كشف مصدر موثوق أن الصندوق الأسود الخاص بالطائرة التابعة للقوات الملكية الجوية التي تحطمت، أول أمس الثلاثاء، شمال شرق مدينة كلميم ، عثر عليه، أمس الأربعاء، مشيرا إلى أنه سيجري التركيز عليه في عملية التحقيق لمعرفة ما دار بين ربان الطائرة، والضباط في برج المراقبة بمطار كلميم، بغية تحديد أسباب تحطم الطائرة العسكرية التي ارتطمت بجبل سايرت على بعد 8 كلم من مدينة كلميم بطريق بويزكارن. ونسب موقع "إيلاف" الإلكتروني لذات المصدر أن بعض الروايات تتحدث عن أن ربان الطائرة طلب الهبوط، غير أن برج المراقبة طلب منه الاستمرار في التحليق إلى حين إعداد المدرج، مبرزة أنه، خلال هذه الالتفافة، اصطدم بقمة جبل. وذكر المصدر أن النيران اشتعلت في أحد أجنحة الطائرة، قبل أن يقع الاصطدام الثاني، الذي أدى إلى انشطار الطائرة إلى نصفين. ويقول خُبراء طيران إن تحليل معطيات الصندوق الأسود، الذي سمي كذلك لارتباطه بالكوارث الجوية (لونه برتقالي أو أصفر لتمييزه بسهولة بين حطام الطائرة) قد يستغرق 15 يوما، علما أن الأمر يتعلق بصندوقين يقعان في مؤخرة الطائرة يسجلان ما يحدث للطائرة طول فترة سفرها، وليس صندوقا واحدا. ويضيف ذات الخبراء أن الصندوق الأول يحفظ البيانات الرقمية والقيم الفيزيائية (الوقت، السرعة، الاتجاه). بينما يقوم الصندوق الأسود الثاني بتسجيل الأصوات (مشاحنات، استنجاد، حوارات). وفي غضون ذلك كشفت إذاعة فرنسا الدولية نجاة شخص واحد من فاجعة كلميم، بعد تخلفه عن موعد إقلاع الطائرة من مدينة العيون. وكانت الطائرة العسكرية قد انطلقت رحلتها من مطار الداخلة، في حدود الخامسة صباحا، وكان مبرمجا أن تصل إلى مطار أكادير في الحادية عشرة من صباح اليوم نفسه، بعد أن حطت في مطار العيون، لكنها تحطمت في التاسعة من صباح أول أمس الثلاثاء. وكان بلاغ للقوات المسلحة الملكية أكد أن الطائرة من نوع "هرقل" طراز "سي 130"، وكانت تؤمن رحلة بين أكادير - العيون - الداخلة، وتقل 81 شخصا (الطاقم المكون من تسعة أفراد، و60 عسكريا، و12 مدنيا).