واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس،اهتمامها بمخاض الاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر(جنيف2) الخاص بإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، إضافة إلى الأزمة السياسية في تونس، والاضطرابات التي تعرفها العديد من الجامعات المصرية. فتحت عنوان"الطلاب يتصدون لمحاولات تعطيل الدراسة بالجامعات"، كتبت صحيفة (الأهرام) أن "طلاب جامعات الأزهر والقاهرة وعين شمس والزقازيق وحلوان والاسكندرية والمنصورة وكفر الشيخ، تصدوا أمس لمحاولات عناصر الإخوان تعطيل الدراسة والإساءة إلى المؤسسات"، مشيرة إلى أن "الأمن الإداري في جامعة القاهرة قام بفض الاشتباكات بين الطلاب المستقلين وطلاب الإخوان". أما صحيفة (الأخبار) فتناولت الموضوع تحت عنوان بارز يقول " الإخوان يحتلون جامعة الأزهر،والدولة غائبة"، بينما أوردت يومية"الجمهورية" الموضوع ذاته معنونا بتصريح لرئيس جامعة الأزهر يقول فيه" أيادينا ليست مرتعشة.. ابني لو خالف سأفصله". وعادت الصحف الأردنية لتهتم بالأزمة السورية، في ضوء تضارب المواقف حول مؤتمر (جنيف 2)،حيث توقفت صحيفة (الدستور) في مقال بعنوان "حكاية جنيف 2 الطويلة والمملة"،عند المواقف المتباينة حيال هذا المؤتمر "من سائر الأطراف المعنية بانعقاده أو عدم انعقادهº من نظام بشار إلى أمريكا وروسيا والمعارضة السورية والفصائل المسلحة، فضلا عن العرب". من جهتها، كتبت صحيفة (الرأي)، أنه "لا يمكن اعتبار تصريحات النظام السوري وخصومه هي المواقف النهائية من جنيف 2، أولا لأن السوريين لم يعودوا يملكون مصير وطنهم، بعد أن أصبح المصير في يد القوى الإقليمية والدولية. وثانيا لأن التصريحات ليست أكثر من مناورات كلامية موجهة للذات، قبل أن تكون موجهة للآخر". من جانبها، كتبت صحيفة (الغد)، أن "المعارضة السورية اشترطت لحضور مؤتمر جنيف2، في حال عقده، أن يكون هدفه إنهاء حكم الأسد، وهو شرط يمثل المعضلة الرئيسة في المؤتمر وفي الحوار الأمريكي- الروسي حول مستقبل سورية"، وأن "التوجه نحو حل سياسي لا يعني بالضرورة بقاء الأسد، بل إن الصفقة الدولية والإقليمية ستكون على الأغلب مرتبطة بتقرير المرحلة الانتقالية مع إخراج الأسد من اللعبة، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة عبر نزع صلاحياته وسلطاته". أما الصحف القطرية، فتناولت الملف السوري من زاوية الشروط التي وضعتها المعارضة السورية للمشاركة في مؤتمر (جنيف 2)، حيث لاحظت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها أن الأزمة أصبحت في طريقها للانفراج، بعد أن أبدى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا، مرونة في الاستجابة لدعوة ائتلافه بالذهاب إلى هذا المؤتمر، مبرزة أن "الأمر لن يخلو من شروط لابد من استيفائها قبل الذهاب". وقالت الصحيفة في هذا الصدد إن "ما أعلنه الجربا كان واضحا، فعلى الدول الإحدى عشر الأساسية في مجموعة أصدقاء الشعب السوري، أن تفي بما وعدت به في اجتماع لندن بزيادة الدعم العسكري للجيش السوري الحر، ودعم الائتلاف من جميع النواحي، وإذا ما تم التنفيذ وتغيرت الموازين على الأرض سيشجع ذلك على مشاركة الإئتلاف في المؤتمر المزمع عقده". وبخصوص الشأن الليبي، أكدت