خصصت المفوضية الأوروبية المزيد من الأموال لخفض عدد المهاجرين القادمين إلى إيطاليا من شمال أفريقيا؛ فيما اشتعل الخلاف بين النمساوإيطاليا، الدولتين العضوين في الاتحاد الأوروبي، بشأن إدارة حدودهما. وتأتى هذه الخطوة بعد أسبوع من النشاط الدبلوماسي وتهديدات في روما وبروكسل وباريس بشأن كيفية التصرف؛ فيما يواصل عشرات الآلاف من المهاجرين التوافد على شواطئ إيطاليا. وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية، فرانس تيمرمانز، إن "إيطاليا أبدت تضامنا غير مسبوق"، معربا عن "إعجابه الكبير بالطريقة التي تصرفت بها الحكومة الإيطالية" خلال الأشهر الأخيرة. وأعلنت المفوضية أنه سيتم توفير مساعدات مالية إضافية بقيمة 35 مليون أورو لإيطاليا من أجل إدارة أزمة الهجرة. وتم تخصيص مبلغ إضافي قدره 46 مليون أورو لليبيا، ومنها ينطلق منها نحو 95 بالمائة من المهاجرين الوافدين إلى إيطاليا. غير أن المفوضية جددت دعوتها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى الوفاء بتعهداتها وقبول المزيد من المهاجرين من إيطاليا، والعمل على إصلاح شامل لسياسة مشتركة للاتحاد الأوربي بشأن مسألة اللجوء. ومن المحتمل أن تهيمن هذه القضية على اجتماع لوزراء العدل والداخلية بالاتحاد الأوروبي المرتقب فوق تراب إستونيا. في الوقت ذاته أعلن سياسيون نمساويون، في فيينا، أن بلادهم تستعد لفرض ضوابط صارمة على حدودها مع إيطاليا قريبا جدا؛ وذلك لمنع المهاجرين من الدخول، مما تسبب في توترات دبلوماسية جديدة مع روما. وصرح وزير الدفاع هانز بيتر دوسكوتسل، لوسائل الإعلام النمساوية، بأن الجيش مستعد لنشر ما يصل إلى 750 جنديا على الحدود في غضون 72 ساعة، مشيرا إلى العدد الكبير من المهاجرين الذي يصل إلى جنوبإيطاليا. وإضافة إلى ذلك، تم نقل مدرعات خفيفة إلى منطقة تيرول بالنمسا لدعم الشرطة هناك إذا لزم الأمر، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "كرونين تسايتونغ". وقال دوسكوتسل: "أتوقع تفعيل الضوابط الحدودية وتلبية الطلب بعملية مساعدة من الجيش في وقت قريب للغاية". وكانت وزارة الخارجية الإيطالية استدعت سفير فيينا لدى روما على خلفية خطط الحكومة النمساوية لنشر جنود عند ممر برنر الحدودي، وهو معبر بجبال الألب يمتد على طريق نقل أوروبي رئيسي يربط إيطاليا بشمال أوروبا. ووسط التوترات السياسية، قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، في رسالة إلى مدير وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا)، إن رعاية المهاجرين هي جزء من "القيم الإنسانية والمسيحية التي هي أساس الحضارة الأوروبية". وقد تؤدي الضوابط الجديدة في ممر برنر إلى تعطيل حركة الشحن، وقد تتسبب في تأخيرات كبيرة بالنسبة للسياح الألمان خلال العطلة الصيفية. وقال نادي السيارات الألماني، في بيان، إن "عمليات التفتيش على الحدود ستؤدي إلى حالة توتر مروري شديد". وأشار سياسيون في شمال إيطاليا إلى أنه لا توجد زيادة في الهجرة في منطقتهم، وربطوا التطورات الجديدة بالانتخابات البرلمانية في النمسا المبرمجة بحلول أكتوبر المقبل. وقال ارنو كومباتشر، رئيس مقاطعة جنوب تيرول الإيطالية، المعروفة أيضا باسم ألتو اديجي، إن "الوضع في برنر مستقر وهادئ، وحتى الإحصاءات تقول ذلك". وأشار كومباتشر، في مقابلة مع مجموعة "ادنكرونوس" الإعلامية الإيطالية، إلى أن النمساوإيطاليا تتعاونان بالفعل في مراقبة الحدود. وتفيد المنظمة الدولية للهجرة بأن أكثر من 12 ألف مهاجر قد وصلوا إلى جنوبإيطاليا خلال الأسبوع الماضي.. وذكرت أن من بين أكثر من 100 ألف مهاجر وصلوا إلى أوروبا بحرا منذ يناير الماضي، وصل 85 ألفا منهم إلى إيطاليا وحدها. وكانت إيطاليا قد سجلت وصول 71 ألف مهاجر فقط في الفترة نفسها من العام الماضي. بينما اعترفت وزارة الداخلية النمساوية بأن التدفق إلى إيطاليا لم يخلق بعد مشاكل عند ممر برنر. وحذرت فيينا، منذ وقت مبكر العام الماضي، من أنها سوف تفرض ضوابط صارمة على ممر "برنر" الجبلي بين النمساوإيطاليا إذا لم تتمكن روما من وقف تدفق المهاجرين شمالا.