شكل ملف مكافحة ظاهرة الارهاب في ضوء التحالف الدولي، الذي بدأ يتشكل لمواجهة تنظيم (داعش) المتطرف، و الوضع الأمني المتدهور في ليبيا ، والتطورات التي يعرفها المشهد السياسي في اليمن، والتقارب القطري التركي ، والانتخابات المزمع تنظيمها في لسودان، أبرز المحطات في اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء. ففي مصر، كتبت صحيفة (الاهرام) في افتتاحية خصصتها لموضوع الإرهاب ومؤتمر باريس للسلام والأمن في العراق، "أنه بعد سكوت العالم عن الإرهاب طويلا على اعتبار أنه أمر محلي أو إقليمي ، أدركت الولاياتالمتحدة ومعها الدول الأوروبية مدى خطورة الوضع، فسارعت لوضع استراتيجية شاملة للمواجهة بدأت بمؤتمر جدة الذي أضفى جدية علي الموقف الدولي والأمريكي لمواجهة الإرهاب وإعادة الاستقرار إلي المنطقة قبل أن تستفحل الأمور الي ما لا يحمد عقباه". وأعربت الصحيفة عن أملها في أن يقود مؤتمر باريس إلى آلية محددة المعالم لتحديد الأدوار العسكرية والمالية والمخابراتية لكل دولة عضو في الائتلاف الدولي لمكافحة الإرهاب. ومن جهتها ، نشرت صحيفة ( اليوم السابع)، مقالا حول علاقة أمريكا والغرب بتيارات الإرهاب الإسلامية، بعنوان " هل يحارب الغرب الإسلام أم (داعش) " للكاتب الصحفي سامح جويدة، ذكر فيه باستغلال هذه التيارات في البداية للقضاء على الفكر الاشتراكي في الدول العربية، ثم بعد ذلك في الحرب على الدول المؤيدة للاتحاد السوفياتى، مبرزا كيف أصبح الاسلام بعد تفكك جبهة اليسار هو العدو الجديد، " فاستغلوا نفس الجماعات الإرهابية فى تخويف العالم، وترويج أفكار عدائية ضد الدين الإسلامى بشكل عام، ليستبيحوا الدول الإسلامية بحجة ذلك". وأضاف أن التيارات "الجهادية الكاذبة " كانت وستظل هي الدافع الأول والسبب الرئيسى لهجمات الغرب على دول المنطقة. وفي مقال بعنوان " الموقف السياسي" نشرته صحيفة (الأخبار) تطرق الكاتب الصحفي سيد النجار إلى نفس الموضوع في ضوء الأوضاع الراهنة في ليبيا حيث كتب أن " ليبيا اليوم.. هي القضية العاجلة.. القضاء عليها وتقسيمها.. لعل وعسى يستطيعون القفز منها بعد ذلك إلي مصر". وأضاف أنه بعد أن فشل مخطط المراهنة على "الإخوان المسلمين" وبدأت ثورة الشعب المصري " تسير في طريق الاستقرار والنهوض بعد الخطوات الكبيرة بإقرار الدستور وانتخاب الرئيس"، اشتعل الموقف فجأة فوضي وتدميرا واقتتالا في ليبيا بين جماعات عدة ومسميات مختلفة"، بما يشكل "تهديدا حقيقيا" لأمن مصر التي لها حدود واسعة مع ليبيا. بدورها، تابعت صحف البحرين تسليط الضوء على موضوع الحرب على الإرهاب بالمنطقة، حيث أوضحت صحيفة (الوسط) في مقال لها، أن هذه الحرب تستوجب أولا "تحقيق العدالة بين جميع الطوائف، وتأمين المتطلبات الأساسية للشعوب، ومنحها الحريات العامة كي تعبر عن حاجاتها دون خوف أو وجل"، مشددة على أنه "بدون ذلك تبقى الحرب على الإرهاب مجرد أمنيات صعبة المنال". ومن جانبها، حذرت صحيفة (أخبار الخليج) من "أننا في حقيقة الأمر إزاء فخ منصوب للدول العربية، يجب ألا تقع فيه، ويجب أن تتريث قبل اندفاعها وراء أمريكا"، معتبرة أن الأمر يتعلق بعملية "إعادة تأهيل لأمريكا، وإعادة رسم لصورتها ولدورها في المنطقة بشكل إيجابي هو أبعد ما يكون عن الحقيقة". وتناولت صحيفة (البلاد) الموضوع من زاوية الفكر، إذ أوضحت أنه ليس هناك خيار اليوم أمام الدول العربية والإسلامية من التصدي للخطر المحدق بها بمراجعة موضوعية للفكر السائد والبيئة التعليمية والتربوية، مبرزة ضرورة إجراء دراسة للمناهج المتبعة في العديد من الدول الاسلامية