صحيفة (الراية) القطرية أن التحدي الأمني في ليبيا "لازال قائما بعد عامين كاملين على سقوط نظام القذافي، بحيث لم تستطع الحكومة الانتقالية فرض سيطرتها الأمنية على الشارع بما يحمي مكتسبات الشعب الليبي ويحقق أهداف الثورة الليبية"، مشيرة إلى أن الحكومة الليبية "فشلت في وضع حد لنفوذ الجماعات المسلحة وعدم قدرتها على تحقيق هدف جمع السلاح من بين أيدي الثوار السابقين الذي يرون فيه وسيلتهم لفرض رأيهم ورؤيتهم على الحكومة الليبية الانتقالية". وسلطت الصحف العربية الصادرة من لندن الضوء على المستجدات المتسارعة التي تعيشها تونس على الصعيدين السياسي والأمني،حيث كتبت صحيفة (الشرق الأوسط) عن مقتل ثمانية من رجال الأمن خلال مواجهات مع مسلحين إسلاميين متشددين في ولاية سيدي بوزيد، مشيرة إلى خروج آلاف التونسيين في مظاهرات أمس في العاصمة وعدد من المدن مطالبين بتنحي الحكومة وسط دعوات للاعتصام، وذلك قبل ساعات من انطلاق جلسات الحوار الوطني. وأشارت صحيفة (الحياة) من جهتها إلى أن تظاهر آلاف من أنصار المعارضة التونسية في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة أمس، لدفع الحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية إلى الاستقالة، يأتي بالتزامن مع مرور سنتين على أول انتخابات تأسيسية (البرلمان) بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي. وبحسب صحيفة (القدس العربي) ، فقد حملت السلطات التونسية جماعة أنصار الشريعة، وهي واحدة من الحركات الإسلامية المتشددة التي ظهرت عقب ثورة 2011، المسؤولية وراء سلسلة من الهجمات على قوات الأمن، مؤكدة أن للجماعة روابط بفرع تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا. ومن جانبها، كتبت صحيفة (العرب) أن عدم إعلان رئيس الحكومة التونسية علي العريض عن استقالة حكومته مثلما كان متوقعا، زاد في منسوب التوتر الذي تعيشه البلاد خاصة بعد استمرار المجموعات الإرهابية في استهداف قوات الأمن في مناطق متفرقة وباعتماد أسلوب المفاجأة والاستنزاف. وانصب اهتمام الصحف اليمنية والبحرينية على تناول الشأن الداخلي حيث عكست الصحافة اليمنية الجدل السياسي الذي تشهده البلاد حول مآل الحوار الوطني الشامل، وما يعرفه المجتمع من صراعات طائفية واضطرابات أمنية. بينما سلطت الصحف البحرينية الأضواء على افتتاح الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أمس، دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث لمجلسي النواب والشورى. وهكذا ركزت صحيفة (الثورة) اليمنية على الاجتماع الاستثنائي الذي عقده مجلس الوزراء أمس برئاسة الرئيس هادي، مبرزة قول هذا الأخير إن "عملية التحول ماضية وأمام الحكومة مهام كبيرة ومسؤولية تاريخية"، وأيضا قوله "لابد من ترسيخ الأمن والاستقرار ومواجهة التهديدات الإرهابية والتخريبية بكل حزم وقوة". وأوردت الصحف اليمنية أيضا مضمون كلمة ألقاها ياسين نعمان نائب رئيس مؤتمر الحوار خلال اجتماع ضم ممثلين عن رئاسة الحوار واللجنة التوفيقية وفريق قضية صعدة، حيث أبرزت صحيفة (الثورة) تأكيده أن "هذا الحوار لن ينتهي إلا بعد إنجاز كافة القضايا المعلقة"، وأوردت صحيفة (أخبار اليوم) قوله "لابد من ضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار