تعيش قناة "ميدي 1 تي في"، منذ ليل الجمعة، على وقع صفيح ساخن، مباشرة بعد ارتكاب صحافية داخل القناة لما اعتبر خطأ مهنيا، حيث رددت في نشرة الأخبار أكثر من مرة عبارة "الصحراء الغربية"، في تعاطيها مع خبر يهم المتهمين في ملف إكديم إزيك. وتعود فصول هذا الزلزال المدوي، الذي أدى إلى الإطاحة برئيسة تحرير، إلى نشرة ليل الجمعة التي جرى خلالها بث خبر حول رسالة معتقلي إكديم إزيك للأمم المتحدة، وتحدثت عن مصطلحات وصفت بالمناصرة للأطروحة الانفصالية ومعادية للوحدة الترابية من قبيل الصحراء الغربية؛ وهو الأمر الذي تبنته القناة جملة وتفصيلا. ومباشرة بعد الحادث، الذي يرتقب أن تكون له تداعيات على أعلى مسؤول في القناة، قدمت سمية الدغوغي، رئيسة التحرير ومقدمة النشرة الفرنسية المسائية التي تبث من الرباط، استقالتها في رسالة بعثت بها للمدير العام؛ فقد كشفت مصادر من داخل القناة أن الصحافية المعنية استبقت قرار إعفائها بعدما علمت بأن عمر الذهبي، مدير هيئات التحرير، قرر توقيفها من نشرات الأخبار. وقدمت الدغوغي، أمس السبت استقالتها، بمبررات ضغط العمل والظروف غير الإنسانية في الاشتغال والتي يعانيها الطاقم الصحافي داخل القناة، معبرة عن صدمتها وشعورها بالإحباط للطريقة التي تعاملت من خلالها الإدارة معها. وأوردت الصحافية المذكورة، في رسالة الاستقالة التي اطلعت عليها هسبريس، أن التسرع في إطلاق الشبكة البرامجية والضغط والعمل غير الاحترافي الذي يطبع القناة لا يمكن إلا أن يؤدي إلى مثل هذه الأخطاء، متوقعة حدوث أخطاء أكثر خطورة مما حصل في المستقبل في حال استمرار ظروف الاشتغال بهذه الطريقة. واعتبرت المتحدثة، في رسالة الاستقالة التي وضعتها على مكتب المدير العام حسن خيار، أن إطلاق هذه الفقرة الإخبارية الموجهة إلى إفريقيا كان مغامرة شابها التسرع وعدم التحضير وغياب الرؤية، موضحة أنها حذرت في أكثر من مناسبة من تداعيات هذا التسرع ونتائجه على العمل الصحافي داخل القناة. مصدر من داخل القناة قال، في تصريح لهسبريس، إن حادث الانتصار لجبهة البوليساريو ينضاف إلى مجموعة من الأخطاء التي ارتكبت في الآونة الأخيرة داخل القناة، والتي تتحمل إدارتها المسؤولية عنها، مذكرا بما حدث قبل أسابيع عندما أقدمت القناة على مهاجمة دولة نيجيريا بالتزامن مع الزيارة الملكية، لهذا البلد.