لكونها تعد "المسؤول الأول عن موجة الانحرافات". وفي لبنان، توزعت اهتمامات الصحف بين الشأن الدولي والإقليمي والداخلي، حيث تم التركيز على مؤتمر باريس للسلام والأمن في العراق ، الذي انعقد أمس الاثنين، وعلى الأوضاع الداخلية خاصة منها الأمنية والمجتمعية والاقتصادية. وهكذا، علقت (الجمهورية) على مؤتمر باريس، الذي أكد دعم بغداد في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ، قائلة "هذه الإشارة كافية لتأكيد أن المواجهة الأساسية محصورة بالعراق في المرحلة الأولى، ما يعني أن المجتمع الدولي ليس في وارد الدخول في أي مواجهة إلا في حال وجود شريك داخلي، الأمر الذي أصبح متوافرا في العراق (...) فالرئيس الأمريكي باراك أوباما يحذر النظام السوري من استهداف الطائرات الأميركية التي تدخل المجال الجوي السوري، لأن أي استهداف من هذا النوع سيؤدي إلى تدمير + الدفاعات الجوية السورية عن آخرها + وهذه الرسالة الأوبامية تشكل جوابا حاسما للنظام السوري بأن التعاون معه غير مطروح على الإطلاق". وعلى الصعيد الداخلي، نقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من (حزب الله) قولها إنه "في ظل الحديث المتزايد عن حراك عربي ودولي قد يؤدي إلى حلحلة ما في الملف الرئاسي ، فإن كل ما يجري التداول به على لسان شخصيات عربية وغربية، لا يعدو كونه محاولات لا تستند إلى معطى جدي يسمح بترجمتها على أرض الواقع". وأشارت الصحيفة الى أن مصادرها أكدت أن على "الشهرين المقبلين يستحقان الانتظار، أولا لأن الحراك الإيراني - الغربي لم يصل بعد إلى النتيجة المرجوة"، وثانيا لأن + الانفتاح الإيراني السعودي + لا يزال في بداياته"، علما بأن المملكة أظهرت رغبتها في أن ينعكس هذا الحوار إيجابا على ملفات المنطقة ككل". كما تطرقت الصحف لأزمة الكهرباء واحتمال دخول البلد في العتمة التامة، فبينما أشارت (الديار) الى انقطاع الكهرباء "فجأة" في كل لبنان أمس، وشمل ليلا معظم احياء العاصمة مع وصول التقنين الى 18 ساعة في كل لبنان (...)، علقت ( السفير) أن لبنان، الذي ينضم بملء إرادته للمحاور الدولية سعيا الى قتال مجموعات تكفيرية داخل حدوده.. وخارجها، لبنان نفسه، بعكس دول العالم كافة، بما فيها مثيلته المصنفة فقيرة، يشهد لساعات انقطاعا شاملا للتيار الكهربائي، والمفارقة الكبيرة، أن اللبنانيين الذين ينزلون إلى الشوارع بغرائزهم وعصبياتهم الطائفية والمذهبية والمناطقية والقبلية، لا يحركون ساكنا في مواجهة فضيحة العتمة الشاملة، بل يستسلمون لÜ+ المافيا الوطنية+ بامتياز". وبعد أن أوضحت أن العتمة "تلف حتى الآن أيضا" مصير العسكريين المخطوفين لدى المجموعات الإرهابية منذ 45 يوما ، أشارت الى استمرار المواقف الداعمة للبنان، وخصوصا بعدما شدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مؤتمر باريس على "ضرورة الحفاظ على سيادة لبنان ووحدته". أما في الامارات، فقد رصدت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها، اكتمال عقد الدول المشاركة في الحرب على الإرهاب من أجل القضاء على خطر التنظيمات الإرهابية وخاصة منها ( داعش)، موضحة أن "الحرب على الإرهاب اليوم لا تقتصر على العمليات العسكرية بل باتت التحركات تهدف إلى معالجة الأسباب التي أدت لظهوره حتى لا تتكرر التجارب في مكان آخر أو تعود للظهور في وقت لاحق". ومن جانبها، أبرزت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها أن الصراعات والتطاحنات التي تعيشها ليبيا قد تقود إلى مزيد من تفكك الدولة الليبية و تشرذم الليبيين دون مسارات واضحة تحدد