خلصت دراسة جديدة إلى أن الأرض تنتفخ عند الوسط نتيجة ذوبان الجليد في غرينلاند والقطب الجنوبي. ومن المعروف أن الأرض أصلاً لم تكن يوماً كروية بشكل مثالي، ومثل تنورة متزلّجة على الجليد ترتفع وتطير خلال دورانها، فإن المياه على الأرض تتركّز أكثر حول خط الاستواء منه في القطبين. وقال أحد معدّي الدراسة المهندس الفضائي بجامعة كولورادو ستيفن نيريم، إن ذوبان الجليد خفف الضغط الذي كان يحدثه نزولاً ما جعل الأرض تحته "ترتخي" متسببة بجعل الكوكب أكثر كروية. وقال نيريم "إنها مثل الاسفنجة وتحتاج إلى وقت لتعود إلى حجمها الأصلي". وراقب العلماء الانتفاخ منذ سنوات ولكن أمراً ما تغيّر مؤخراً، ففي أواسط تسعينيات القرن الماضي، لاحظوا أن هذا المسار انقلب وأصبحت الأرض أكثر انتفاخاً عند الوسط مثل طابة نضغط عليها من الرأس والقاع ولكن حتى الآونة الأخيرة لم يعرف العلماء السبب. وفي العام 2002، سمح قمران صناعيان توأمان أطلقا عام 2002 بعنوان "غرايس" "GRACE" ب"اختبار الجاذبية والمناخ" لإجراءات قياس حقل جاذبية الأرض ومراقبة التغيير في كتلة الجليد وهو ما سمح للعلماء باختبار نظرية ان خسارة الجليد تغيّر شكل الكوكب. والتقط "غرايس" صوراً لسطح الأرض كل ثلاثين يوماً ما يسمح بمراقبة التغييرات في كتلة الجليد والتغييرات في حقول الجاذبية. وتوصّل العلماء إلى أن ذوبان جبال الجليد في غرينلاند والقطب الجنوبي هو أكبر مساهم في زيادة حجم الأرض عند خط الاستواء إذ ان الكمية الكبيرة للمياه تتجه نحو الوسط. ويقول العلماء إلى أن المنطقتين الشمالية والجنوبية تخسران 382 مليار طن من الجليد كل عام. وفي الوقت الذي ستسمح الكتلة المتضائلة للقارات لليابسة بالتراجع وجعل الأرض أكثر كروية في عملية قد تستغرق آلاف السنين، فإن الانتفاخ عند الوسط 28 إنشاً كل عقد أي حوالي 71 سنتيمتراً. ويساوي شعاع الأرض عند خط الاستواء 6378 كيلومتراً وشعاعها بين القطبين يساوي 6357 كيلومتراً والفارق الضئيل بين شعاعي الأرض أي21 كيلومتراً جعلها تبدو كروية الشكل.