بين جحيم التشرد وصعوبة توفير لقمة العيش البسيطة والعلاج الضروري لثقب أصابها في رأسها منذ طفولتها نتج عن حادث سقوط خشب على رأسها، تعيش كريمة الشابة اليتيمة من مدينة أزمور ذات 17 سنة كارثة صعبة بعدما تحولت حياتها إلى جحيم وبؤس دائمين. كريمة الفتاة الشابة يتيمة الأبوين لم تذق طعم السعادة يوما؛ فأصفاد الفقر والتشرد والتهميش تكبل يديها، وطوق العوز يلف عنقها، والحاجة ترافقها مثل ظلها. تبدأ كريمة سرد معاناتها لجريدة هسبريس الإلكترونية: "منذ أن وعيت على هذه الدنيا وجدت نفسي وحيدة بلا أبوين وبلا إخوة، أستند عليهم لم أذق يوما معنى الطمأنينة والحنان والاستقرار". بدموع حارقة، تضيف كريمة: "أيامي وشهوري وسنواتي كلها في الشارع، نومي ومأكلي ومشربي وملبسي مما يجود به المحسنون؛ فمنذ أن فتحت عيني على هذه الدنيا السوداء وأنا أتسول الشفقة في طرقات الجديدةوأزمور". وبصوت حزين، تقول المتحدثة التي تأكل الديدان من رأسها بعد إصابتها بتعفن ناتج عن حادث تعرضت له منذ سنوات: "آلام رأسي تكاد تصيبني بالجنون وعندما يشتد الألم وتبدأ الديدان بالخروج من جمجمتي أذهب إلى المستشفى في بعض الأحيان يضع لي الأطباء المطهر "بيطادين"، وفي أحيان أخرى أتعرض للطرد والسب، ولا أجد حيلة غير اللجوء إلى خالقي لأشكو له همي وضعفي وقلة حيلتي". وتسترسل كريمة حديثها للجريدة: "منذ نعومة أظافري وأنا أخوض في رحلات تعذيب من لدن شبان وحمقى متشردين يعتدون علي جسديا"، وزادت "لا أذكر عدد المرات التي تعرضت فيها للاغتصاب؛ فالعذاب الذي أعيشه يفوق كل التصورات". وتعرضت الفتاة الشابة، التي لا تتذكر سنها الحقيقي وتتوقع أن تكون في 17 من عمرها، للاعتداءات بالسلاح الأبيض والتهديد من لدن المتشردين عدة مرات ولا تزال علامات الاعتداءات والجروح بادية على جسدها النحيل. تدخل كريمة في نوبة بكاء وتسترجع أنفاسها لتكمل حديثها للجريدة: "لا أريد شيئا... أحلم فقط باسترجاع عافيتي ونسيان معاناتي مع التشرد والمبيت في العراء، وأرغب في عيش حياة طبيعية مثل البشر خالية من المعاناة والقهر والظلم". وفي ختام حديثها مع الجريدة، تتمنى كريمة الفتاة اليتيمة أن تتلقى مساعدات من أجل الخضوع للعلاج ومعرفة الداء الذي تسبب لها في تعفنات نتجت عنها خروج ديدان من رأسها. وتناشد الجهات المعنية لمساعدتها من أجل إيجاد مأوى قار، لتعيش فيه بعيدا عن الجحيم الذي تعيشه بأزمور.