طبيعة الصراع ونتائجه مشيرة إلى أن المرحلة السابقة أسست لمنطق الميليشيات التي لم تنته مهامها بانتهاء المواجهة مع النظام السابق بل كرست لحالة جديدة يصبح فيها الوطن بأسره "غنيمة حرب" . أما صحيفة (الاتحاد) فكتبت عن الدور الهام الذي تضطلع به دولة الإمارات العربية المتحدة، من أجل النهوض بالتعليم في العالم، وذلك من خلال برامج المساعدات التنموية التي تقدمها إلى الدول الفقيرة، مشيرة إلى تطابق أهداف الإمارات في هذا الإطار مع الأهداف العامة لرؤيتها المستقبلية ومجمل برامجها التنموية، التي تؤمن بضرورة توفير التعليم للأطفال، وتحرص على تحقيق المساواة بين الذكور والإناث في الحصول على التعليم، وإزالة أسباب الهدر المدرسي، وغياب المرافق الصحية في الدول النامية. وتركز اهتمام الصحف اليمنية على تزايد حدة الصراعات بين عدد من الأطراف السياسية في ظل استمرار الازمة التي خلقها التصعيد الحوثي منذ أزيد من ثلاثة أسابيع. وأوردت صحيفة (أخبار اليوم) في هذا الصدد مضمون بيان للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري حول قرار انسحابه من حكومة الوفاق الوطني، حيث أبرزت الأمانة العامة لهذا الحزب أنه تم اتخاذ هذا القرار "بسبب انسياق الرئاسة اليمنية نحو مفاوضات جنبية مغلقة مع جماعة الحوثي المسلحة"، معتبرة أن هذا النوع من المفاوضات يؤسس لتسويات سياسية ثنائية "خارجة عن قواعد الشراكة والتوافق ... ومن دون سقف زمني أو مراعاة لمشاعر الخوف والقلق التي يعاني منها المواطنون جراء المظاهر المسلحة والحشود المتجمعة على مداخل العاصمة ومحيطها". ونشرت الصحيفة ،من جهة أخرى، تصريحات للشيخ حسين بن شعيب، رئيس الهيئة الشرعية الجنوبية ،حذر فيها من أن تلبية مطالب الحوثي التي وصفها "بغير الواقعية" والمتمثلة في توسيع نفوذه ومنحه ميناء ميدي في محافظة حجة، "سيؤدي الى وقوف القوى الأخرى ضد الرئيس هادي ورئيس الوزراء محمد سالم باسندوة باعتبار ان هذا الميناء لا يتبع إقليم آزال بل إقليم تهامة"، مشيرا الى أن جماعة الحوثي "تستخدم المراوغة والمماطلة مع لجان التفاوض بهدف تنفيذ أجندتها الخارجية وتوسيع نفوذها على الأرض". وتحت عنوان "معركة الأملاك في العاصمة" تحدثت صحيفة (المصدر) عن حصول اشتباكات بين أصحاب أراضي والمسلحين الحوثيين في مناطق دار سلم وشارع الزبيري في صنعاء، موضحة أن "المسلحين الحوثيين يسعون الى الاستيلاء بالقوة على أراضي داخل العاصمة بحجة أنها تابعة لÜ "بين مال المسلمين" بعد أن تمت مصادرتها عقب ثورة سبتمبر من آسرة آل حميد الدين (أسرة الامام الذي كان يحكم اليمن) وأسر أخرى". وتطرقت صحيفة (الاولى) الى التعقيدات التي تمر منها علاقات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي لا زال يشغل منصب رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، والرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي الذي يشغل في الوقت نفسه نائب رئيس الحزب وأمينه العام، ونقلت عن "مصادر" قولها إنه وبفعل "ضغوط دولية على الرئيس السابق في ظل اتهامه بالتحالف مع الحوثيين"، أكد اجتماع للجنة العامة للمؤتمر برئاسة صالح شخصيا أمس وقوفه مع "الشرعية"، أي مع الرئيس عبد ربه منصور هادي. وكتب الشاعر والمفكر اليمني المعروف عبد العزيز المقالح في صحيفة (الثروة) ان "الفتنة استيقظت ولا وقت لاستنزال اللعنات على من أيقظها ... فلا بد من العمل بكل حكمة واقتدار، وبكل ما أوتي العقل البشري من بصيرة على إطفاء نيرانها قبل أن تمتد الى كل شيء في حياتنا" معتبرا أن الذي سيطفئ الفتنة ليس شخصا ولا مجموعة