فضت قوات الأمن، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، اعتصاماً كان يخوضه عدد من السكان بمقر الجماعة القروية الزراردة، بإقليمتازة، بعد أن دام 52 يوماً، على أرضية مطالب تتعلق بتزويد دواوير بالماء الصالح للشرب والكهرباء وفك العزلة عنها. ووفق مصادر محلية تحدثت لهسبريس فإن قوات الأمن، التي ضمت الدرك الملكي و"السيمي" والقوات المساعدة، حلت صباح اليوم بالمكان وأمرت المعتصمين بإخلاء مقر الجماعة القروية التابعة لدائرة تاهلة، بعدما تم إبلاغهم بأن الاعتصام غير قانوني. ومباشرة بعد حلول قوات الأمن بالجماعة القروية وفضها للاعتصام، نظم السكان وقفة احتجاجية أمام مقر قيادة الزراردة، منددين بالتدخل الأمني في حق المعتصمين، وطالبوا ب"تحقيق المطالب المشروعة التي رفعوها منذ أكثر من شهر". وكان السكان قرروا تعليق اعتصامهم بمناسبة عيد الأضحى، ابتداءً من يوم غد الخميس إلى غاية الأحد المقبل، على أساس الاستمرار في شكلهم الاحتجاجي بداية الأسبوع المقبل، وسجلوا تحقيق مطلب عودة طبيبة إلى المركز الصحي المحلي. وكان سكان بدواوير جماعة الزراردة نفذوا أشكالاً احتجاجية عدة، تمثلت في مسيرات احتجاجية يومية تزامناً مع الاعتصام، كما قاموا، في السابع من غشت الجاري، بمسيرة نحو الطريق الوطنية رقم 6 المؤدية إلى فاس، على مسافة أكثر من 30 كيلومتراً، ومنعوا من التوجه نحو فاس من طرف الأمن. ومنذ بدء الاحتجاج، حل عامل إقليمتازة بالمكان وفتح حواراً مع المحتجين لإقناعهم برفع الاعتصام، لكنه لم يفلح في ذلك بعدما واجهه المحتجون بمحاضر سابقة وقعوها قبل سنوات مع السلطات الإقليمية، تضمنت وعوداً لإيجاد حل لكل المطالب. وليست هذه هي المرة الأولى التي يحتج فيها سكان الزراردة، البالغ عددهم أكثر من 10000 نسمة، ويتوزعون على دواوير متباعدة، فقد سبق لهم أن خاضوا أشكالاً احتجاجية في السنوات الأخيرة، ووقعوا محاضر مع السلطات بإقليمتازة، لكن لم يتم الوفاء بها، حسب ما جاء في بيان للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتاهلة. وكان بيان للمجلس الجماعي للزراردة أشار إلى أن مطالب السكان "مشروعة"، وتحدث عن حصيلة إنجازاته في ما يخص توفير الماء والكهرباء وفتح المسالك الطرقية لفك العزلة عن الدواوير، لكنه اتهم المحتجين ب"محاولة الركوب على المطالب المشروعة للسكان والتهجم على المجلس ورفع شعارات لا تمت بصلة لمطالبهم". وسبق لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتاهلة أن أشار، في تقرير له، إلى أن دواوير هذه الجماعة القروية "تعاني من التهميش والإقصاء المتمثل في غياب الطرق المعبدة وصعوبة الولوج إلى المرفق الصحي، وبُعد المدرسة عن الدواوير وغياب الربط بشبكة الماء والكهرباء". وأضافت الجمعية ذاتها أن معاناة الساكنة تزداد مع حلول فصل الصيف، وسبق لها أن راسلت العديد من المصالح المعنية دون جدوى، وقالت: "الساكنة تلقت العديد من الوعود للاستفادة من الكهرباء والماء وتعبيد الطرق من طرف المجلس الجماعي، لكنها اعتبرتها مجرد أكاذيب".