انصب اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الاثنين، على عدة مواضيع أبرزها، أشغال الدورة ال 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، والأوضاع الأمنية في لبنان، وتفاعلات الأزمتين الخليجية واليمنية، ومأساة أقلية "الروهينجا "المسلمة في غرب ميانمار . ففي مصر، اهتمت يومية (الأخبار) بالمشاركة المصرية المرتقبة في أشغال الدورة ال 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، ونشرت مقالا لرئيس التحرير خالد ميري، أشار فيه إلى أن هذه المشاركة تروم تحقيق أهداف مهمة، وهي استعراض رؤية مصر للأوضاع الدولية وكيفية إرساء دعائم الاستقرار في المنطقة والعالم، وكذا استعراض الجهود المصرية في محاصرة الإرهاب والاستراتيجية التي يجب أن يتبناها العالم للقضاء على إرهاب لا دين له ولا وطن. وأضاف الكاتب، أن هذه المشاركة تهدف أيضا إلى دفع العلاقة الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى الأمام، حيث يبحث الرئيس السيسي في قمة ثنائية مع نظيره الأمريكي ترامب سبل تعزيز التعاون بين البلدين على كل المسارات، فضلا عن عقد لقاءات ثنائية مع عدد من رؤساء الدول والحكومات لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية وزيادة التبادل التجاري والاقتصادي. وبدورها، كتبت (الجمهورية) في افتتاحيتها، أن منظمة الأممالمتحدة تعقد هذه الدورة تحت عنوان مهم وهو "التركيز على الشعوب والسعي إلى تحقيق السلام والحياة الكريمة للجميع على كوكب الأرض بما يمثل ملفا إجماليا لآمال وتطلعات البشرية وأمنياتها للخروج من عنق الزجاجة الذي يحاصر الكثير من الشعوب والدول". وأضافت اليومية، أن هذا الملف الإجمالي "تتطلب أجندته المطروحة على الجمعية العامة وأداتها الرئيسية مجلس الأمن ومؤسساتها وأنشطتها الأخرى، التواصل والتضامن والتنسيق الدولي والبعد التام عن الكيل بمكيالين لتتحقق آمال الشعوب في العدالة والاستقرار والآمان من خلال حلول سياسية نزيهة للأزمات الإقليمية والدولية ومناقشات مستفيضة للقضايا الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، وإيجاد المعابر الآمنة وتبادل الخبرات وتدفق المساهمات والدعم للشعوب والدول المحتاجة حتى يرتفع مستوى المعيشة فيها وتأهيل الأفراد وضمان حقوقهم المشروعة". وفي موضوع آخر، اهتمت الصحف المصرية بتطورات القضية الفلسطينة، على ضوء استجابة حركتي "فتح" و"حماس" الفلسطينيتين لجهود مصر لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية. وكتبت (الأهرام) ، بهذا الخصوص، في افتتاحيتها، أن "عجلة المصالحة الفلسطينية بدأت في الدوران، وتجاوبت حركتا "فتح" و"حماس" مع الجهود المصرية من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني، وأسفرت الجهود المصرية عن إعلان حركة "حماس" حل اللجنة الإدارية في غزة والسماح لحكومة التوافق الوطني بتحمل مسؤولياتها في قطاع غزة". وأضافت اليومية، أن "الأرضية تبدو الآن مهيأة لمعالجة الوضع الإنساني الخطير في غزة، وبالأخص أزمة الكهرباء كأولوية، كما أن الأممالمتحدة وبقية القوى الدولية سوف تسارع الآن للمساعدة من أجل تخفيف معاناة الفلسطينيين، وبالإضافة إلى ذلك فإن تجاوب "حماس" ، وتحسين علاقات الحركة مع مصر في الوقت نفسه الذي تحضى فيه (فتح) بعلاقات جيدة مع القاهرة، سوف يسهل من المهمة المصرية". من جهتها، نشرت يومية (الأخبار) مقالا للكاتب الصحفي جلال عارف، أشار فيه إلى أنه "أيا كانت الدوافع لدى الأطراف المختلفة ، فنحن أمام خطوة مهمة قد تمثل النهاية لأسوأ عشر سنوات في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني منذ أن سقطت مقولة إن الدم الفلسطيني حرام على البندقية الفلسطينية، وانفصلت غزة عن الضفة وأصبح الصراع بين حماس والسلطة الفلسطينية هو البديل عن الصراع الحقيقي ضد العدو الذي يحتل الأرض وينفذ بلا هوادة، مخططاته لتصفية القضية