بالرغم من أن غالبيتهم تلقوا نتائجهم منذ ليلة أمس الاثنين، فإنهم أصروا على الحضور أمام مقر ثانوية ابن تومرت وسط مدينة الدارالبيضاء، لمشاهدة أسمائهم معلقة على السبورة. مشاهد الفرح كانت بادية على وجوه بعض التلاميذ، الذين تمكنوا من الحصول على شهادة الباكالوريا لهذه السنة؛ فيما لم تفارق مظاهر الحزن والدموع تلاميذ آخرين. أمهات وآباء التلاميذ الذين تمكنوا من النجاح في الدورة العادية لامتحانات نيل شهادة الباكالوريا، بدورهم أصروا على مشاركة أبنائهم هذه الفرحة التي أنستهم اعداد وجبة الفطور. فرح الأمهات قبل الأبناء منذ الساعة الثانية زوالا، احتشد عدد من التلاميذ بالقرب من بوابة الثانوية التأهيلية ابن تومرت، في انتظار "الطابلو" الذي ستضعه إدارة المؤسسة لمعرفة الناجحين من الذين لم يحالفهم الحظ، بالرغم من كون الإدارة منعت أي شخص من الاقتراب من بوابتها. بمجرد ما إن شرعت إدارة المؤسسة في نشر لوائح الناجحين والمستدركين، حتى تهافت التلاميذ وأولياء أمورهم على السبورة لمعاينة أرقامهم ضمن المتفوقين الذين حصلوا على الباكالوريا. رقية، والدة إحدى التلميذات، عبّرت عن سعادتها بتمكن ابنتها من الظفر بشهادة الباكالوريا لهذه السنة، معربة عن سرورها بنجاح باقي التلاميذ. من جهتها، أكدت إحدى الأمهات، وهي تتحدث لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن نجاح ابنتها هو نجاح لها، متمنية لها التوفيق في مسارها ما بعد الباكالوريا. وأضافت جميلة، ضمن تصريحها، أن ابنتها كابرت وثابرت طوال هذا الموسم من أجل تحقيق نتيجة إيجابية؛ وهو الأمر الذي جرى بالرغم من نقص تكوينها في اللغة الإسبانية. وطالبت هذه الأم، وهي منتشية بنجاح ابنتها، الجهات الحكومية بتوفير فرص شغل للشباب الحاصلين على الدبلومات وتسهيل ولوجهم إلى المؤسسات العليا. عين على "الطابلو" دموع الفرح اختلطت بالحزن، عناق حار بين التلاميذ وصراخ تعبيرا عن الفرح بالتمكن من الظفر بشهادة الباكالوريا التي تعد مفتاحا للمستقبل. التلميذة سعيدة لم تفارقها الدموع وهي تعانق أمها بعد معاينتها رقمها الوطني على السبورة الحائطية، بالرغم من كونها علمت بنجاحها عبر الموقع المخصص من لدن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي. وتحدثت التلميذة لهسبريس، معبرة عن سعادتها والدموع لا تفارق مقلتيها بالنجاح بعد عام كامل من الدراسة والتكوين، معربة عن أملها في المستقبل الذي ينتظرها. من جهته، بدا التلميذ أسامة منشرحا وهو يشاطر زملاءه فرحة النجاح في امتحانات نيل شهادة الباكالوريا، مؤكدا أنه بذل مجهودا خلال هذه السنة للتتويج بهذه الشهادة. في المقابل، بالرغم من كونه لم يتمكن من الظفر بالشهادة، إلا أن التلميذ علي أصر على الحضور ومشاركة زملائه فرحتهم، مشيرا إلى أنه سيبذل جهدا في الدورة الاستدراكية. واعتبر التلميذ علي أن التلاميذ الذين سيجتازون الدورة الاستدراكية بعد أسبوعين مطالبون بالإعداد الجيد من أجل النجاح فيها، مؤكدا أن سيحقق النجاح خلالها. وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي قد أعلنت بأن عدد الناجحين الممدرسين بالتعليم العمومي والخصوصي بلغ 156 ألفا و42 مترشحا، بنسبة نجاح بلغت 50.28 في المائة. ووفق نتائج الدورة العادية من امتحانات نيل شهادة الباكالوريا برسم يونيو 2017، فإن الزيادة بلغت 1.13 نقطة مئوية مقارنة بالدورة نفسها لعام 2016 التي سجلت نسبة نجاح لم تتعد 49.15 في المائة.