين البيان الختامي فقرة تدعو إلى إبعاد الرئيس السوري بشار والنظام الحالي عن لعب أي دور في مستقبل سوريا"، مشيرة إلى أن معارضين سوريين، اتفقوا في ختام اجتماع دام يومين في القاهرة، على "خريطة طريق لحل سياسي تفاوضي للنزاع في سوريا مستوحاة من بيان جنيف 1 تؤكد أنه لا مكان للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا".