اهتمت الصحف الصادرة اليوم الخميس بأوروبا الغربية بعدة مواضيع، منها محاولة الاعتداء التي وقعت أول أمس الثلاثاء بمحطة بروكسل المركزية، والإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة في فرنسا، وخطاب الملكة إليزابيث الثانية بمناسبة افتتاح البرلمان البريطاني، والحريق الغابوي الهائل المندلع منذ خمسة أيام في البرتغال. ففي إسبانيا، نشرت (البايس) مقابلة مع الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون، الذي يرى أن انتخابه يشكل "بداية لنهضة فرنسية"، آملا أن تكون هذه النهضة أوروبية أيضا، مضيفا أنه يريد القضاء على "التطرف والغوغائية"، معترفا بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشكل "مصدر قلق للعالم بأسره". أما (الموندو) فأوردت أن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني سحب دعمه لاتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وكندا، لينضم بذلك لموقف اليسار الراديكالي والنقابات، مضيفة أن زعيم الحزب الاشتراكي، بيدرو سانشيز، "نسف المعاهدة مع كندا وانحاز لحزب بوديموس"، وأن اليسار المتطرف واليمين الأوروبي المتطرف وحدهما رفضا هذا الاتفاق. وفي سياق آخر، ذكرت (أ بي سي) أن البنوك الأجنبية الكبيرة "رفضت استثمارا افتراضيا في كاتالونيا مستقلة"، مشيرة إلى أن غولدمان ساكس، وجب مورغان ومورغان ستانلي رفضت اقتراح نائب رئيس جهة كاتالونيا الانفصالي أوريول جانكيرز، الذي زار لندن في محاولة لإقناع البنوك الاستثمارية الكبرى "بتمويل الجمهورية غير القانونية". وفي بلجيكا واصلت الصحف اهتمامها بمحاولة الاعتداء التي وقعت مساء أول أمس الثلاثاء بمحطة بروكسل المركزية وتقييم نتائجه وتبعاته. وكتبت (لوسوار) "أن الجنود باتوا أكثر حضورا في المحطات، وأنه بعد الهجوم، تم اتخاذ تدابير أمنية إضافية"، مشيرة إلى أن مركز الأزمات الاتحادي أعلن أمس الأربعاء أن الحضور الواضح لمصالح الأمن سيزداد في محطات السكك الحديدية ومترو الانفاق بعد هذا الحادث. من جهتها ذكرت (لا ليبر بلجيك)، التي ركزت على مسار مرتكب هذا الهجوم الفاشل، أن هذا الهجوم "يحفز مناقشات معقدة"، مشيرة إلى أن الاعتداء "تظهر مدى تعقد مكافحة الإرهاب"، وأن مرتكبه لم يكن معروفا لدى العدالة، باستثناء جرائم بسيطة، وأنه في جميع الاحوال تصرف بمفرده، وصنع متفجراته في تكتم. وفي سياق متصل اعتبرت (لا ديرنيير أور) أن هجوم أول أمس الثلاثاء، رغم أنه لم يخلف ضحايا، "لا يقل إثارة للقلق عن سابقيه"، مشيرة إلى أنه "إلى حد الآن كانت بلجيكا هدفا جانبيا للهجمات الإرهابية"، وأنه "يمكن الاعتقاد نسبيا بأن البلد آمن نسبيا مقارنة بفرنسا وأميركا وبريطانيا". وفي فرنسا اهتمت الصحف بتشكيل الحكومة الذي تميز بخروج وزراء الحزب الوسطي (موديم) وضمنهم رئيس الحزب فرانسوا بايرو. وكتبا صحيفة (ليبراسيون) ان الوزراء الثلاثة في حزب (موديم) وهم نتاج تحالف تقليدي جدا لاحقتهم قضايا سياسية ومالية،مشيرة الى الخروج المشرف لفرانسوا بايرو الذي يشكو عادة من استهدافه من قبل الاعلام والسياسيين لتفسير سوء حظه. واضافت الصحيفة ان ثلاثة وزراء خرجوا اذن وتم تعويضهم بتكنوقراطيين يؤمل الا يكون لديهم قضايا قد تتم اثارتها، مبرزة ان هذه الحكومة اضيفت عليها لمسة وردية تتمثل