أفاد عبد اللطيف زغنون، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، بأنه تم وضع تصور جديد للمهام الموكلة لصندوق "سي دي جي"، ستجعل من عمله تكميليا مهيكلا من خلال تقديم خدمات مالية واستثمارية ذات قيمة مضافة عالية، دون أن يحل مكان الفاعلين العموميين أو الخواص. وقال زغنون، في لقاء صحافي عقده بمدينة الدارالبيضاء لتقديم الخطة الاستراتيجية 2022 لصندوق "سي دي جي"، إن "الأسلوب الجديد لعمل صندوق الإيداع والتدبير يقوم على الخبرة والمشاركة في التمويل والاستثمار"، التي اعتبر أنها "ستساهم في تقوية القدرة على التدخل والاضطلاع بدور محرك التنمية وتدبير أفضل للمخاطر". وأضاف المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير: "بشكل عام، فإن هذه الاستراتيجية التي وضعها الصندوق تعتمد على خمس دعامات تتمثل في الادخار، والاحتياط عبر تأمين موارد جديدة ومتجددة، وتدعيم القدرات العمليات، إلى جانب السياحة والتنمية الترابية، والشراكة في التمويل". وشدد المسؤول بأكبر صندوق استثماري على أن "الحكومة يجب أن تلعب دورا محوريا في إنعاش محطة السعيدية السياحية عبر تشجيع فتح خطوط للرحلات الجوية صوب المنطقة بأسعار تنافسية، وتحفيز القطاع الخاص لاستقطابه من أجل الاستثمار في المحطة". وأورد أن المشاريع السياحية التي تقودها هذه المؤسسة المالية تتقدم بشكل مضطرد، وقال: "نحن نعمل جاهدين من أجل الإسراع بإتمام مجموعة من الوحدات السياحية والترفيهية، وقريبا ستبلغ الطاقة الاستيعابية لفنادق المحطة 5000 سرير، لكننا نرى أنه يجب ألاّ يظل صندوق الإيداع والتدبير لوحده في محطة السعيدية؛ إذ يجب أن يلتحق الخواص لخلق الدينامية المطلوبة لبعث هذه المحطة، مقابل ذلك يجب على الدولة منح التحفيزات الكافية للمستثمرين". واعتبر زغنون أن الخطة الاستراتيجية 2022، التي اعتمدها صندوق الإيداع والتدبير، تقوم على إعادة تحديد تدخلات "سي دي جي" وإبراز المحطات، وليس فقط تنمية القدرات، مع توجيه المحفظة الفندقية نحو الأصول الاستراتيجية، والتركيز بشكل كبير على الأصول ذات المؤهلات القوية، والخروج من نطاق الأصول غير الاستراتيجية، وإنجاز المشاريع المستقبلية بمنطق مساهمة أقلية وبشكل مالي صرف. وأفاد المدير العام ل"سي دي جي" بأن الاستثمارات التي رصدت لمحطة السعيدية بلغت 2.5 مليار درهم، وقال جوابا عن سؤال لهسبريس حول موضوع توجه الصندوق إلى الاستثمار في مشاريع البنية التحتية: "تدخل صندوق الإيداع والتدبير في محطة السعيدية جاء في إطار سياسة تعزيز مكانة هذه المحطة وتطويرها، ونعتقد أن الاستثمار في السعيدية لم يكن خطأ، فدور الصندوق يتمثل في إسعاد المغاربة وتوفير مناصب الشغل من خلال المشاريع التي يقودها، مع ضمان المردودية اللازمة لاستمراريتها". وشدد المسؤول ذاته على أهمية الاستثمارات التي قادها صندوق الإيداع والتدبير في مشروع طنجة المتوسط وتاغازوت والسعيدية، وقال في هذا الإطار: "ما قام به الصندوق في هذا الجانب أمر جيد، لكن الآن يجب على القطاع الخاص تسلم المشعل".