اهتزت مدينة أبركان لحادثة مروعة وقعت يوم أمس الأحد 07 غشت، تمثلت في إقدام شاب على إضرام النار في جسده أمام باب مركز الشرطة الرئيسية لمدينة أبركان. وحسب المعطيات الأولية، فإن الشاب حميد الكنوني البالغ سبعة وعشرين من العمر، أقدم على إحراق جسده حوالي الخامسة بعد الزوال ، احتجاجا على الإهانة التي تعرض لها من طرف ضابط شرطة و مسؤول آخر يدعى ( ع – ت)، وذلك بعد أن توجه لمركز الشرطة في إطار خصام مع مسؤولة عن مخبزة وأحد عمالها. وحسب نفس المعطيات فإن بائع الخبز المتجول محمد الكنوني القادم من مدينة فاس للعمل في مدينة أبركان ، و المعتاد على وضع طاولة لبيع الخبز قرب المخبزة المذكورة والتي سبق وان اشتغل فيها، تعرض لإهانة من قبل المدعوة فوزية التي اعتادت على منعه من وضع طاولته بمحاذاة مع المخبزة ، حيث يوجد عشرات الباعة المتجولين، وقامت بتوظيف أحد عمالها لمنعه عنفا من البيع في المكان المذكور زوال يوم الأحد، و في إطار تطور الأحداث بين عمالها و الكنوني استدعت البوليس للتدخل من أجل فك النزاع . ومباشرة بعد مغادرته لمركز الشرطة اقتنى حميد الكنوني خمس لترات من الوقود وصبها على جسده أمام باب الدائرة الأمنية ،وقام على الفور بإشعال ولاعة بقيت في يده حتى بعد ان أطفئت النيران الملتهبة في جسده. ورغم محاولات إنقاذه من قبل الموجودين في عين المكان ، فإن عملية الإنقاذ لم تفلح إلا بعد أن وصل الحريق حدا خطيرا، بعد ذلك تم نقله مباشرة إلى مستشفى الدراق بمدينة بركان ليقرر نقله فورا إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء والتي تبعد عن مدينة بركان ب700 كلمتر بعدما تبين لهم أن الحالة خطيرة وصلت مستوى الدرجة الثالثة. . وبعد أن عم الخبر المروع في المدينة، نظمت حركة 20 فبراير وقفة أمام مركز الشرطة حوالي الساعة العاشرة ليلا ،رددت فيها شعارات ضد ما وصوفوه بالقمع والشطط في استعمال السلطة و ضد الإهانات المتكررة التي يتعرض لها الموطنون داخل الدائرة الأمنية وخارجها و طالبت بفتح تحقيق فوري في الحادثة و أسبابها ومعاقبة المسؤولين عنها. و في لقاء لجنة منبثقة عن الوقفة، تم لقاء مع وكيل الملك ومسوؤلين من الضابطة القضائية ، طالبت اللجنة فيه بفتح تحقيق نزيه حول الحادثة. فحسب بعض المصادر فإن الإهانة التي تعرض الشاب حميد الكنوني و المتمثلة في السب والشتم بل والصفع حسب بعض الإشاعات من قبل مسؤول في الضابطة القضائية،هي التي كانت سببا في عزمه على إضرام النار في جسده. إلا أن الضابط المقصود نفى أمام اللجنة المنبثقة عن الوقفة وأمام وكيل الملك أي اعتداء أو اي إساءة أو مس بكرامة الضحية حميد الكنوني و اعترف بأنه فعلا استقبل الشاب حميد الكنوني و عامل المخبزة الذي تشاجر معه ، وحسب قوله فإن المتخاصمين خرجا من مركز الشرطة متراضيين . إلا أن أحد معارف الشاب الكنوني يقول أنه التقى به قبل الحادثة وردد أكثر من مرة جملة واحدة هي : احتقروني