في سيدتين لديهما ماضي اشتراكي، واثنين من حزب (موديم) كرمز للوفاء للتحالف القديم. من جهتها تطرقت صحيفة (لوفيغارو) الى مغادرة فرانسوا بايرو لوزارة العدل ، مضيفة ان رئيس (موديم) بغض النظر عن النتائج القانونية فانه ضحية آلة جهنمية. واشارت الصحيفة الى ان ايمانويل ماكرون الذي كلف بايرو بالدفاع عن قانون تخليق الحياة السياسية، خلص الى ان المهمة مستحيلة على نحو مضاعف. وفي سويسرا اهتمت الصحف بالحكومة الفرنسية الجديدة التي تشكلت بعد الانتصار المدوي لحزب "الجمهورية إلى الأمام". وكتبت (لوتون)، تحت عنوان "ولاية ماكرون ستبدأ أخيرا" أن التعثرات غير مسموح بها الآن بعد رحيل عدد من الوزراء، وضمنهم فرانسوا بايرو من الوسط، مشيرة إلى أن الرئيس ووزيره الأول، وبسبب عدم الثقة في "بارونات" السياسة القدامى، اختارا الاعتماد على شخصيات غير حزبية وأصدقاء موثوق بهم قبل طلب ثقة البرلمان ". من جهتها ذكرت (لا تريبون دو جنيف)، تحت عنوان "حسن حظ ماكرون"، أن التعديل الحكومي ليوم أمس الأربعاء "جاء في الوقت المناسب لتحقيق انتصارات في اليسار واليمين"، مشيرة إلى أنه "ستكون هناك آثار صعبة وأن ذلك لن يمر بسلاسة". وتحت عنوان "الحكومة الثانية لماكررن" كتبت (24 أور) أن الحكومة الجديدة تحترم التوازنات التي أرادها السيد ماكرون، مشيرة إلى أن "تشكيل الحكومة الجديدة هو نتيجة تحقيقات أولية تشتبه في تورط حزب بايرو في قضية وظائف وهمية لمساعدين برلمانيين أوروبيين". وفي بريطانيا خصصت الصحف أبرز تعاليقها للخطاب التقليدي للملكة اليزابيث الثانية بمناسبة افتتاح البرلمان البريطاني. وأوردت (الغارديان) اعتذار رئيسة الوزاراء، تيريزا ماي، على الطريقة التي ساعدت بها السلطات ضحايا حريق برج غرينفيل الأسبوع الماضي بلندن، والذي خلف 79 قتيلا على الأقل، قائلة إن "الدعم الأولي المقدم للأسر لم يكن في المستوى، وأن السلطات المحلية والوطنية لم تقدم مساعدات مرضية للمتضررين حين كانوا في أشد الحاجة إليها". وبحسب (الديلي ستار)، فإنه تم حجز 68 شقة من غرفتين أو ثلاثة وأربعة غرف لفائدة العائلات الناجية في حي كنسينغتون بلندن، داخل مركب سكني فاخر جديد، إضافة إلى صرف مبالغ كبيرة لمساعدتهم، منها 500 جنيه استرليني (568 أورو) نقدا، و5000 جنيه استرليني (5680 أورو) كتحويلات بنكية. أما (الديلي تلغراف) فأكدت أنه تم التراجع على غالبية التدابير الاجتماعية اللا شعبية الواردة في البرنامج الانتخابي لحزب المحافظين للسيدة ماي في خارطة الطريق لحكومة المحافظين، بعد خسارتها للأغلبية المطلقة إثر الانتخابات البرلمانية المبكرة لثامن يونيو، ومن هذه التدابير المثيرة للجدل إلغاء وجبات مجانية لأطفال المدارس، وتمويل رعاية المسنين. وفي إيطاليا، اهتمت الصحف اليومية الرئيسية بتدمير مسجد النوري الكبير في مدينة الموصل بالعراق. وكتبت صحيفة (لا ريبوبليكا) أن المئذنة المائلة، رمز المدينةالعراقية القديمة، ومسجد النوري دمرا يوم الأربعاء خلال المعارك بين جماعة الدولة الإسلامية وقوى التحالف. وذكرت الصحيفة أنه وفقا للجيش العراقي، فإن المنظمة الجهادية قامت بتفجير المسجد مضيفة أنه بحسب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فان الأمر يعتبر بمثابة "إعلان رسمي لهزيمة" هذه المجموعة. أما