تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء، على جملة من المواضيع، أبرزها، العلاقات المصرية الصينية، وعلاقات التعاون بين القاهرة وواشنطن، والحرب على الإرهاب، وتطورات القضية الفلسطينية، فضلا عن التصعيد الأخير بين حليفي الانقلاب في اليمن (الحوثي وصالح)، وتصاعد حدة السجال السياسي بين الفرقاء اللبنانيين على خلفية خطف عسكريين وتصفيتهم في عملية جرود رأس بعلبك. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها، أن العلاقات المصرية الصينية شهدت تقدما مهما خلال الفترة الأخيرة على جميع المستويات، بفعل تكثيف الزيارات بين المسؤولين على مستويات مختلفة، مما أسهم في تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي، مبرزة أن الرئيس السيسي سيشارك خلال زيارته للصين الشهر المقبل، في اجتماعات ملتقى التجارة والصناعة لدول "بريكس" الذي يشهد تعاونا مهما بين الأسواق الناشئة والمتقدمة. من جهتها، ذكرت يومية ( الجمهورية) أن السيسي أكد، خلال حوار ، أمس، مع ممثلي كبرى وسائل الإعلام الصينية المقروءة والمرئية والمسموعة بمناسبة زيارته المرتقبة للصين للمشاركة في اجتماعات قمة "بريكس"، على المستوى المتميز للعلاقات بين مصر والصين والشراكة الاستراتيجية التي تجمع بينهما. وأضافت اليومية أن السيسي أبرز ، خلال اللقاء، الجهود التي يقوم بها الجانبان المصري والصيني لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات، والعمل سويا لتحقيق الأهداف المشتركة لما فيه صالح الشعبين الصديقين، مشيرا إلى فرص تعزيز التعاون بين مصر وتجمع "بريكس" (الصين وروسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا). وبخصوص العلاقات بين القاهرة وواشنطن، نشرت يومية (الأخبار) مقالا للكاتب محمد بركات، أكد فيه أنه "طوال السنوات الماضية، ومنذ بداية الخمسينيات من القرن الماضي وحتى الآن، لم تثبت العلاقات المصرية الأمريكية عند مستوى واحد من الجودة أو السوء، بل كانت دائما في حالة متفاوتة من الصعود إلى درجة كبيرة من التوافق والتقارب والود، ثم الهبوط إلى درجة ليست قليلة من الاختلاف والجفاء والتباعد". وتابع كاتب المقال "وطوال هذه السنوات وبالرغم من وجود هذا التباين في مستوى العلاقات، كان ولايزال هناك عدد من الحقائق الموضوعية القائمة على أرض الواقع، تضبط وتحدد نظرة كلا الطرفين المصري والأمريكي لهذه العلاقات في ظل فترات الصعود ونوبات الهبوط". وبشأن موضوع الحرب على الإرهاب، نشرت يومية (الجمهورية) مقالا للكاتب علي عبد الغني، أكد فيه أن مصر تخوض حرب بقاء واستقرار، هجمات إرهابية شرسة شديدة الوحشية والضرواة والتنوع في مرحلة شديدة الحساسية تتطلب من المخلصين الحيطة والحذر وشدة اليقظة والانتباه حتى تستمر بلادنا في نهجها وتتمتع وتنعم بالاستقرار والأمن والآمان ويعم الخير ويتعافى الاقتصاد وتتدفق الاستثمارات وننتقل من مرحلة القلق إلى الاستقرار والبناء". وفي الشأن الفلسطيني، كتبت يومية (الأهرام) أنه بالرغم من أن تصريحات المسؤولين الفلسطينيين بعد الاجتماع بالوفد الأمريكي الذي قاده كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، كانت أقل سلبية من تلك التصريحات التي سبقت