من الأشخاص بل كل القوى الحية والمخلصة لهذا الوطن". وبعدما أكد المقالح في مقال تحت عنوان "الفتنة استيقظت رحم الله من يخمد نيرانها" ان الحل "لابد ان يكون يمنيا / يمنيا" اعتبر ان "الابطال الحقيقيين في كل الشعوب وفي كل العصور هم أولئك الذين يصنعون السلام ويحافظون على الوئام بين أبناء وطنهم ويعملون جاهدين على تنقية القلوب من الكراهية والاحقاد". أما في قطر ، فقد أولت الصحف المحلية اهتماما خاصا بالزيارة الرسمية التي يقوم بها حاليا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للدوحة ، مشيدة باتفاق البلدين أمس على إنشاء مجلس أعلى للتعاون الاستراتيجي من أجل بحث سبل تطوير العلاقات بين البلدين ومتابعة الموضوعات في كافة المجالات. و في هذا السياق ،كتبت صحيفة (العرب) في تعليق لها أن "العلاقات القطرية - التركية الوثيقة في التنسيق والتشاور انعكست في القضايا الإقليمية والدولية، في ظل تطابق الرؤى وتناغم المواقف، في قضايا المنطقة"، مبرزة أن هذه العلاقات "مرشحة لمزيد من الرسوخ والعمق، والمزيد من التنسيق في المحافل الدولية، في ظل تنامي أدوار البلدين اللذين برزا في الآونة الأخيرة كلاعبين مؤثرين وقوتين صاعدتين في الساحتين الإقليمية والدولية". من جهتها ، ترى صحيفة (الوطن) أن الاتفاق على إنشاء مجلس أعلى للتعاون الاستراتيجي برئاسة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ،أمير قطر و الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ،"يأتي من أجل بحث سبل تطوير العلاقات بين البلدين ومتابعة الموضوعات في كافة المجالات جاء في توقيت غاية في الأهمية والدقة "، مضيفة أن "هموم المنطقة وما تمر به من أوضاع استثنائية تحتاج الى مثل هذا الاتفاق، وتلك الرؤية الاستراتيجية الموحدة، خصوصا بين بلدين لهما ثقلهما السياسي والدبلوماسي مثل قطر وتركيا". بدورها ،اعتبرت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أن البلدين قد قدما ومن خلال الشراكة الإستراتيجية التي تجمع بينهما والرؤى المتطابقة حول مختلف القضايا "نموذجا للعمل المشترك لمواجهة الملفات الشائكة والتعامل معها بجدية ومصداقية" . وفي الأردن، تركز اهتمام الصحف على قرار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني رد مشروع القانون المتعلق بتقاعد أعضاء مجلسي البرلمان ورفضه المصادقة عليه، وحال "جماعة الإخوان المسلمين"، إضافة إلى انعكاسات التدخل الأمريكي في العراق. وهكذا، توقفت صحيفة (الرأي)عند قرار العاهل الأردني رد مشروع قانون التقاعد المدني، المتعلق بتقاعد أعضاء مجلس الأمة (البرلمان) بعد أن أقره هذا الأخير، فقالت إن الملك عبد الله الثاني، بذلك، "أدخل السعادة على قلوب كل المخلصين لهذا البلد، وعلى قلوب كل الحريصين على أن ? تدفع الدولة ثمنا لأي قرار أو تشريع ينقض أي إنجاز مضى أو يبعثر حالة الثقة بين الأردنيين ودولتهم". وأضافت أن مصدر هذه السعادة يجد سنده في أن "هذا التشريع يخلو من أي إدراك للمرحلة ويغيب عنه البعد السياسي والشعبي ويتجاوز رؤية الملك في إغلاق الأبواب أمام ما يضعف مؤسسات الدولة". وكتبت صحيفة (الغد) عن الموضوع ذاته، فقالت إنه للمرة الثانية خلال نحو أربع سنوات، يستخدم الملك عبد الله الثاني صلاحياته الدستورية، برد قانون التقاعد المدني، بعد إقراره من مجلس الأمة. وأóضافت أن رد الملك لمشروع قانون التقاعد المدني المعدل 2014، "يأتي انسجاما واضحا مع آراء ومواقف تيار شعبي عريض، وآراء قانونية ودستورية وازنة، سجلت شبهات دستورية في مشروع القانون، الذي راوح بين غرفتي