أقدمت السلطات المحلية أمس الأربعاء على فض اعتصام كان يخوضه سكان الزراردة ضواحي تازة دام 52 يوما أمام مقر الجماعة مطالبين بفك العزلة عن مجموعة من الدواوير و تزويدها بالماء و الكهرباء. وقالت مصادر حقوقية ل"أندلس برس" إن قوات الأمن التي كانت مكونة من الدرك الملكي و القوات المساعدة و التدخل السريع، قامت فجر يوم الأربعاء بالتدخل بقوة لفض اعتصام كان يخوضه سكان دواوير الزراردة أمام مقر الجماعة احتجاجا على الإقصاء و التهميش الذي تعانيه.
ذات المصادر أوضحت أن القوات العمومية صادرت الوسائل اللوجستيكية للمعتصمين والمتمثلة في يافطات و صور و أغطية و معدات صوتية، مضيفة أنه تم استنطاق أربعة معتصمين بمقر الجماعة القروية لزراردة قبل أن يتم إخلاء سبيل ثلاثة منهم و الاحتفاظ بشخص واحد. ووفق نفس المصادر فقد كانت الساكنة قد أعلنت تعليق اعتصامها لمدة ثلاثة أيام بمناسبة عيد الأضحى، حيث أخبرت بذالك السلطات المحلية، غير أن القوات الأمنية قررت التدخل فجر الأربعاء لفض الاعتصام بالقوة الشيء الذي يطرح أكثر من علامة استفهام، تضيف ذات المصادر التي أشارت إلى أن عضو من المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان تم منعه من التنقل لزراردة بدعوى أن هناك أوامر عليا صارمة لمنعه من دخول المنطقة. و مباشرة بعد فض الاعتصام نظمت الساكنة وقفة احتجاجية أمام مقر قيادة الزراردة للتنديد بما وصفته بالتدخل القمعي في حق المعتصمين والمطالبة بالإفراج الفوري عن عبد الرحيم عجاب والاستجابة للملف المطلبي. وأدانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتاهلة التدخل الأمني لفض اعتصام الزراردة و استنطاق المعتصمين وتوقيعهم للمحاضر دون الإطلاع عليها. الجمعية الحقوقية استنكرت و بشدة من خلال بيانها الذي توصلت "أندلس برس" بنسخة منه، عسكرة المنطقة و التطويق الأمني لمقر الجماعة و منع عضوها المركزي من ولوج الزراردة لتتبع عملية فض الاعتصام من طرف قوات الأمن. و طالب البيان بضرورة الكشف عن الجهة التي أعطت الأوامر لمنع عضو الجمعية من التنقل، معلنا عن تضامنه الكامل و اللامشروط مع ساكنة جماعة الزراردة. واعتبر رفاق الهايج بتاهلة أن المقاربة الأمنية المنتهجة لن تؤدي إلا إلى المزيد من الاحتقان، مطالبين السلطات المحلية و الإقليمية و الجهوية بفتح حوار جدي ومسؤول مع الساكنة و الاستجابة لملفها المطلبي و بإطلاق سراح عبد الرحيم عجاب عضو لجنة المعتصم. هذا، وكانت جماعة الزراردة بإقليم تازة قد شهدت أشكالاً احتجاجية عدة، تمثلت في مسيرات احتجاجية يومية مصحوبة باعتصام مفتوح أمام مقر الجماعة للمطالبة بفك العزلة عن الدواوير وربطها بشبكة الماء والكهرباء. وكان عامل الإقليم قد حل بالمنطقة وفتح حواراً مع المحتجين لإقناعهم برفع الاعتصام، لكنه لم يفلح في ذلك بعدما واجهه المحتجون بمحاضر سابقة وقعوها قبل سنوات مع السلطات الإقليمية، تضمنت وعوداً لإيجاد حل لكل المطالب.