حتى لا تتكرر حرب 94"، في حين كتبت (اليمن اليوم) أن "نعمان أقر بوجود أخطاء في إعلان موعد ختامية الحوار". وعلى الصعيد الأمني سجلت (اليمن اليوم) مرور "غدير دموي في 6 محافظات يمنية"، وكتبت (أخبار اليوم) في هذا الصدد أن الحوثيين نصبوا راجمات صواريخ واستهدفوا آبار المياه في مدينة دماج، وأشارت أيضا إلى أنه "بعد دعوة الشيخ الحجوري لقتل الحوثيين أينما وجدوا ردا على جرائمهم بدماج، قتل قيادي حوتي واثنين من مرافقيه برصاص مجهولين في بريم". أما صحف (البلاد) و(الوطن) و(الوسط) و(الأيام) و(أخبار الخليج) البحرينية فأوردت الكلمة التي ألقاها الملك حمد بن عيسى آل خليفة بمناسبة دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث لمجلسي النواب والشورى، والتي أكد فيها حرصه على استمرار حوار التوافق الوطني بالبلاد، ومضي البحرين على طريق التطوير والإصلاح. كما أوردت الصحف كلمة رئيس مجلس النواب، خليفة بن أحمد الظهراني، التي اعتبر فيها أن ما يجري في البحرين اليوم هو "قيام جماعات إرهابية باستهداف المواطنين والمقيمين وتعطيل مصالحهم وتخريب الممتلكات العامة والخاصة (...)"، وأن الدولة تقوم بمواجهة هذه الأعمال عبر "القانون والقضاء العادل بما يحمي الجميع". واهتمت الصحف اللبنانية بدورها بالشأن الداخلي، ولاسيما في الشق المتعلق منه بالاشتباكات في جبل محسن وباب التبانة بمدينة طرابلس، أو ما يعرف ب"المحور التقليدي" ، حيث تتجدد الاشتباكات بين حين وآخر بين مؤيدي ومعارضي نظام الأسد، وكذا بملف البرلمان وجلساته التشريعية التي تتأجل كل مرة بسبب خلاف بين المعارضة والأغلبية. وفي هذا الصدد أبرزت (النهار) أنه "إذا كان التأجيل السابع أمس للجلسة النيابية العامة منذ نشوء الأزمة الحكومية قبل أكثر من ستة أشهر شكل العنوان العريض الثابت للعجز السياسي عن اختراق هذه الأزمة واستعصائها على كل الجهود الداخلية، فإن الجولة القتالية الجديدة المتمادية في طرابلس لليوم الرابع شكلت الوجه الأكثر قسوة وافتضاحا للعجز السياسي والأمني سواء بسواء عن وقف دورة الفلتان المسلح الذي ينهش هذه المدينة ويستنزفها ويحول القوى الأمنية والعسكرية فيها شهود زور على مستبيحين للأمن من قادة الشلل والميليشيات المسلحة في باب التبانة وجبل محسن". أما يومية (السفير) فأشارت إلى أن جرح طرابلس استمر مفتوحا تحت وطأة حرب الاستنزاف في المدينة المحتضرة، وبقي مقر مجلس النواب ساحة للعبة عض الأصابع مع إصرار تيار المستقبل (المعارضة) وحلفائه على المضي في مقاطعة الجلسة التشريعية التي أرجأها الرئيس نبيه بري إلى 20 نونبر المقبل...وتبقى طرابلس مقيمة فوق صفيح ساخن، مع تواصل الاشتباكات المتقطعة على محاورها التي باتت متصلة على ما يبدو بخط تماس إقليمي، يخترق أزقتها الضيقة والفقيرة، ويجعل محاولات المعالجة المحلية قاصرة عن تحقيق الاستقرار المنشود". من جهتها علقت (الأخبار) على الموضوعين بقولها "سخونة طرابلسية وبرودة تشريعية. هكذا كان المشهد اللبناني أمس. تجددت الاشتباكات بعد ظهر أمس على كافة المحاور بين جبل محسن وباب التبانة في طرابلس، واستمرت حتى فجر اليوم، وأوقعت عددا من الجرحى وأضرارا في الممتلكات، فيما تولى الجيش الرد على مصادر النيران".