اهتمت الصحف الصادرة اليوم الخميس ببلدان أوروبا الغربية باعتداء نيويورك ودعوة الرئيس الأمريكي للتشديد من إجراءات الهجرة بالإضافة إلى عدد من المواضيع المتفرقة. ففي فرنسا، كتبت صحيفة ( ليبراسيون) ان هذا الاعتداء الجديد الذي يشكل تجسيدا جديدا للتعصب اللاانساني لاتباع تنظيم الدولة الاسلامية، يبرهن ايضا على ضعف التدابير التي تحد من الحرية في التصدي للارهاب، مشيرة الى ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب يعتقد باغلاقه اكثر للحدود سيحد من مخاطر وقوع هجمات. واضافت الصحيفة ان مرتكب مجزرة مانهاتن يقطن بالولاياتالمتحدة منذ سنة 2010 ، ولا يوجد بلده ضمن لائحة البلدان المتهمة التي وضعتها ادارة ترامب، مبرزة ان التضييق على الحريات لن يسهم في تقدم الجانب الامني. من جهتها قالت صحيفة (لوفيغارو) انه بعد اعتداء نيويورك يريد الرئيس تعويض برنامج التنوع بنظام للاستحقاق مضيفة انه بعيدا عن كون الجاني (سايفولو سايبوف 29 عاما) مريض او مضطرب والذي قتل عمدا عددا من الاشخاص بمانهاتن وجرح اخرين هو نتاج نظام هجرة متراخي وضعه سابقوه. وفي بلجيكا، ركزت الصحف اهتماماتها على اعتداء نيويورك التي راحت ضحيتها مواطنة بلجيكية وأصيب ثلاثة من مواطنيها بجروح. فتحت عنوان " هجوم مانهاتن يستهدف أربعة بلجيكيين "، كتبت (لاليبر بلجيك) أن سائق شاحنة كان يسير في الاتجاه المعاكس دهس راكبي دراجات وعددا من المارة مما خلف مقتل ثمانية أشخاص من بينهم بلجيكية وأصيب ثلاثة من مواطنيها بجروح. من جانبها، اهتمت (ليكو) برد فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي جاء سريعا حيث انتقد على تويتر نظام منح البطاقة الخضراء بواسطة القرعة والذي استفاد منه مرتكب الاعتداء سايفولو سايبوف المنحدر من أوزباكستان، والذي يمكن الأجانب من العمل داخل الولاياتالمتحدة بشكل قانوني. أما (لوسوار) فاعتبرت أن الهجمات الإرهابية التي استهدفت الولاياتالمتحدة منذ 11 شتنبر 2001 عرفت تطورا من حيث الوسائل المستعملة، حيث ان الهجمات بوسائل بسيطة تخلف بدورها جروحا نفسية تتمثل في ضعف وسائل مواجهتها. وعلقت الصحف السويسرية على تصريحات الإدارة الأمريكية غداة اعتداء مانهاتن، حيث كتبت جريدة (لوطون) أن " هجوم نيويورك أعاد إلى الواجهة النقاش حول قرعة الحصول على البطاقة الخضراء " أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام بتسييس النقاش والإعلان عن تشديد خطط الهجرة. وتحت عنوان " ترامب يسعى إلى التشديد اتجاه الهجرة "، أكدت (لاتريبون دو جنيف) أن واشنطن تطالب شركات الطيران التي تؤمن رحلات اتجاه الولاياتالمتحدة فرض إجراءات مراقبة أكثر تشددا. واعتبرت (24 أور) أن الرئيس الأمريكي يبحث عن تعويض فشل مراسيمه الهادفة إلى منع مواطنين من بعض البلدان الإسلامية من الدخول إلى الولاياتالمتحدة، مضيفة أن الرئيس ترامب أمر مباشرة بعد اعتداءات مانهاتن بتعزيز برنامج التحقق من هوية الأجانب الراغبين في دخول الأراضي الأمريكية. واهتمت الصحف البريطانية