الفلسطينية"، مضيفا أن "الجهد المصري حقق اختراقا كبيرا يتيح الفرصة لاستعادة الوحدة الفلسطينية المطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى". وبخصوص تفاعلات الأزمة الخليجية، نشرت (الجمهورية) مقالا للكاتب السيد البابلي، تحدث فيه عن وجود مباردة أمريكية لحل هذه الأزمة، مشيرا إلى أن "هناك من يتحدث عن قرب إعلان الرئيسر الأمريكي لتفاصيل هذه المبادرة خلال أيام، والتي ستكون بوساطة أردنية إلى جانب الوساطة الكويتية". وأضاف الكاتب ، أنه "لكي تنجح أي مبادرة لحل الأزمة، على قطر أن تبدي حرصها على العلاقات مع الدول الأربع (السعودية، مصر، الإمارات والبحرين) بلهجة تصالحية لتخلق أجواء مريحة تشجع على الحوار والتفاهم"، كما أن "لا أحد يقف أمام فكرة التصالح والمصالحة وإعادة التفاهم والوئام، غير أن للمصالحة قواعدها وشروطها وأطرافها القادرة على الالتزام بما يتم التوصل إليه من اتفاقيات وتعهدات". وبلبنان اهتمت الصحف بعدة قضايا ملحة على الساحتين المحلية والإقليمية من المتوقع أن تتناولها كلمة رئيس اللبناني ميشال عون في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتحويل بطاقة الهوية للمواطنين اللبنانيين إلى بطاقة بيومترية تعتمد في الانتخابات النيابية، وتصريحات السفير الفرنسي في لبنان حول الأمن في البلاد. وفي هذا الصدد، ذكرت يومية (الديار) أن كلمة الرئيس عون ستتطرق إلى ملف اللاجئين السوريين والأعباء الناجمة عنه على لبنان واقتصاده، حيث من المتوقع أن يطالب المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداته المالية تجاه لبنان ودعم المجتمع المضيف للاجئين لحين عودتهم آمنين إلى بلادهم. وأضافت أن الرئيس عون سيؤكد على موقع لبنان المتقدم في الحرب العالمية على الإرهاب ووقوفه في الجبهات الأمامية رغم إمكاناته المالية والعسكرية الضئيلة، وسيدعو الأممالمتحدة ومعها الدول الكبرى إلى رفع مستوى الدعم للجيش اللبناني على كل الأصعدة، خصوصا بعد الانتصار الكبير الذي حققه الجيش على الإرهاب في جرود لبنان الشرقية ودحره منها. وفي موضوع الانتخابات التشريعية التي من المرتقب أن يشهدها لبنان في ماي 2018، تناولت صحيفة (الجمهورية) قرار مجلس الوزراء لتطوير بطاقة الهوية الحالية إلى بطاقة بيومترية تعتمد في هذه الانتخابات ، وموافقته على الآلية التي اقترحها وزير الخارجية لتسجيل المغتربين للمشاركة في العملية الانتخابية. وأضافت أن المجلس لم يتوصل إلى قرار بعد في شأن التسجيل المسبق للناخبين، الذي يتيح للناخب الاقتراع في مكان سكنه من دون حاجة للانتقال إلى مسقط رأسه للانتخاب، إذ استمر التباين في المواقف بين مؤيد ومعارض، وتوقعت مصادر وزارية أن يحسم هذا الأمر في قابل الأيام باعتماد هذا التسجيل أو عدمه. ومن جهة أخرى نقلت يومية (المستقبل) عن السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه تصريحه للصحافة الذي عبر فيه عن "الثقة بقدرات القوى الأمنية اللبنانية ويقظتها وقدرتها على إحباط كل ما يمكن أن يحاك للبنان". وأضافت أن فوشيه قال في دردشة مع الإعلاميين في مقر السفارة في قصر الصنوبر، خلال فتحه أمام الجمهور أمس، ردا على سؤال عما إذا كان يعتري السفارة الخوف من فتح أبوابها في الظروف الأمنية الحالية، إن "الظروف الأمنية دائمة ومستمرة، ويجب الحفاظ على اليقظة والانتباه ولكنها يجب ألا تمنعنا من أن نعيش حياتنا". وفي السعودية، قالت صحيفة (الاقتصادية) في افتتاحيتها إن "العلاقات السعودية الأمريكية سجلت تقدما كبيرا على مختلف الأصعدة، ولا سيما الصعيد الاقتصادي، وكانت "رؤية المملكة 2030" السبب المباشر لهذا التقدم، خصوصا وأنها تتضمن مجالات واسعة للاستثمار المتبادل بين البلدين عبر المؤسسات المختصة في كثير من المجالات". وأضافت الافتتاحية أن "الشركات والمصارف الأمريكية أبدت رغبة شديدة في الدخول للسوق السعودية عبر كثير من