أعلن اليوم الثلاثاء بالمركز الاستشفائي الجامعي البيضاوي ابن رشد عن وفاة الشاب الكنوني حميد، وهو ذات الشاب المقدم على حرق بدنه عشية الأحد الماضي بباب مقر مداومة الشرطة ببركان.. وقد بقي المفارق للحياة على طريق التونسي البوعزيزي رهن الرعاية الطبية ل 24 ساعة قبل أن ينعى لحروق من الدرجة الثالثة. وكان موقع "بركان سيتي" الإلكتروني، وهو الناشط من المدينة التي عرفت حرق الكنوني لذاته، قد أفاد بأن الواقعة لها علاقة بنزاع نشب بين الكنوني، ابن تاونات ذي ال27 عاما، وصاحبة مخبزة بشارع محمد الخامس بالمدينة.. كما أورد ذات المصدر بأن محضر صلح أنجز للطرفين، ساعة قبل حرق الكنوني لبدنه. وأضيف من لدن "بركان سيتي"، أنه في حدود الساعة الخامسة والنصف من يوم الأحد الأخير، عاد الشاب الكنوني إلى مقر مداومة الشرطة "حاملا ربع لتر من البنزين، وشرع يهدد بإضرام النار ببدنه نتيجة الاضطهاد الذي تعرض له من صاحبة المخبزة.. التي قامت، على حد قوله، بطرده من العمل منذ مدة ودون تمكينه من تعويض أو تسجيل بالضمان الاجتماعي". جمعويون من بركان، زيادة على تنسيق حركة 20 فبراير بالمدينة، يوردون بأن إقدام حميد الكنوني على حرق نفسه قد تمّ بواسطة 5 لترات كاملة من البنزين، بفعل "الحُكْرَة"، ودون أن يلاقي محاولة جدّية لإنقاذه حين احتراقه.. وأن الواقعة دفعت إليها المعاملة السيئة التي تلقاها الكنوني حين تواجده بمقر المداومة الأمنية، والذي كان به رجال الدائرة الأولى لشرطة بركان.. وهو ما حذا بهولاء إلى الاحتجاج ليل الأحد للمطالبة بفتح تحقيق في الموضوع. وكانت الأنباء المتحدثة عن تدهور الحالة الصحية للكنوني قد شرعت في البروز منذ زوال أمس الاثنين، خصوصا مع تناقل شهادة شاب رافق الكنوني ضمن سيارة الإسعاف قال ضمنها: " لقد ردّد أكثر من مرّة كلمة حَكْرُونِي خلال صحواته على طول الطريق".