التشريع (النواب والأعيان) لفترة طويلة، قبل أن يتم حسم الخلاف وإقراره الخميس الماضي". أما (الدستور) فاستعرضت، في مقال بعنوان "الإخوان و+ النيران الصديقة+"، أوضاع وتجارب جماعة "الإخوان المسلمين" في عدد من البلدان، قبل أن تضيف أن على هذه الجماعة في الأردن "أن تعمل ما بوسعها لحفظ موقعها الخاص وعلاقتها المتميزة مع النظام السياسي الأردني وبقية مكونات الطيف السياسي والفكري في البلاد، حتى لا توفر الحجج والذرائع للقوى المتربصة محليا وإقليميا، من خلال تقديم خطاب سياسي يجنح للتدرج والتسويات". ومن جهتها، قالت (العرب اليوم)، في مقال تحت عنوان "الأمريكيون وجلب الديمقراطية للعراق"، إن "الاحتلال الأمريكي للعراقيين لم يقدم ولو خدمة واحدة تذكره بالخير"، بل "وأخرج الطائفية من جحورها ومارس كل عمليات القتل والسجن خارج القانون"، معتبرة أن العراق أصبح بعد الأمريكيين "دولة فاشلة، وبعدهم ولد التطرف على أعتاب عمليات التعذيب التي يندى لها الجبين، في سجن أبو غريب وغيره". وخلصت إلى أن "الأمريكيين لم يتسببوا في أية قيمة حضارية أو ديمقراطية ولم يحاربوا الإرهاب، بل أنتجوه وخلطوه بالتراب". أما في السودان ، فقد اهتمت الصحف بالانتخابات العامة المزمع تنظيمها بالبلاد خلال السنة القادمة، حيث كتبت صحيفة ( الخرطوم ) في هذا الصدد "أن الحديث هذه الأيام قد كثر عن الانتخابات العامة المقبلة والأغلبية المطلقة التي ينتظر أن يحرزها حزب المؤتمر الوطني الحاكم" ، معتبرة أن قادة هذا الحزب أضحوا مطالبين بأن يعيدوا حساباتهم أكثر من مرة وأن يعملوا على إيجاد صيغة يرتضيها الجميع وتضع مصالح البلاد العليا فوق كل اعتبار، بعيدا عن فكرة الصندوق الانتخابي الذي تتم السيطرة عليه من قبل حزب المؤتمر الوطني في ظل ما يتوفر عليه من إمكانات مادية هائلة وترسانة للإعلام ستعمل جميعها لمصلحته . وأشارت صحيفة ( الرأي العام ) إلى أن النتيجة التي انتهت إليها ترشيحات حزب المؤتمر الوطني عبر مؤتمرات الولايات لمنصب رئيس الحزب ومرشحه لمنصب الوالي حفلت بالكثير من مظاهر الصراع والتدافع نحو كسب الموقع وفق ممارسات خالفت الكثير من المفاهيم والقيم التي تراهن عليها القيادة في مركز الحزب ، معتبرة أن أهم خطوات التصحيح التي ينبغي القيام بها تتمثل في أن ترفض القيادة ترشيح كل من تبين أنه اختير استنادا إلى ممارسات غير مقبولة. ولاحظت صحيفة ( الانتباهة) بروز مظاهر سلبية خلال الإعداد للانتخابات خاصة على مستوى الولايات من قبيل التركيز بشكل غير مسبوق على الانتماءات القبلية والجهوية الشئ الذي من شأنه ، تضيف الصحيفة ، أن يشكل في المستقبل تهديدا للنسيج الاجتماعي للبلاد برمته. وتطرقت صحيفة ( المجهر السياسي) لموضوع ارتفاع الأسعار بالسودان ، مبرزة أن " نار الأسعار ولعت واشتعلت بقوة في جميع الأسواق وظلت تحرق وتخرب بيوت الغلابى بصورة يومية ولا يوجد أحد يتصدى لهذا الغلاء الفاحش الذي أصبح يعاني منه الجميع .. نار الأسعار المولعة باستمرار لم تقف عند ميزانية محدودي الدخل بل التهمت ميزانية أصحاب الدخل المتوسط وحتى أصحاب الدخل المرتفع طالهم لهيب نار الøأسعار". وتناولت صحيفة ( الانتباهة) تصريحات لرئيس الحكومة الليبية المؤقتة يتهم فيها السودان بدعم أحد الفصائل المتنازعة بهذا البلد ، مؤكدة أن السودان يقف على مسافة من جميع الأطراف الليبية ، ويسعى إلى تقريب وجهات النظر ورأب الصدع بينها في هذا الصراع الذي خرج من كونه صراعا داخليا بين مجموعات متنازعة على السلطة ، إلى صراع إقليمي ودولي أعدت ساحته وحلبته ودفع الشعب الليبي الثمن غاليا.