تناولت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء ببلدان أوروبا الغربية الهجمات التي استهدفت إسبانيا، وقضية منح الجنسية للمههاجرين في إيطاليا بالإضافة إلى عدد من المواضيع المتفرقة. واهتمت الصحف البلجيكية بالإضراب المفاجئ للمكلفين بالأمتعة بالمطار الدولي لبوكسل وبقرار الرئيس الأمريكي إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان. ووصفت (لوسوار) في عمود لها هذا الإضراب ب"المتوحش"، مضيفة أن العاملين ب"سويسبورت" والنقابات، التي أيدتهم في نهاية المطاف، بإقدامهم على هذه الخطوة يساهمون في إضعاف الحق في الإضراب، " في مرحلة تبدو فيه عدد من المكتسبات الاجتماعية مهددة ". من جانبها، كتبت (لاليبر بلجيك) أن الرئيس الأمريكي قدم خطته في أفغانستان، مشيرة إلى أن دونالد ترامب يريد بذلك تعزيز النظام في كابل والضغط أكثر على باكستان. و اهتمت الصحف الإيطالية بالنقاش الدائر داخل الطبقة السياسية بإيطاليا والمتعلق بمنح الجنسية لأبناء المهاجرين الأجانب بالبلاد. إذ كتبت صحيفة "لاريبوبليكا" ان رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني قال في كلمة له خلال افتتاح الدورة الثامنة والثلاثين لمنتدى (ريمني) للصداقة بين الشعوب إنه "لا ينبغي للحكومة أن تخاف من الاعتراف بحقوق والمطالبة باحترام أولئك الذين يولدون في إيطاليا ويدرسون في مدارسها". واعتبر ، حسب الصحيفة، أنه "من غير المعقول أن تناقش مسألة توسيع منح المواطنة في أوروبا، بينما تتعرض للهجوم من قبل مهاجرين". من جانبها، تطرقت صحيفة "كوريري ديلا سيرا" إلى التحالف الذي يعتزم رئيس الوزراء الأسبق سيلفي برلسكوني زعيم حزب "فورزا إيطاليا" (إيطاليا إلى الأمام) تشكيله مع أحزاب يمينية، حيث ذكرت أن برلسكوني شدد في تصريح للصحافة على أهمية الحفاظ على تحالف حزبه مع رابطة الشمال والحزب اليمني، معتبرا أن الأمر يتطلب بعض الوقت لتجنب أي انشقاقات مستقبلا، كما أن أي قرار لا يمكن اتخاذه إلا بعد اتفاق مشترك بين قادة الأحزاب الثلاث . وأشارت الصحيفة إلى أن برلسكوني صرح بأنه بصدد التحضير لعقد اجتماع في مطلع شتنبر القادم مع رابطة الشمال والحزب اليمني من أجل تسطير برنامج انتخابي مشترك لخوض الانتخابات التشريعية لسنة 2018. وحسب " كوريري ديلا سيرا" فإن المشهد السياسي الإيطالي تسوده انقسامات حادة تتخبط فيها معظم الأحزاب، مضيفة أن هذه الانقسامات طالت أيضا حزب اليسار الديمقراطي الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق ماثيو رينزي والذي استطاع استقطاب عدد كبير من نواب حزب "فورزا إيطاليا". من جهة أخرى ، تطرقت صحيفة "لاستامبا" إلى فرضت الولاياتالمتحدة، أمس الثلاثاء، عقوبات على عشر كيانات وستة أشخاص من الصين وروسيا، بعد اتهامهم بدعم تطوير البرنامج النووي الكوري الشمالي ومحاولة الالتفاف على العقوبات الاميركية. وأوضحت الصحيفة أن هذه العقوبات الأمريكية التي تهدف أساسا إلى عرقلة تمويل برامج كوريا الشمالية للأسلحة، همت الشركات تربطها تعاملات مالية لصالح كوريا الشمالية. ونقلت عن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين قوله في بيان إن "وزارة الخزانة ستزيد الضغوط على كوريا الشمالية عبر استهداف الذين يدعمون تطوير برامجها النووية والبالستية، وعزلهم عن النظام المالي الأمريكي". وفي إسبانيا، لا يزال التحقيق الجاري بشأن هجمات كاتالونيا يحتل صدارة العناوين الكبرى للصحف. وذكرت صحيفة "الباييس" أن السلطات البلجيكية كانت قد أبلغت اسبانيا في سنة 2016 عن شكوكها بشأن عبد الباقي الساتي، الإمام السابق في البلدية الكاتالونية ريبول والعقل المدبر للخلية الارهابية التي وراء الهجوم، التي كانت مقيمة في البلدة البلجيكية فيلفورده. وأبرزت أن إسبانيا كانت قد أجابت بأن الساتي ليس لديه خلفية إرهابية، مشيرا إلى أن أعضاء الخلية المعتقلين أكدوا أن الساتي يريد تنفيذ هجوم انتحاري كبير. من جانبها، كتبت صحيفة "الموندو" أن البعض من الأعضاء الأربعة المشتبه فيهم في الخلية الإرهابية الذين تم تقديمهم أمس الثلاثاء أمام المحكمة الوطنية، أكدوا أن مخططهم الأولي كان تنفيذ هجوم كبير يستهدف المأثر التاريخية في برشلونة. على صعيد آخر ، سجلت اليومية أن الشرطة الوطنية الإسبانية والحرس المدني اشتكيا من تهميشهما في التحقيق بشأن هذه الهجمات من قبل شرطة كطالونيا . وكتبت صحيفة (أ بي سي) أن الإرهابيين كانوا يحضرون لتنفيذ اعتداء كبير، مبرزة ان الخلية كانت تخبأ كمية هائلة من القنابل المسيلة لدموع والأسلحة. من جهتها ، ذكرت صحيفة "لا راثون" أن عبد الباقي الساتي كان الخيط الرابط مع المنظمة الإرهابية داعش ، مضيفا أن الخلية قامت بسفر سريع إلى باريس قبل أيام قليلة من الهجمات من أجل "تلقي التعليمات الأخيرة". وخصصت الصحف الفرنسية تعليقاتها على التصريحات الأخيرة لوزير الداخلية جيرارد كولومب الذي يعتزم اللجوء للطب النفسي من أجل تحديد الأشخاص الذي يمكن لهم أن يصبحوا إرهابيين عقب مجموعة من الهجمات التي كان وراءها أشخاص يعانون من اضطرابات. كما اهتمت الصحف بالصراع في إسبانيا بين السلطات الوطنية وإقليم كاتالونيا. وكتبت (لوفيغارو) أن تصريحات وزير الداخلية تجد تفسيراتها على مستويين، الأول سلسلة الهجمات التي قام بها أشخاص يعانون من اضطرابات أو يخضعون لعلاج تفسي وكذا لكون حوالي ثلث الأشخاص من بين 18 ألف 550 شخص الذين تم إدراجهم إلى غاية 10 غشت في سجلات الوقاية من التطرف مصابون ب"اضطرابات نفسية ". من جانبها، أكدت (لوموند) أن الأخصائيين النفسانيين يخشون تقليد أشخاص يعانون من مشاكل نفسانية للهجمات الإرهابية حيث اعتبروا أن الهجمات عن طريق الشاحنات تتضاعف منذ هجوم نيس في 2016. أما جريدة (ليبيراسيون)، فأشارت إلى " الوحدة الوهمية " في إسبانيا بين السلطات الوطنية وإقليم كاتالونيا، حيث أكدت في مقال تحت عنوان " برشلونة ، التوترات أكثر من الوحدة "، أنه " على الرغم مما يقال حول التنسيق بين الشرطة الكاتالونية والإسبانية فإن الواقع شيء آخر ". وذكرت الجريدة أنه بعد الاعتداءين الإرهابيين في برشلونة لم يتصل رئيس الحكومة الإسباني ورئيس إقليم كاتالونيا إلا بعد مرور 20 ساعة على الحادث، كما أن وزيري الداخلية يعملان بشكل منفرد كما لو أن الأمر يتعلق بدولتين مختلفتين.