اهتمت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية، بالتحقيقات الجارية في فضيحة الرشاوى التي دفعتها شركة "أودبريشت" البرازيلية العملاقة للبناء، التي تورطت في فضائح فساد داخل وخارج البرازيل، لمسؤولين أرجنتينيين مقابل الفوز بصفقات عمومية، وبأداء القطاع الصناعي الأرجنتيني خلال الأربعة أشهر الأولى من السنة الجارية. كما تركز اهتمامها على أداء الاقتصاد البرازيلي وبالموافقة على قبول مقترح تعديل دستوري بالبرازيل ومستجدات الأزمة الفنزويلية وبتوقيع نحو أربعين من الشركات اتفاقا يقضي بتوفير 17 ألف فرصة عمل للشباب في أربعة بلدان بالمنطقة. فبالأرجنتين، ذكرت يومية "امبيتو فينانسييرو'' أن السلطات الأرجنتينية قررت إرسال وفد يضم أربعة مدعين عامين يقودهم رئيس مكتب التحقيقات الإدارية، سيرخيو رودريغيز، إلى البرازيل اليوم الجمعة لعقد لقاء ببرازيليا مع نظرائهم في البلد المجاور لبحث موضوع الرشاوى التي اعترفت شركة "أودبريشت'' بدفعها لمسؤولين أرجنتينيين وبلغت 35 مليون دولار، من أجل الحصول على صفقات عمومية. وأشارت اليومية إلى أن الأجل الذي كانت السلطات البرازيلية منحته لشركة "أودربريشت" للتوصل لاتفاقات مع حكومات الدول التي تورطت فيها الشركة في فضائح فساد، ينتهي اليوم الخميس، ما يعني أنه بات بإمكان السلطات القضائية البرازيلية تبادل المعلومات المتوفرة لديها، والتي تم استقاؤها من إفادات عدد من المتورطين من بين مسؤولي الشركة، مع نظيراتها بالبلدان المعنية، ومن بينها الأرجنتين. وذكرت الصحيفة أن وزير العدل الأرجنتيني، خيرمان غرافانو، عقد لقاء مع مسؤولي شركة "أودبريشت" يندرج في إطار جلسة جديدة من المفاوضات الرامية إلى تعاون الشركة من أجل الكشف عن هوية المسؤولين الأرجنتينيين المستفيدين من الرشاوى، مشيرة إلى أن المفاوضات لم تحقق تقدما حيث تشبثت الشركة بمطلب عدم المتابعة القضائية لها لتعاونها، في حين تشبثت الحكومة الأرجنتينية بمطلب رفع حجم التعويضات التي أعلنت الشركة استعدادها لدفعه والذي حددته في ما يعادل قيمة الرشاوى المقدمة (35 مليون دولار). اقتصاديا، ذكرت يومية "لاناسيون" أن الإنتاج الصناعي بالأرجنتين راكم، استنادا إلى معطيات المعهد الوطني للإحصائيات والإحصاء تراجعا بنسبة 4ر2 في المائة خلال الأربعة أشهر الأولى من السنة الجارية، بعدما سجل شهر أبريل تراجعا بواقع 2.3 في المائة. وأضافت الصحيفة أن الإنتاج الصناعي الأرجنتيني راكم، بعد نتيجة شهر أبريل، 15 شهرا متتالية من التراجع، مشيرة إلى أن قطاع السيارات، الذي تأثر بركود اقتصاد البلد المجاور، البرازيل، الشريك الرئيسي للأرجنتين، راكم نموا طفيفا لم يتجاوز 0.2 في المائة بين شهري يناير وأبريل الماضيين. وبالبرازيل، تناولت الصحف المحلية، على الخصوص، تسجيل الناتج الداخلي الخام للبلاد لنمو بنسبة 1 في المائة خلال الربع الأول من السنة الجارية، والموافقة على قبول تعديل مقترح لدستور البلاد، ينص على الانتخاب المباشر للرئيس ونائبه، إذا بقي المنصبان شاغران خلال الثلاث سنوات الأولى من الولاية الرئاسية، وكذا آخر تطورات الوضع في فنزويلا. وكتبت يومية "فوليا دي ساو باولو" أنه بعد ثمانية فصول متتالية من الانخفاض، سجل الناتج الداخلي الخام للبلاد نموا بنسبة 1 في المائة خلال الربع الأول من العام الجاري، مؤشرا بذلك على تحسن في الاقتصاد، مشيرة، مع ذلك، إلى أن معدل البطالة لا يزال نقطة سوداء وسط هذه الصورة المتفائلة. وذكرت، استنادا إلى آخر الأرقام الصادرة عن المعهد البرازيلي للجغرافيا والإحصاء، أن هذا الرقم فاق بشكل طفيف توقعات المحللين التي كانت تشير إلى نمو بنسبة 9ر0 في المائة. من جهتها، أوردت يومية "جورنال دو برازيل" أن لجنة الدستور والعدل والمواطنة بمجلس الشيوخ وافقت بالإجماع، على قبول مقترح تعديل دستوري ينص على الانتخاب المباشر للرئيس ونائبه، إذا بقي المنصبان شاغران خلال الثلاث سنوات الأولى من الولاية الرئاسية. وأشارت إلى أن الدستور، في الوقت الحاضر، لا يسمح بالانتخاب المباشر إلا إذا أصبح المنصب شاغرا خلال العامين الأولين من الولاية الرئاسية، وبعد هذه الفترة، يتم تنظيم انتخابات غير مباشرة من قبل الكونغرس في غضون 30 يوما. من جهتها، توقفت صحيفة "أو غلوبو" عند التوتر السياسي والاجتماعي المتصاعد بفنزويلا، حيث دخلت الاحتجاجات شهرها الثالث على التوالي، مشيرة إلى أن الرئيس نيكولاس مادورو طرح مشروعه لتشكيل جمعية تأسيسية لتعديل الدستور على الرغم من رفض المعارضة التي تنتقد هذه الخطوة، وتعتبرها مناورة للبقاء في الحكم. وذكرت أن المعارضة أعلنت أنها لن تشارك في الجمعية التأسيسية التي ستضم 545 عضوا، لأنها تعتبر النظام المقرر لتعيين أعضاء الجمعية "مخالفا للقانون". وبالشيلي، ذكرت يومية "أولتيماس نوتيسياس" أن نحو أربعين شركة التزمت بتوفير ما مجموعه 17.000 فرصة عمل للشباب في أربعة بلدان بالمنطقة. وذكرت، نقلا عن آخر الأرقام الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء، أن معدل البطالة بلغ 7ر6 في المائة على المستوى الوطني، غير أنه بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاما يبلغ معدل البطالة 1ر18 في المائة، و 2ر15 في المائة بالنسبة للمتراوحة أعمارهم بين 20 و24 سنة. وأشارت إلى أن 37 شركة وقعت "الاتفاق من أجل الشباب والشغل بتحالف المحيط الهادي" والذي التزمت بموجبه بتوفير 17 ألف منصب شغل للشباب في كل من الشيلي والبيرو وكولومبيا والمكسيك، وفترات تكوين خلال السنتين المقبلين.