بالتحقيق في اعتداء مانشستر، والمصالحة الفلسطينية الفلسطينية وزيارة الرئيس الروسي إلى طهران. وأكدت (الديلي ميل)، أن الشرطة البريطانية المكلفة بالتحقيق في هجوم مانشستر الذي خلف 22 قتيل في ماي الماضي طالبت ليبيا بترحيل أخ مرتكب هذا الهجوم الانتحاري، مضيفة أن المحققين جمعوا ما يكفي من الحجج للمطالبة بالحصول على مذكرة توقيف أخ الانتحاري هاشم عبيدي المعتقل حاليا في ليبيا. أما (الديلي تلغراف) فسلطت الضوء على قرار حكومة (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة، المتعلق بتسليم السلطات الفلسطينية مراقبة نقط العبور نحو مصر وإسرائيل، وهي خطوة لتفعيل اتفاقية المصالحة الفلسطينية الفلسطينية. من جانبها، توقفت (الفاينانشل تايمز) عند الزيارة التي يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بطهران من أجل تعزيز العلاقات الإيرانية الروسية التي استهدفتها العقوبات الأمريكية. وأشارت إلى أن موسكووطهران تتعاونان في ما بينهما من أجل بناء مفاعلين نوويين جنوبإيران، في وقت وقعت شركة روزنيفت الروسية للمحروقات والشركة الوطنية الإيرانية للنفط على اتفاقية لتطوير مجموعة من حقول النفط والغاز باستثمار إجمالي بلغ 30 مليار دولار. وتمحور اهتمام الصحف الإيطالية حول التحقيق مجددا مع رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني و بما أسفر عنه اعتداء نيويورك. وكتبت صحيفة (لاريبو بليكا) أن النيابة العامة بفلورنسا فتحت تحقيقا بشأن احتمال تورط سيلفيو برلسكوني وشيللو ديللوتري في مذابح نفذتها المافيا في عام 1992 و1993 ، مشيرة إلى انه تم فتح التحقيق مرتين من قبل آخره كان في 2011 . وأشارت الصحيفة إلى أن المدعى العام في فلورنسا جوسيبي كرياتسو أمر الشرطة القضائية بالتحقيق في الأمر بعد تلقي تسجيلات صوتية لمكالمات مع زعيم عصابة يدعى كوزا نوسترا في السجن. من جانبها، اعتبرت صحيفة (لاستامبا) أن فتح هذه التحقيق هو استراتيجية لهزيمة برلسكوني زعيم حزب (فورزا إيطاليا) في الانتخابات القادمة ، مشيرة إلى أن زعيم رابطة الشمال (اليمين) صرح بأنه تحقيق "مثير للسخرية". ودوليا ، ذكرت صحيفة (كوريري ديلا سيرا) أن المتهم بتنفيذ عملية الدهس في مانهاتن امس الثلاثاء أدلى خلال التحقيقات التي أجريت بتفاصيل تخطيطه للهجوم منذ حوالي عام، مشيرا إلى أنه استلهمه من تنظيم "الدولة الإسلامية". وحسب الصحيفة فإن هذا الهجوم ، الذي يعد الأسوأ فى نيويورك منذ اعتداء 11 شتنبر ، دفع إلى إعادة النظر فى سياسة الهجرة الأمريكية، مضيفة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب " أكد أنه يعتزم إنهاء برنامج القرعة للإقامة الدائمة في الولاياتالمتحدة الذي سمح للمتهم بدخول البلاد. