لم يمنع تطويق القوات الأمنية لحي سيدي عابد المحتجين من الخروج إلى الشارع مجددا، مساء الأحد، من أجل المطالبة بوقف المتابعات القضائية في حق نشطاء الحراك، وإطلاق سراح المعتقلين دون قيد وشرط. حناجر المحتجين صدحت بشعارات رافضة للمقاربة الأمنية، معتبرين أن الوضع المحتقن سببه القرارات التي اتخذت على المستوى المركزي وجرى تفعيلها بالريف ردا على احتجاجات الشارع المطالبة بالتنمية الحقيقية ورفع العسكرة. "نشطاء الحراك" لجؤوا إلى أحد الأزقة بحي سيدي عابد؛ حيث أكدوا من هناك أنهم لن يتراجعوا إلا حين تلبية المطالب، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع المعتقلين. "الزفزافي خلا وصية لا تنازل على القضية"، و"ناصر خلا وصية سلمية سلمية"، و"الشعب يريد سراح المعتقل"، شعارات لخصت ما ينادي به الملتئمون ليلا، مؤكدين تشبتهم بالسلمية. ولم تغب عن الوقفة صور المعتقلين واللافتات التي دونت عليها المطالب؛ حيث عبر المتدخلون من خلال كلمات مقتضبة عن رفضهم لما أسموها ب"التهم الملفقة"، و"التعنيف الذي طال الموقوفين لحظة اعتقالهم". الوقفة دامت ساعتين دون تسجيل أي تدخل أمني؛ إذ تمت مراقبة الوضع من بعيد، قبل أن يعلن المحتجون عن نهاية الشكل الاحتجاجي، ضاربين موعدا للقاء يوم الاثنين في المكان والزمان نفسيهما. وكانت وقفة نسائية نظمت يوم السبت قد جوبهت بتدخل أمني، وتم تفريقها، دون تسجيل أي إصابات في صفوف المحتجات اللواتي طالبن بحرية المعتقلين وتلبية المطالب الاجتماعية المرفوعة منذ 7 أشهر.