لم تمنع محاصرة القوات العمومية لمداخل حي سيدي عابد بالحسيمة نشطاء الحراك من الخروج إلى الشارع للمطالبة بحرية المعتقلين ووقف الاعتقالات والمتابعات بالمنطقة التي تعيش على وقع الاحتجاجات منذ سبعة أشهر ونيف. المحتجون الرافضون للوضع توجهوا صوب أحياء محاذية لسيدي عابد، ليلة اليوم الأربعاء، حيث باشروا رفع شعارات منددة بمحاصرتهم ومطالبة بإنهاء الوضع الحالي عبر منح الحرية للموقوفين وتلبية كل المطالب الاقتصادية والاجتماعيّة. العناصر الأمنية رفضت السماح للمتظاهرين بتفعيل شكلهم الاحتجاجي، ولجأت إلى التدخل لثنيهم عن مواصلة رفع الشعارات، قبل أن تقع احتكاكات بين الطرفين كادت أن تتطور إلى الأسوأ، ولم يكبح ذلك غير ضبط النفس. "ناصر ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح!" و"من أجلنا اعتقلوا من أجلهم نناضل!"،شعارات رفعت بصوت عال، تلتها تعابير احتجاجية أخرى تؤكد على سلمية الحراك ونأيه عن أي لون من العنف. مطاردة المحتجين من طرف عناصر القوات العمومية جعلتهم يركضون في جميع الاتجاهات، مواصلين الصدح بالشعارات المنددة بالمقاربة الأمنية المعتمدة، ومؤكدين أنها "ليست حلّا للوضع المتسم بالاحتقان"، وفق تعابيرهم المتطابقة. وأعلن النشطاء، قبل انسحابهم، استمرارهم في الخروج إلى الشوارع إلى غاية إطلاق سراح آخر معتقل دون قيد أو شرط، ومؤكدين استنكارهم استمرار حملة الاعتقالات المستهدفة لنشطاء الحراك الريفي، ومعلنين تنديدهم بالتهم الموجهة للموقفين، والتي اعتبروا أنها "ملفقة وتهدف إلى إرعاب المحتجين وثنيهم عن مواصلة الاحتجاج".