القطاعات، منها السياحية والمالية والخدماتية والنقل وغيرها"، مؤكدة أن "الحراك الاقتصادي دعم بصورة مباشرة وغير مباشرة هذا التقارب السياسي بين الرياض وواشنطن في أعقاب زوال إدارة الرئيس باراك أوباما، بحيث عادت هذه العلاقات إلى طبيعتها التاريخية المعروفة". وفي سياق تصاعد حدة الخلاف بين طرفي الانقلاب في اليمن، كتبت صحيفة (عكاظ) أن "ميليشيا الحوثي في صنعاء كثفت الرقابة على أتباع المخلوع( الرئيس السابق علي صالح )، وقيدت تحركاتهم وسفرهم إلى خارج البلاد أو الدخول في أي مفاوضات قادمة مع الأممالمتحدة"، موضحة أن "ما يعرف اللجنة الثورية للانقلاب هددت قيادات حزب المؤتمر الشعبي بالتصفية بالسجن في حال إجراء أي اتصالات مع الأطراف الدولية". وتوقعت الصحيفة استنادا إلى مصادر محلية أن "تشهد العاصمة صنعاء خلال الفترة القادمة صدامات مسلحة بين الحوثي والمخلوع بعد تفاقم حالة الشقاق بينهما، ذلك أن كل فريق ينتظر لحظة الانقضاض على الآخر، بعد أن تلاشت الثقة بينهما وانتهت عروة المصالح التي جمعت الفريقين". وفي موضوع آخر، شدد مقال في يومية (الجزيرة) على أن "مأساة أقلية "الروهينجا "المسلمة في غرب ميانمار وما تتعرض له من تهجير وقمع على يد قوات الجيش والأمن والمليشيات البوذية، لا يمكن عزله عن طبيعة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة التي تتسم بالهشاشة والتخلف، والفشل في إعادة ترميم بناء الدولة والمجتمع ( في البلاد) وإزالة آثار عقود من حكم الجنرالات". وأكد كاتب المقال أن "استمرار مأساة أقلية الروهينجا الذين يتعرضون إلى القتل والتهجير القسري وسط تجاهل الجميع، هو وصمة عار في جبين المجتمع الدولي والمنظمات العالمية وخصوصا الأممالمتحدة"، مضيفا أن "ما يبعث على الصدمة يتمثل في الموقف المتواطئ لزعيمة ميانمار سان سو تشي، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، والتي عاشت رهن الإقامة الجبرية على مدى 15 عاما لأنشطتها الداعمة للديمقراطية والحرية". وفي قطر، توقفت (الوطن) و(الراية) و(الشرق) عند كلمة وزير الخارجية القطري أمس الأحد بنيويورك في افتتاح أعمال الدورة الثالثة عشرة من م نتدى أمريكا والعالم الإسلامي الذي تنظمه وزارة الخارجية القطرية تحت عنوان "الأزمة والتعاون"، مستحضرة تأكيده أن التطرف موجود في كل المجتمعات والدول ولا علاقة له بالدين وأن "ثمة أسبابا اجتماعية واقتصادية وعوامل ايديولوجية لنشوء الإرهاب"، وان قطر بالنتيجة "ثابتة" على موقفها "الرافض لجميع أشكال التعصب والتطرف وما تولده من عنف وإرهاب"، وأيضا على مواقفها "تجاه القضايا الراهنة بالمنطقة العربية والعالم أجمع، وأيضا تجاه العلاقات مع أمريكا". وفي هذا الصدد، اعتبرت (الراية) أن انعقاد المنتدى في هذا التوقيت يكسبه "أهمية خاصة"؛ بسبب الحاجة، الناجمة عن "زيادة حدة النزاعات والانقسامات السياسية والأيدولوجية" في العالم، إلى "إنفاذ الشرعية الدولية، ووقف ازدواجية المعايير، ونشر ثقافة التفاهم والتعايش"، وإيجاد مزيد من قنوات ومنصات التواصل والحوار، كهذا المنتدى "لترسيخ التعاون بين الشعوب والدول والتسامح بين أصحاب العقائد وأتباع الديانات والمذاهب المختلفة (...) ومعالجة التشويه الذي يحدثه المغرضون والجهلة والمتطرفون والفهم الخاطئ للدين الإسلامي، وربطه بالإرهاب". وأضافت الصحيفة أن قطر من هذه الزاوية كانت "حريصة" على "ترسيخ هذا الحوار الاستراتيجي وتحويله إلى شراكة استراتيجية بين العالم الإسلامي وأمريكا". ومن جهتها، كتبت (الشرق) أن "التجاذب بين أمريكا والعالم الإسلامي سيظل قائما ما لم تتم معالجة نقاط التماس والاختلاف وتفكيك عوامل توليد ظاهرة الإرهاب، والكف عن المكايدة السياسية"، مضيفة أن ذلك لن يتم إلا ب"بناء مناخ الثقة بين الجانبين، وليس بمنطق بناء الجدران وغلق الحدود" وأيضا ب"اتخاذ التدابير لمكافحة الإرهاب (...) بعمل منهجي تحت مظلة دولية".