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف باستدعاء الرئيس السابق لكاطالونيا كارلس بيغديمونت وأعضاء في حكومته وفي البرلمان الإقليمي للمثول أمام القضاء، حيث كتبت (إل باييس) تحت عنوان " الانفصال أمام القضاء " أن بيغديمونت يواصل تمرده في بلجيكا مع أربعة من وزرائه السابقين،وأنه لن يمثل أمام جلسة الاستماع الوطنية. أما (إل موندو) فأشارت إلى أن رفض الرئيس الكاطالوني السابق المثول أمام جلسة الاستماع الوطنية، سيدفع بإسبانيا إلى إصدار مذكرة توقيف أوروبية في حقه موجهة إلى بلجيكا. من جانبها، أكدت (آ بي سي) أن مذكرة توقيف ستصدر في حق بيغديمونت إذا ما رفض المثول أمام جلسة الاستماع الوطنية، مشيرة إلى أن النيابة العامة ستطالب بإيقافه فورا مما سيمكن، نظريا، من ترحيله لإسبانيا في أجل لا يتجاوز 60 يوما. واهتمت الصحف الالمانية باعتقال السوري المشتبه في صلته بالإرهاب في مدينة شفيرن الالمانية و بالهجوم الإرهابي في نيويورك. وكتبت صحيفة "ميتلبايريشه تسايتونغ" أن اعتقال سوري في مدينة شفيرن الالمانية (شمال شرق) للاشتباه في إعداده لعملية إرهابية بدوافع إسلاموية، أظهر أن الدولة يمكن أن تحبط مخططات محتملة للارهابيين في مرحلة مبكرة إذا عملت أجهزة الأمن على المستوى الاتحادي و الولايات جنبا إلى جنب، وإذا لم يكن هناك ضياع للمعلومات واحتكاك، وخاصة إذا توفرت الوسائل اللازمة ضد التهديد الإرهابي. وبحسب صحيفة "باديشن نويستن ناخريشتن" فإن "ألمانيا مرة أخرى حالفها الحظ، وربما كانت محظوظة جدا"، مبرزة ان السلطات الأمنية الالمانية التي فشلت في قضية منفذ الهجوم على احد اسواق عيد الميلاد ببرلين أنيس العمري ،قامت بكل ما يلزم في هذه الحالة، وبالتالي ادت تماما مهمتها لضمان أمن وسلامة الناس في ألمانيا. وبخصوص اعتداء الدهس الذي وقع في مدينة نيويورك الالمانية، كتبت صحيفة "فرانكفورتر روند شاو" "الارهاب ، التعاطف، التحقيق و الاستنتاج : هكذا يجب على القادة السياسيين الرد على هجوم مثل هجوم نيويورك المميت". لكن ترتيب الإجراءات انعكس: حتى قبل أن يستمع المحققون إلى القاتل، فان الرئيس الامريكي دونالد ترامب يطرح التفسيرات السياسية والشعارات الأيديولوجية والتحليلات الجريئة. وترى الصحيفة انه في الواقع، لا جدار المكسيك ولا الوقف الفوري لدخول جميع المسلمين كان يمكن أن يمنع حمام الدم الذي ارتكبه الأوزبكي الذي كان يقيم بشكل قانوني في الولاياتالمتحدة منذ 2010. ،مضيفة ان ترامب لا يكترث بالامر ، لأنه لديه الفرصة لخلق حالة من المزاج على المستوى الشعبي من خلال التعبير عن الاستياء وإلقاء اللوم. وفي نفس التوجه، تنتقد صحيفة "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ" رد فعل الرئيس الأمريكي اذ اعتبرت أنه "بطبيعة الحال، ترامب يعرف ما يجب القيام به على الفور، ويرى الشر في نظام البطاقة الخضراء الأمريكية لمنح تصاريح الإقامة. ولكن، وفق كاتب المقال، "فحتى الشخص الذي يحصل على تصريح إقامته بناء على مؤهلاته يمكن أن يصبح إسلامويا، مضيفا "صحيح أنه الآن، وكما قالت المستشارة الالمانية، فان الغرب يثق في قوة مجتمعاتنا الديمقراطية وقدرة قيمنا الداعمة للحرية على الإقناع. ولكن الإرهابيين اليوم يعرفون هذه القيم - ويصبحون من القتلة العدميين، لماذا؟"