لا زالت السباحة في أماكن خطرة وغير محروسة ولا مُهيَّأة تودي بحياة أطفال وشباب مغاربة في عمر الزهور، لجؤوا إلى بِرك وبُحيرات وأنهار لإطفاء لظَى درجات الحرارة ولهيبها ليُخرَجوا منها جثثا هامدة. وأَوْدى نهر أم الربيع بحياة تلميذ لم يتجاوَز العاشِرة من عُمره، على مستوى الجماعة الترابية لدار أولاد زيدوح نواحي إقليمالفقيه بنصالح، فيما فارق شاب في عقده الثالث، ينحدر من مدينة سلا، الحياة بقناة ريِّ وسط جماعة أولاد عياد التابعة للإقليم نفسه، صادفت زيارته إلى المنطقة موجة حرارة شديدة. محمد الذهبي، عضو المكتب الوطني للمركز المغربي لحقوق الإنسان رئيس فرعه بدار ولد زيدوح، أكد أن فواجِع غرق الأطفال والشباب الهاربين من درجات الحرارة المرتفعة تتكرر سنويا بمختلف جماعات جهة بني ملالخنيفرة، على مستوى قنوات الري ووادي أم الربيع وشلالات أوزود وبحيرة بين الويدان وأوشرح، وغيرها. وأوضح الناشط الحقوقي أن عددا كبيرا من الأطفال والشباب يلجؤون على السباحة في هذه الأماكن المذكورة هربا من ارتفاع درجات الحرارة التي تفوق 45 درجة مئوية، في ظل افتقار مجموعة من الجماعات الترابية إلى المسابح البلدية. وقال الذهبي ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "في الوقت الذي كنا ننتظر فيه أن تتضافر جهود المسؤولين لإحداث مُركَّبات ثقافية ورياضية ومرافق للتسلية والترفيه، للارتقاء بالشباب والأطفال تفاديا لتكرار مثل هذه الفواجع، نتفاجأ بسقوط مزيد من ضحايا الغرق". وأشار المتحدث إلى أن دار ولد زيدوح شهدت حالة مماثلة سنة 2013 بعدما فُجعت المنطقة بوفاة ثلاثة أطفال، تتراوح أعمارهم بين 9 و12 سنة، غرقا بوادي أم الربيع الذي يعتبر المتنفس الوحيد الذي يقصده سكان المنطقة للسباحة خلال الفترة التي تشهد ارتفاعا لدرجة الحرارة. وبالرغم من كون الجماعة الترابية لدار ولد زيدوح تتوفر على مسبح بلدي، يتابع المتحدث ذاته، إلا أنه يظل مغلقا في وجه ساكنة المنطقة، خاصة الشباب والأطفال، مما يستوجب على القائمين على تسيير الشأن العام المحلي التعجيل بفتحة.