الاجتماع، فإن ما تسرب منه لا يجيب على مطالبة الجانب الفلسطيني للجانب الأمريكي بتحديد مرجعية واضحة للعملية التفاوضية والمتمثلة بحل الدولتين والإعلان عن هدف المفاوضات الذي يتمثل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة بحدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها مع وقف للعملية الاستطانية في المناطق المحتلة بما فيها القدس. وفي السعودية، واصلت معظم الصحف اهتمامها بتطورات المشهد اليمني وتصاعد الخلاف بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح. وكتبت صحيفة (اليوم) إن "التصعيد بين حليفي الانقلاب في اليمن (الحوثي وصالح) يعتبر بداية النهاية لمراسم دفن التحالف المختطف لشرعية ودستورية البلاد، وأن النهاية تبدو قريبة أمام الحوثيين لتصفية المخلوع صالح كخيار لحسم الصراع المتصاعد معه، وفرض السطوة والنفوذ في العاصمة والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الإثنين". وأشارت الصحيفة إلى أن "مشهد التصعيد القائم بين الحوثيين والرئيس المخلوع عقب استعراض كل طرف لقدراته على الحشد والهيمنة المسلحة، يتجه إلى ترجيح سيناريو صدام مسلح قريب بين الجانبين، وهو تطور متوقع لحالة من التحالف الهش غير المستند إلى الحد الأدنى من مقومات الصمود". وتحت عنوان "نهاية الانقلاب"، شدد مقال في يومية (الرياض) على أن سقوط أربعة قتلى في اشتباكات بين أتباع الحوثي وأنصار علي عبد الله صالح في أحد شوارع صنعاء والذي جاء بعد تراشق الاتهامات بالفساد والخيانة الوطنية بين الطرفين لا يمكن أن تكون أحداثا اعتيادية، وإنما تشير تداعياتها إلى طلاق وشيك بين شريكي الانقلاب على الشرعية في اليمن". وبحسب كاتب المقال، فإن "السؤال اليومي الذي يردده الشعب اليمني منذ تصاعد الدخان في المعسكر الانقلابي يتمثل في معرفة من سيسدد الضربة الأولى، وهل ما سيتبع ذلك من ضربات سيكون كافيا للإجهاز على الشريك الغادر إذا ما أخذنا في الحسبان أن لا مغدور به بين قتلة اليمنيين؟". وفي الشأن اللبناني، نقلت صحيفة (عكاظ) عن "مصادر دبلوماسية في بيروت تحذيرها من تصاعد حدة السجال السياسي وتبادل الاتهامات بين الفرقاء اللبنانيين على خلفية ما حصل في جرود رأس بعلبك، خصوصا ما يتعلق برحيل عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي". وقالت الصحيفة استنادا إلى ذات المصادر إن هناك "مخاوف حقيقية من أن تؤدي هذه الأجواء المتشنجة إلى نتائج مشابهة لتلك التي تمخضت عن أحداث السابع ماي من عام 2008، إذ تسعى بعض الأطراف إلى تغيير خريطة السلطة وفرض معادلات جديدة". وفي قطر، تطرقت صحيفة (الوطن)، في افتتاحية تحت عنوان "قفزات اقتصادية لتحقيق رؤية 2030"، لما سيكون لتنفيذ "نظام الإدخال المؤقت للبضائع"، الذي كان موضوع ورشة عمل نظمتها أمس الثلاثاء غرفة تجارة وصناعة قطر، من تأثير إيجابي على بيئة الأعمال، مشيرة الى أن اعتماد هذا النظام، الذي "يرمي الى تسهيل الإجراءات الجمركية عند تخليص البضائع والمعدات خلال المشاركة في المعارض والمؤتمرات والندوات داخل وخارج الدولة" من شأنه أن يعزز في نفس الوقت "مكانة قطر كوجهة استثمارية عالمية"، وأيضا "انفتاحها على الأسواق العالمية". وتحت عنوان " استفزاز إسرائيلي مرفوض"، استنكرت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، اقتحام أعضاء الكنيست الإسرائيلي ومستوطنين المسجد الأقصى المبارك، معتبرة ذلك محاولة أخرى ل"صب الزيت على النار (..) وخلط الأوراق وإدخال المنطقة في أتون العنف والصراع" و"خطوة خطيرة ومستفزة لمشاعر ملايين المسلمين" تأتي في سياق تصعيد سياسي إسرائيلي يروم تسريع عملية تهويد القدس والمسجد الأقصى وفرض واقع جديد وبناء مزيد من المستوطنات بالضفة الغربية والقدسالمحتلة إمعانا في عزلها عن محيطها الفلسطيني. ومن جهتها، أدانت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، التفجير الذي وقع أمس الثلاثاء أمام مصرف بالقرب من السفارة الأمريكية بالعاصمة الأفغانية كابول، وأوقع قتلى وجرحى، مشددة على أن اجتثاث الإرهاب "يحتاج إلى تكاتف أممي على أساس رؤية واحدة وثابتة تجتث هذه الآفة من جذورها وليس على أساس تفسيرات عشوائية يتم اختيارها وفقا لمصالح سياسية ضيقة بعيدة كل البعد عن جوهر مكافحة الإرهاب". وفي لبنان، كتبت يومية (الجمهورية) أنه بدا من المضاعفات التي أحدثتها عودة العسكريين المخطوفين ونغصت الانتصار بتحرير الجرود من الإرهابيين، أن البلاد مقبلة على مرحلة خطيرة، بفعل تبادل الاتهام على مختلف المستويات بالتسبب بخطف هؤلاء العسكريين وتصفيتهم، ما فتح ملف عرسال وقصتها مع الجيش اللبناني منذ بدايتها وحتى تحرير جرودها. وكشفت اليومية أن مصادر مطلعة تخوفت من تعرض الاستقرار العام لاهتزاز خطير تحت وطأة الخلافات السياسية التي عادت تستحكم نتيجة الخطاب السياسي الحاد المتبادل بين الفرقاء السياسيين، ما دفع البعض إلى طرح علامات استفهام حول مصير الحكومة التي تجتمع فيها كل الأضداد تحت مسمى "حكومة استعادة الثقة"، والتي جاءت نتيجة طبيعية للتسوية التي حملت العماد ميشال عون إلى سدة رئاسة الجمهورية. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة (الديار) أن الجبهة الجنوبية تشهد حربا من نوع آخر ساحتها مجلس الأمن الدولي على خلفية التجديد لقوات الطوارئ الدولية، ما قد يوسع هامش المخاوف من اندلاع مواجهات على تلك الجبهة وهز الاستقرار، خدمة لمصالح إسرائيلية معينة ارتباطا بما يحكى عن قرب انتهاء النزاع السوري. وتابعت اليومية أن مصالح إسرائيلية انعكست على ما يبدو في أروقة مجلس الأمن الدولي الذي يستعد للتصويت على قرار تمديد عمل قوات الطوارئ الدولية المعززة في جنوبلبنان، بعد مناقشة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول تطبيق القرار 1701، مشيرة إلى أن البعثة اللبنانية في نيويورك حصلت على معلومات تفيد بإجراء المندوبة الأمريكية اتصالات "ثنائية" بأعضاء في مجلس الأمن لجس النبض حول توسيع مهام اليونيفيل. وفي موضوع آخر أوردت صحيفة (المستقبل) أن بريطانيا أزالت أمس، الغبار عن ملف اغتيال رسام الكاريكاتور الفلسطيني الشهير ناجي العلي، وأعادت فتح التحقيقات في جريمة اغتياله التي وقعت في لندن صيف العام 1987. وأضافت الصحيفة، أن محققين من قيادة مكافحة الإرهاب التابعة لشرطة العاصمة البريطانية استلموا الملف، لإعادة التحقيق في القضية، وفك طلاسم هذه الجريمة التي لا تزال لغزا منذ 30 عاما.