منعت السلطات المحلية بدائرة تاهلة بإقليمتازة مسيرة احتجاج على الأقدام التجأت إلى تفعيلها ساكنة دواوير الجماعة القروية بالزراردة على الطريق الوطنية رقم 6 المؤدية إلى فاس، في اليوم الثامن والعشرين من الاعتصام الذي تخوضه بمقر الجماعة. واعترضت عناصر من الدرك الملكي المسيرة التي شارك فيها شيوخ وشباب ونساء على مستوى مدينة تاهلة. ويطالب المحتجون بفك العزلة عن دواويرهم وربطها بالماء الصالح للشرب والكهرباء، وتوفير طبيبة بالمركز الصحي المحلي. وليست المرة الأولى التي يحتج فيها سكان الزراردة، البالغ عددهم أكثر من 10.000 نسمة ويتوزعون على دواوير متباعدة؛ فقد سبق أن خاضوا أشكالاً احتجاجية في السنوات الأخيرة، ووقعوا محاضر مع السلطات بإقليمتازة، لكن لم يتم تطبيق بنودها. ومنذ بدء الاحتجاج، قبل حوالي شهر، حل عامل إقليمتازة بعين المكان وفتح حواراً مع المحتجين لإقناعهم برفع الاعتصام، لكن لم يفلح في ذلك بعدما واجهه المحتجون بمحاضر سابقة وقعوها قبل سنوات مع السلطات الإقليمية تضمنت وعوداً لإيجاد حل لكل المطالب. ويطالب المحتجون، الذين نظموا مسيرات يومية طيلة الأسابيع الماضية، بتوفير طبيبة بشكل رسمي بالمستوصف، كما كان الأمر قبل سنوات، وتوفير الأدوية والتجهيزات الطبية وتعميم استفادة المواطنين منها، وتكثيف الطاقم الطبي أثناء الولادة، وتوفير سيارة الإسعاف مجاناً. كما ينادي السكان بإحداث مدارس في الدواوير البعيدة عن المركز مع توفير النقل المدرسي، وإعادة تأهيل المدارس بكل أسلاكها، وتزويد التلاميذ بالوجبات الغذائية، وفك العزلة عن الدواوير وربطها جميعاً بالكهرباء. وقال عليّ بوزردة، أحد المحتجين، ينحدر من دوار الشعرة التابع للجماعة القروية، في تصريح لهسبريس، إن الساكنة "مصرة على الاستمرار في الاحتجاج حتى تحقيق مطالبها البسيطة"، مشيراً إلى أن خطوة المسيرة الاحتجاجية نحو الطريق الوطنية رقم 6 جاءت "كتصعيد بعد عدم تجاوب المسؤولين مع مطالب ترفعها الساكنة منذ سنوات، لم يقدم بخصوصها المجلس الجماعي أي جواب". ولا يستبعد المحتجون خطوة اللجوء نحو مدينة فاس ثم الرباط، لإيصال صوتهم إلى القطاعات الحكومية المعنية بالصحة والتجهيز من أمام مقر البرلمان. ومن المقرر أن يبيت المحتجون اليوم الاثنين في الطريق في انتظار يوم غد للاستمرار في المسيرة التي قطعوا خلالها 30 كيلومتراً على الأقدام. وكان فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتاهلة قد أشار إلى أن هذه الدواوير "تعاني من التهميش والإقصاء المتمثل في غياب الطرق المعبدة، وصعوبة الولوج إلى المرفق الصحي، وبُعد المدرسة عن الدواوير، وغياب الربط بشبكة الماء والكهرباء". وأضاف الفرع الحقوقي، في بيان له، أن معاناة السكان تزداد مع حلول فصل الصيف، وقد سبق لهم مراسلة العديد من المصالح المعنية لكن دون جدوى، وأوضح أن "الساكنة تلقت العديد من الوعود للاستفادة من الكهرباء والماء وتعبيد الطرق من طرف المجلس الجماعي، لكن الوعود اعتبرت من طرف الساكنة مجرد أكاذيب".