صحيفة (كورييري ديلا سيرا)، فأشارت الى تدمير اثنين من المعالم الأكثر شهرة في المدينة الثانية في العراق بعد اليوم الرابع من هجوم الجيش العراقي ضد داعش بدعم من ائتلاف عسكري تقوده الولاياتالمتحدة. وقالت الصحيفة إن تدمير المسجد ينضاف إلى قائمة طويلة من المباني التاريخية التي هدمت في العراق وسوريا منذ إعلان أبو بكر البغدادي "الخلافة". وفي البرتغال واصلت الصحف اهتمامها بالحريق الغابوي الهائل المستعر منذ خمسة أيام في البلاد ، متسائلة حول الأسباب الحقيقية لهذه الكارثة. وكتب (دياريو دي نوتيسياس) أن عمل رجال الإطفاء في مكافحة الحريق الذي اندلع السبت الماضي في بيدروغوا غراندي تم تصنيفه ضمن "صندوق أسود"، مماثل لذلك الموجود في الطائرة، لدى الهيئة الوطنية للحماية المدنية. وأضافت أن نظام اتصالات الدولة قادر على تسجيل كل الاتصالات، وأن تحليل هذين العنصرين يمكن أن يكون حاسما في أي تحقيق برلماني أو لجنة مستقلة أو تحقيق قانوني حول تعاطي السلطات مع حريق بيدروغوا غراندي، الذي خلف 64 قتيلا على الأقل و204 مصابا. . من جهتها ذكرت (بوبليكو)، تحت عنوان "كيف اندلع الحريق؟"، أن أصل حريق بيدروغوا غراندي لا زال يثير العديد من التساؤلات، مضيفة أنه في الوقت الذي يصر فيه البعض على أنه قد يكون بسبب عمل إجرامي، تصر الشرطة على أن "سببه طبيعي". وأضافت أن معهد الأرصاد الجوية البرتغالي، في رده على طلب رئيس الوزراء توضيح ما وقع، عزا الأمر لظاهرة "داونبورست"، وهي هبوط قوي للهواء من سحابة متراكمة، ترتبط عادة بأمطار غزيرة أو عاصفة رعدية. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بمواضيع محلية ودولية إلا أن الأبرز منها كان موافقة البرلمان بالأغلبية الكبيرة على نقل الجنود الألمان المتواجدين بقاعدة "إنجرليك" بتركيا إلى الأردن. فكتبت صحيفة (زاخسيشه تسايتونغ ) أن قرار البرلمان "البنودستاغ" بسحب الجيش من قاعدة "انجرليك" التابعة لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، بأي حال من الأحوال سينهي الخلاف بين الحكومة الألمانية وحكومة أنقرة حول هذا الموضوع، بعد أن حظرت هذه الأخيرة على النواب الألمان زيارتهم لجنود بلادهم ومنعتهم من هذا الحق الغير قابل للتفاوض، مشيرة إلى أن ألمانيا الآن اختارت الأردن كبلد يحظى بثقة أكبر. في رأي صحيفة (فيستفاليشن ناخغيشتن) فإن هذا القرار الذي صوت عليه البرلمان بالأغلبية يقوي ظهر الجنود الألمان ، مشيرة إلى أن هذا القرار ليس إلزاميا، وإنما هو التزام واضح من قبل البرلمان اتجاه الجيش وعلامة واضحة على أن البرلمان لن يترك القوات الألمانية يوما أن تصبح ألعوبة في يد الحكام الأجانب . أما صحيفة (فرانكفوتر أليغماينة تسايتونغ) فكتبت أن البرلمان الألماني قرر وبأغلبية كبيرة الانسحاب من القاعدة التركية التابعة لحلف شمال الاطلسي والسبب هو الحظر التركي على زيارات النواب للجنود الألمان في القاعدة وتم تحديد موقع جديد بالفعل . وأشارت الصحيفة إلى أن القرار صوت لصالحه 461 نائبا برلمانيا من ضمن 569 برلمانيا إذ حظي قرار سحب الجنود من تركيا في اتجاه الأردن من قبل الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الاشتراكي، إلا أن القرار لقي معارضة 85 صوتا ، من حزب الخضر واليسار، وامتناع 23 صوتا.