خصصت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية، حيزا هاما من صفحاتها للعلاقات الأرجنتينية الألمانية، ولمستجدات التحقيقات التي تقودها السلطات الأرجنتينية بشأن تورط شركة "أوردبريشت" البرازيلية العملاقة للبناء في دفع رشاوى لمسؤولين أرجنتينيين مقابل الظفر بصفقات عمومية، وكذا لارتفاع مبيعات السيارات الجديدة خلال ماي المنصرم بالشيلي، والمباراة الودية بين المنتخب الشيلي لكرة القدم ونظيره الروسي، ولجلسة المحاكمة التي تعقدها المحكمة الانتخابية العليا بالبرازيل للحسم في صحة رئاسيات سنة 2014. فبالأرجنتين، نقلت يومية "لاناسيون" عن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي أجرت الخميس زيارة رسمية إلى البلد الجنوب أمريكي، إشادتها خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس ماوريسيو ماكري، ببوينوس آيرس، بانفتاح الأرجنتين من جديد على العالم، لاسيما على الصعيد الاقتصادي، معتبرة أن ذلك "سيسمح بخلق المزيد من فرص الشغل وبنمو اقتصادي أكبر". وأبرزت ميركل، التي تقوم بجولة في المنطقة تشمل المكسيك ايضا، أن "الشروط الماكرواقتصادية في الأرجنتين اصبحت تبعث على ثقة أكبر، وهذا ما تحتاجه المقاولات كي تقرر الاستثمار" في البلاد، تورد اليومية، مشيرة إلى ان المستشارة الألمانية اكدت، من جهة أخرى، على صعوبة المفاوضات الجارية لاجل التوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والسوق المشتركة لأمريكا الجنوبية، الميركوسور. وشددت، في هذا الصدد، على أن المانيا "لا تبدي دائما موقفا مرنا، لأنها تدافع عن مصالحها الخاصة وسنفاوض بشراسة. فلن تتم الاستجابة إلى كل مطالب الأرجنتين (التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للميركوسور) بخصوص اتفاقية التجارة الحرة، فكل طرف ينبغي أن يقدم تنازلات، لكن ذلك سينتهي بمنافع متبادلة بالنسبة للطرفين"، تضيف اليومية. من جهتها، توقفت يومية "كلارين" عند مستجدات التحقيقات التي تقودها السلطات الأرجنتينية في الرشاوى التي اعترفت شركة "أوردبريشت" البرازيلية العملاقة للبناء، التي تورطت في فضائح رشاوى بالبرازيل وبالخارج مقابل الظفر بصفقات عمومية، بدفعها لمسؤولين أرجنتينيين واقرت انها تصل إلى حوالي 35 مليون دولار. وذكرت الصحيفة أن الحكومة باتت تتوفر على قائمة ''غير رسمية أو نهائية" بأسماء المسؤولين الارجنتينيين الذين قد يكونوا استفادوا من رشاوى الشركة البرازيلية، مشيرة إلى أن القائمة تم وضعها بناء على اللقاءات التي عقدتها السلطات الأرجنتينية، لاسيما مع نظيرتيها البرازيلية والأمريكية، وكذا من خلال السجلات التي تتوفر عليها الحكومة بخصوص صفقات الشركة بالبلاد، واجتماعات سبق أن تمت بين مسؤولي المجموعة البرازيلية وآخرين أرجنتينيين، لاسيما من وزارة التخطيط في الحكومة السابقة. وبالشيلي، كتبت "إل ميركوريو" أن مبيعات السيارات الجديدة في الشيلي ارتفعت بواقع 6ر24 الشهر الماضي ليرتفع مجموع مبيعات القطاع خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري إلى 135 ألف و337 وحدة، حسب معطيات الجمعية الوطنية للسيارات بالشيلي. واشارت إلى أن المنتخب الشيلي، بطل أمريكا الجنوبية خلال النسختين الأخيرتين من المنافسة، سيشارك في بطولة كاس القارات للمرة الأولى في تاريخه، حيث ستواجه كلا من الكاميرون وألمانيا وأستراليا. وبالبرازيل، تطرقت الصحف المحلية، على الخصوص، لجلسة المحاكمة التي تعقدها المحكمة الانتخابية العليا للحسم في صحة رئاسيات سنة 2014، بعد اتهامات بتمويل حملتها الانتخابية بشكل غير قانوني، ما يعني إمكانية إلغائها وبالتالي إنهاء ولاية الرئيس الحالي ميشيل تامر، الذي ترشح آنذاك لمنصب نائب الرئيس. وكتبت يومية "فوليا دي ساو باولو" أنه في اليوم الثالث من المحاكمة بشان خروقات محتملة شابت تمويل الحملة الانتخابية لسنة 2014، التي توجت بانتخاب ديلما روسيف رئيسة للبلاد وميشيل تامر نائبا لها، صرح مقرر الملف، هيرمان بنجامين، أن حملة الرئاسيات الأخيرة تميزت "بسوء استخدام السلطة السياسية والاقتصادية الذي سيكون له تأثير على المدى الطويل على نظامنا الانتخابي". وسرد المقرر العديد من الوقائع التي ستفضي، برأيه، إلى إلغاء نتائج انتخابات سنة 2014، لاسيما دفع رشاوى بنحو 5ر4 مليون ريال من قبل شركة "بتروبراس" النفطية العمومية للمختصين في الدعاية الإعلامية جواو سانتانا ومونيكا مورا. من جانبها، ذكرت يومية "جورنال دو برازيل" أن التحديات الكبرى لجلسة يوم الخميس كانت هي الحسم في ما إذا كانت شهادات مسؤولي شركة "أودبريشت"، إحدى الشركات التي توجد في قلب فضيحة الفساد التي هزت البرازيل، مقبولة ويمكن العمل بها بالنسبة للمحكمة الانتخابية العليا. واعتبرت، صحيفة "أو غلوبو"، من جهتها، أن السياسيين كانوا على علم بأن حملاتهم تم تمويلها بشكل غير مشروع، وبالتالي لا بد من معاقبتهم.